يصف مصطلح نصف اللا جنسية الأشخاص الذين لا يشعرون بانجذاب جنسي نحو أي أحد إلا بعد تطوير علاقة عاطفية قوية.
ماهي نصف اللا جنسية؟
يعني وصف نصف اللا جنسي، حسب مركز مصادر نصف اللا جنسية (Demisexuality Resource Center)، أن الشخص لديه انجذاب جنسي أقل بكثير مما يوجد عند غالبية الناس. مثلًا، ربما ينجذب أحد ما إلى شخص قابله في العمل أو في مكان عام، وذلك الانجذاب مبني فقط على الهيئة الخارجية للفرد، بالمقابل يتطور الانجذاب الجنسي لدى نصف اللا جنسيين بعد تطوير علاقة ورابطة عاطفية قوية. قد يشترك نصف اللا جنسيين في علاقة جنسية مع شركائهم لكن برغبة أقل أو معدومة في بعض الحالات. أي أن تطوير علاقة عاطفية مع نصف اللا جنسيين ليس ضمانًا لانخراطهم في علاقة جنسية لكنه ضرورة للتفكير في النشاط الجنسي.
ليس بالضرورة أن تحمل العلاقة العاطفية مع نصف اللا جنسي ناحية رومنسية إذ قد تكون نتيجة علاقة صداقة قوية أو علاقة أفلاطونية. يختلف الوقت الذي يحتاج إليه نصف اللا جنسي لتطوير علاقة عاطفية حسب الشخص، مثلًا قد تُكوّن مشاركة التجارب الحياتية مع شخص ما روابط عاطفية قوية خلال مدة قصيرة، ولفئة أخرى قد يستغرق الموضوع وقتًا أكبر، على كل حال لن يضمن تطوير علاقة عاطفية تكوين انجذاب جنسي، وحتى لو حدث الانجذاب الجنسي فليس ضروريًا أن يتصرف نصف اللا جنسي تبعًا له.
الهويات الجنسية
تتشابه الكثير من التوجهات الجنسية مع نصف اللا جنسية، لكن يوجد الكثير من الاختلافات الأساسية.
اللا جنسية
لا يشعر اللا جنسي بأي رباط جنسي أو رغبة في ممارسة الجنس مع أي أحد. تقع نصف اللا جنسية في منتصف طيف اللا جنسية تقريبًا، لأن نصف اللا جنسيين يشعرون بانجذاب جنسي ضئيل، لكن ذلك لا يكون إلا بعد تطوير علاقة عاطفية قوية. إذن الفرق الرئيسي أن نصف اللا جنسي قد يطور انجذابًا جنسيًا مع الوقت.
اللا جنسية الرمادية
تقع اللا جنسية الرمادية ضمن طيف اللا جنسية، مثل نصف اللا جنسية، لكن على عكس نصف اللا جنسية يختبر اللا جنسي الرمادي انجذابًا جنسيًا أقل حدة من نصف اللا جنسي، ما يعني رغبة أقل في الانخراط في أي نشاط جنسي. وفقًا لجمعية تعزيز حقوق العابرين جندريًا (GLAAD)، قد يختبر اللا جنسيون الرماديون انجذابًا جنسيًا. من يُعرفون أنفسهم بلا جنسيين رماديين لديهم دافع ضئيل للانخراط في تجارب جنسية، كل من نصف اللا جنسي واللا جنسي الرمادي يختبر انجذابًا جسديًا وجنسيًا إلى الشريك، لكن ليس بالضرورة أن توجد روابط عاطفية عند اللا جنسي الرمادي حتى يمارس الجنس.
الشمولية الجنسية
ينجذب هؤلاء الأشخاص إلى أي شخص بصرف النظر عن التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية أو الميول. لكن قد تختلف درجات الانجذاب حسب كل جندر أو أن تكون متساوية، أي أن شمولي الجنس قد ينجذب إلى النساء أكثر من الرجال، لكن هذا لا يعني أن الانجذاب إلى الرجال غير موجود.
الانجذاب إلى الأذكياء ((Sapiosexuality
يتشابه مع نصف اللا جنسية في أن كليهما ينجذب إلى عدد محدود من الأشخاص، الفرق الرئيسي هو أن الشخص المنجذب إلى الأذكياء ينجذب إلى ذكاء الشخص الآخر أو عقله، أما تكوين روابط أو علاقة عاطفية مع الشريك فليس أمرًا أساسيًا لديه.
هل من الضروري وضع تصنيف خاص لنصف اللا جنسيين؟
يساعد تصنيف الميول الجنسية والتوجهات على شعور الأفراد بالانتماء وإدراك أنهم ليسوا وحيدين، عند تعريف الشخص بأنه نصف لا جنسي سينضم إلى مجتمع عالمي كبير، ما يساعده على إيجاد الدعم.
هل يرغب نصف اللا جنسيين في ممارسة الجنس؟
الأفعال الجنسية والانجذاب الجنسي كيانان منفصلان. قد يشعر نصف اللا جنسي بالانجذاب الجنسي إلى شخص قريب منه، لكن قد لا يكون لديه دافع جنسي مرتفع أو رغبة في الانخراط في أنشطة جنسية مع هذا الشخص.
تمامًا مثل سائر الأشخاص، قد تكون لدى نصف اللا جنسيين مستويات مختلفة من الدوافع الجنسية، لكن عمومًا يتمتع نصف اللا جنسي بالرغبة والقدرة على ممارسة الجنس.
الخلاصة
يكوّن نصف اللا جنسي رغبة جنسية في الشريك ولكن بعد توطيد الروابط العاطفية به، تلك العلاقة العاطفية لا تعني بالضرورة أن نصف اللا جنسي يريد الانخراط في علاقة جسدية أو جنسية. تقع نصف اللا جنسية ضمن طيف التوجهات اللا جنسية، هذا يعني أن نصف اللا جنسيين يشعرون برغبة جنسية أقل من المعدل المعتاد.
اقرأ آيضًا:
الأشخاص الأذكياء وفرصهم في المواعدة: متى يكون الذكاء جذابًا؟
ترجمة: محمد علي شيخ عثمان
تدقيق: عون حدّاد
مراجعة: أكرم محيي الدين