متلازمة القلب المكسور هي حالة طبية مؤقتة تُضعِف بشدة جزءًا من عضلة القلب، ويحدث هذا عادة بعد التعرض لإجهاد جسدي أو نفسي مفاجِئ. إذ يؤدي ضعف أو توقف جزء من القلب عن العمل إلى الضغط على الأجزاء الأخرى. ويؤثر ضعف عضلة القلب في تروية القلب وقدرته على ضخ الدم ما يؤثر بدوره سلبًا على كافة أعضاء الجسم.

توجد أسماء كثيرة وأنواع مختلفة لمتلازمة القلب المكسور مثل:

  •  اعتلال تاكستوبو القلبي
  •  متلازمة التضخم القمي العابر
  •  اعتلال عضلة القلب الإجهادي
  •  متلازمة جيبروشينس-هيرز

أنواع متلازمة القلب المكسور:

توجد أربع أنواع لمتلازمة القلب المكسور هي:

  •  القمي: وهو النوع الأكثر شيوعًا وتبلغ نسبته أكثر من 80% من الحالات ويؤثر في النصف السفلي من القلب.
  •  نصف بطيني: يؤثر هذا النوع في بطينات القلب، ويبدو الجزء المتأثر مثل حزام حول القلب.
  •  القاعدي: يشبه النوع نصف البطيني، يبدو الجزء المتأثر مثل حزام لكنه أعلى، وتكون الأجزاء الواقعة تحت الحزام هي الوحيدة التي تعمل بصورة طبيعة، هذا النوع نادر جدًا نحو 2% من الحالات.
  •  البؤري: وهو النوع الأكثر ندرةً بنسبة 1% من الحالات ويصيب جزءًا أصغر بكثير من الأنواع الأخرى، وتبدو المنطقة المصابة منتفخة وبارزة بصورة ملحوظة عن باقي أجزاء القلب.

نسب الإصابة:

يُشخَص بهذه المتلازمة نحو 2% من المرضى الذين يلجؤون لمقدمي الرعاية الصحية لاشتباههم بالإصابة بنوبة قلبية وقد تكون النسبة أعلى من ذلك إذ لا يميز مقدمو الرعاية غالبًا هذه الحالة.

تشكل الإناث نحو89% من الحالات المُسجلة لاعتلال تاكوتسوبو القلبي، وترتفع نسب الإصابة بين النساء بعد سن اليأس (متوسط سن الإصابة من 58 إلى 77 عامًا) وقد يرجع ذلك لانخفاض مستوى الاستروجين مع التقدم في السن وهو الهرمون الذي يحمي القلب من الإفرازات الضارة التي ينتجها الجسم عند التعرض للصدمة أو الكرب الشديد.

الأعراض والأسباب:

تبدأ أعراض متلازمة القلب المكسور بالظهور بعد دقائق أو ساعات من التعرض للحدث المُجهد، يصيب إفراز هرمونات الإجهاد عضلة القلب بصدمة مؤقتة وينتج عن ذلك أعراض مشابهة لأعراض النوبة القلبية.

تتضمن أعراض متلازمة القلب المكسور:

  •  ألم صدري شديد ومفاجئ “ذبحة” عرض رئيسي
  •  انخفاض ضغط الدم
  •  خفقان القلب
  •  الإغماء

الفرق بين متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية:

تتشابه أعراض متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية، لذلك قد يظن المريض أنه مصاب بنوبة. إذ تسبب كلتا الحالتين ضيقًا في التنفس وألمًا في الصدر. لكن لا تسبب متلازمة القلب المكسور انسدادًا في الشرايين الإكليلية ولا يصاب المريض بأذية قلبية دائمة، ويتعافى مرضى هذه المتلازمة عادة سريعًا وبصورة كاملة.

أسباب متلازمة القلب المكسور:

لا يستطيع الباحثون تحديد أسباب هذه المتلازمة بدقة، لكن يُعتقَد أن الأحداث المُجهِدة مثل الطلاق وحوادث السيارات أو خسارة العمل قد تسببها. إذ يفرز الجسم هرمونات التوتر في الدم كردة فعل على الحوادث المُجهدة جسديًا أو عاطفيًا. ويعتقد الخبراء أن هذه الهرمونات تؤثر بصورة مؤقتة في عمل القلب.

لا يستطيع عدد قليل من مرضى هذه المتلازمة تحديد الحدث المُسبب للنوبة، ولا يظن الباحثون أن هذه المتلازمة وراثية.

ما هي الأحداث التي قد تتسبب بمتلازمة القلب المكسور؟

الصدمات النفسية مثل:

  •  الحزن لوفاة شخص مُقرب، أو خسارة كبيرة من نوع آخر (الانفصال، فقدان منزل أو مال أو حيوان أليف)
  •  الأخبار السعيدة (حفلة مُفاجِئة، ربح اليانصيب)
  •  الأخبار السيئة
  •  أحداث صادمة مثل الحوادث أو الزلازل
  •  الخوف الشديد (التحدث أمام الجمهور، التعرض للسطو المسلح)
  •  الغضب الشديد

الصدمات الجسدية مثل:

  •  الألم الشديد
  •  الجهد الجسدي الشديد
  •  المشاكل الصحية مثل نوبات الربو، نوبات الصرع، السكتة الدماغية، الحمى، انخفاض سكر الدم، فقدان كميات كبيرة من الدم، الجراحات

ما هي عوامل خطر الإصابة بمتلازمة القلب المكسور؟

تزداد احتمالات الإصابة بهذه المتلازمة عند:

  •  الإناث
  •  الأشخاص أكبر من 50 عامًا
  •  المصابين باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق
  •  المصابين بالأمراض العصبية مثل الصرع أو السكتة الدماغية

المضاعفات:

مضاعفات متلازمة القلب المكسور نادرة، لكن قد تتضمن:

  •  الوذمة الرئوية
  •  تمزق البطين الأيسر
  •  إعاقة تدفق الدم من البطين الأيسر
  •  قصور القلب
  •  خثرة دموية في جدار البطين الأيسر
  •  انخفاض ضغط الدم
  •  اضطراب نظم القلب
  •  صدمة قلبية
  •  إحصار القلب
  •  الوفاة

التشخيص والاختبارات:

كيف تُشخَّص متلازمة القلب المكسور؟

يجري الطبيب فحصًا جسديًا كاملًا ويراجع التاريخ المرضي ثم يطلب عددًا من الاختبارات مثل:

  •  اختبار دم لتحري إنزيم محدد يخرج من خلايا العضلة القلبية المتأذية
  •  تخطيط قلب كهربائي
  •  تصوير وعائي إكليلي
  •  إيكو للقلب
  •  تصوير شعاعي للصدر
  •  رنين مغناطيسي للقلب
  •  أشعة بالصبغة على بطينات القلب

قد يُظهر التصوير مناطق القلب المتأذية لكن يحتاج المريض لتصوير وعائي إكليلي للمساعدة على استبعاد النوبة القلبية.

العلاج:

تتضمن أدوية علاج متلازمة القلب المكسور:

  •  الاسبرين لتحسين الدوران والوقاية من الجلطات الدموية.
  •  مثبطات الإنزيم القالب للانجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الانجيوتنسين لتخفيض الضغط الدموي ومحاربة الالتهاب.
  •  حاصرات بيتا لإبطاء معدل ضربات القلب.
  • المدرات لإنقاص تراكم السوائل.

إذا احتاج القلب إلى المساعدة على الضخ، قد يحتاج المريض في حالات نادرة إلى مضخة البالون داخل الأبهر أو جهاز مساعدة البطين الأيسر.

مضاعفات العلاج وآثاره الجانبية:

  •  تفاعلات تحسسية أو سلبية للدواء أو تداخلات بين الأدوية وبعض الأدوية الأخرى.
  •  النزف، الإنتانات، الخثرات الدموية، السكتة الدماغية، أو النوبة القلبية بسبب جهاز مساعدة البطين الأيسر أو مضخة البالون داخل الأبهر.

متى يشعر المريض بالتحسن بعد بداية العلاج؟

يبدأ التحسن عند معظم المصابين بمتلازمة القلب المكسور فور تلقيهم للعلاج. عندما يكون المريض في المستشفى أو في غضون ساعات أو أيام من بدء العلاج.

الوقاية من متلازمة القلب المكسور:

لا توجد طرق معروفة للوقاية من متلازمة القلب المكسور. لكن قد يساعد تعلم التحكم بالصدمات وتقنيات حل المشكلات على تخفيف الصدمات الجسدية والعاطفية.

وقد تساعد بعض طرق الاسترخاء مثل:

  •  ممارسة اليوغا
  •  الحمام الدافئ
  •  الانضمام لمجموعة دعم
  •  تناول الأطعمة المغذية والصحية
  •  ممارسة التمارين بانتظام
  •  النوم لساعات كافية
  •  قضاء الوقت مع الآخرين
  •  مراجعة الطبيب بصورة منتظمة
  •  الامتناع عن التدخين والمخدرات والإفراط بتناول الكحوليات

نظرة عامة:

متلازمة القلب المكسور هي حالة مؤقتة عند معظم الناس، يتعافى غالبية المرضى منها دون تأثيرات دائمة على القلب.

يُنصَح المرضى الذين يعانون مشكلات صحية أخرى مثل السكتة الدماغية أو الربو أو نوبات الصرع وتظهر عليهم أعراض متلازمة القلب المكسور بمراجعة الطبيب للسيطرة على الأعراض.

يطلب الطبيب في بعض الحالات متابعة المريض بالإيكو لمدة أربع إلى ست أسابيع بعد الإصابة، للتأكد من سلامة القلب ومن أن البطين الأيسر يعمل بصورة طبيعية.

يتعافى معظم مرضى هذه المتلازمة تمامًا في غضون أيام أو أسابيع من الإصابة، لكن يصاب عدد كبير من المرضى بالوهن والضعف العام اللذين قد يستمران أشهرًا بعد الإصابة وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم بالاكتئاب ويُنصح هؤلاء بمراجعة مقدمي الرعاية الصحية.

تأثيرات ما بعد الإصابة:

يعاني المصابون بمتلازمة القلب المكسور بسبب مشكلة طبية (مثل الجراحة أو المرض) نتائج أسوأ مقارنة بالمصابين بالمتلازمة بسبب صدمة عاطفية أو نفسية.

ومع أن الذكور أقل عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور، فعادة ما تكون الأعراض أشد عندهم خاصة لو كان سبب الإصابة مرض خطير.

ربط الباحثون تناول مثبطات الإنزيم القالب للانجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين بمعدل بقاء أفضل.

لا تسبب متلازمة القلب المكسور عادة الوفاة، تتراوح معدلات الوفيات عادة بين0% إلى 8%، وهي حالة مرضية مؤقتة في معظم الأحوال.

متى يحتاج المريض إلى الذهاب إلى قسم الطوارئ؟

تتشابه أعراض متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية لذلك يجب أن تذهب إلى المستشفى إذا شعرت بأعراض النوبة القلبية مثل:

  •  ألم في الصدر
  •  ضيق في التنفس
  •  إغماء غير متوقع، أو دوار متكرر
  •  خفقان القلب
  •  نبض قلب سريع أو بطيء بصورة غير عادية

اقرأ أيضًا:

لماذا ازداد معدل النوبات القلبية في فئة الشباب؟

انخفاض هرمون التستوستيرون قد يؤثر في صحة القلب ويزيد من خطر الوفاة

ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: وئام سليمان

المصدر