ربما كنت من محبي تناول الحليب ولديك معلومات كافية عن أهميته الغذائية ومنافعه، ولكن هل هناك مخاطر نتيجة تناول كميات كبيرة منه؟ وهل يمكننا تناول الكمية التي نريدها يومياً؟
فوفقاً لدراسة جديدة فإن تناول ثلاث كؤوس من الحليب قد يكون له ضرر على صحة النساء.
حيث وجد فريق من الباحثين في السويد بعد تجربة طويلة أن النساء اللاتي تناولن ثلاث كؤوس من الحليب أو أكثر يومياً كان معدل الوفاة لديهم أعلى بمعدل الضعف خلال العشرين عاماً الماضية، مقارنة مع النساء اللاتي استهلكن كوبًا واحدًا أو أقل يومياً، إضافة إلى أن خطر الإصابة بالكسور ازداد مع ازدياد كمية الحليب المتناولة.
ويقول البروفيسور كارل ميشيلسون من جامعة أوبسالا في السويد وأحد واضعي هذه الدراسة أن العامل المسبب لهذا الأمر هو سكر الجالاكتوز الموجود في الحليب، حيث أن هذا السكر يمكن أن يحفز عمليات الأكسدة ويزيد من الالتهابات بنسبة قليلة، وهذا النوع من الالتهابات يمكن أن يسبب الوفاة أو الإصابة بالكسور.
فوزارة الزراعة الأمريكية أوصت البالغين بتناول ما يعادل ثلاثة أكواب من الحليب يومياً، وذلك بناءً على الفكرة القائلة أن الحليب مفيد للعظام ويمكن أن يقلل من مخاطر أمراض القلب.
ومُعدّو هذه الدراسة أكدوا أن هناك أدلة علمية قليلة لتدعم هذه التوصيات. فنظراً لمخاطر الجالاكتوز على الحيوانات فإن ميشيلسون وفريقه قدموا فرضية تقول أن الاستهلاك المتزايد من الحليب عند الإنسان سيكون مترافقا مع زيادة عملية الأكسدة عنه وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالكسور والوفيات بعد فترة من الزمن.
فخلال الدراسة التي استمرت 20 عامًا فإن النساء اللاتي تناولن ثلاث كؤوس من الحليب أو أكثر يومياً كانوا معرضين للموت بمعدل 1,93 مرة أكثر من اللاتي تناولن أقل من كأس واحدة يومياً من الحليب، حيث ارتفع خطر الموت بمعدل 15% مع كل كأس من الحليب متناولة يومياً.
وبشكل غير متوقع وجد الباحثون أن ارتفاع استهلاك الحليب ارتبط مع زيادة خطر الإصابة بالكسور بما في ذلك الإصابة بكسر الورك.
وما تزال الروابط بين تناول الحليب وهذا الأمر غير واضحة، حيث أنه من الممكن أن يكون السبب ناتجاً عن زيادة مستويات الأكسدة والالتهاب في الجسم بسبب زيادة نسبة الجالاكتوز.
أما عند الرجال وبعد دراسة استمرت 11 عامًا، لم يجد الباحثون أي ارتباط بين تناول الحليب وارتفاع معدل الكسور والوفيات وذلك وفق دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية.
ولكن لمحبي الحليب لا تيأسوا، فقد وجد الباحثون أن منتجات الحليب المخمرة مثل اللبن والجبن التي تحتوي على كميات قليلة من الجالاكتوز أو تكون خالية منه في بعض الحالات كان لها تأثير عكسي.
فالنساء اللاتي تناولن المنتجات المخمرة هذه كن أقل عرضة للوفاة أو الإصابة بالكسور المزمنة، حيث انخفض معدل الوفيات والإصابة بكسر الحوض من 10-15% مع كل كوب متناول يومياً من هذه المنتجات.
ووجد الباحثون مستويات مرتفعة من مركب يدعى 8-iso-PGF2a عند الرجال والنساء الذين تناولوا كميات كبيرة الحليب يومياً وهو يتواجد في البول ويعد من علامات ارتفاع معدل الأكسدة في جسم الإنسان.
و أيضاً ارتبط استهلاك الحليب مع ارتفاع مستويات مركب يدعى interleukin 6 الذي يعد علامة على حدوث التهاب عند الرجال وليس عند النساء، في حين أن استهلاك المنتجات المخمرة من الحليب ارتبط مع مستويات منخفضة من هذه العلامات.
ويقول البروفيسور ميشيلسون أنه لا يجب على الناس تغيير عاداتهم الغذائية نتيجة دراسة واحدة، ولكنه يضيف أنه توقف عن تناول الحليب منذ عامين وتحول لتناول اللبن بدلاً عنه، حيث أن نتائج هذه الدراسة على حد تعبيره قامت بإقناعه.
ولكنه سيقوم مع زملائه بدراسة ما إذا كان تأثير الحليب على معدل الوفيات سينخفض نتيجة تناول مضادات الأكسدة.
- ترجمة: أمين السيد.
- تدقيق: جعفر الجزيري.
- تحرير: يمام اليوسف.
- المصدر