ما هي متلازمة الأمعاء الهيوجة (IBS)؟
تعد متلازمة القولون المتهيج «Irritable Bowel Syndrome – IBS»أو ما يعرف بالقولون العصبي أحدَ أكثر الاضطرابات الشائعة التي تصيب الأمعاء الغليظة، إذ تتسبب بالكثير من الأعراض المعروفة والمزعجة لدى الكثير من الناس كألم البطن والانتفاخ والإسهال والإمساك، ولكن ما أسباب هذا المرض وماذا عن أعراضه وما هي مضاعفته وكيف يتم علاجه؟
الأسباب:
حتى هذه اللحظة لا توجد أسباب معروفة لحدوث هذا المرض ولكن تلعب الكثير من العوامل دورًا في حدوثه، ولتوضيح الأمر فإنَ جدران الأمعاء مبطنة بطبقات من العضلات الملساء التي تتقلص وتسترخي بطريقة منظَمة بهدف تحريك ودفع الطعام من المعدة مرورًا بالأمعاء وانتهاءً بالمستقيم، لكنَ هذه التقلصات التي تحدث بشكل طبيعي عند الإنسان السليم قد تكون مختلفة في مرضى القولون العصبي فإما أن تكون قوية وممتدة لفترة أطول مما قد يسبب لدى المريض الإسهال وكثرة تشكل الغازات وإما أن تكون ضعيفة و بطيئة مؤدية إلى تباطؤ حركة الطعام وتكَون فضلات ذات صفات صلبة وجافة، كما أنَ وجود مشاكل في الجهاز العصبي الخاص بالجهاز الهضمي (Enteric nervous system) قد يكون يساهم في هذا الاضطراب.
الأعراض:
تختلف أعراض وعلامات اضطراب القولون العصبي من شخص إلى آخر، وأنها غالبًا ما تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، ومن أشهر هذه الأعراض :
1- ألم البطن أو تشجناته (Cramping).
2- الشعور بالانتفاخ (Bloating feeling).
3- وجود الغازات.
4- الإسهال أو الإمساك – أحيانًا يصاب المريض بالاضطرابين معًا وبشكل متبادل.
5- احتواء البراز على مخاط (mucus).
قد يعاني مريض اضطراب القولون العصبي من فترات تتفاقم فيها هذه الأعراض وأخرى تتحسن فيها وتختفي تمامًا، ولكن يجب عليه مراجعة الطبيب على الفور عندما يبدأ بالمعاناة من أعراض جديدة وشديدة منها نزيف المستقيم أو فقدان الوزن أو حدوث ألم في البطن خلال الليل إذ قد تشير إلى أمراض أكثر خطورة.
محرضات تختلف من شخص لآخر :
تتعدد المحرضات التي تسبب تفاقمًا في أعراض القولون العصبي كما أنها تختلف من شخص إلى أخر، فهي قد لا تؤثر أبدًا في بعض المرضى بينما يحدث العكس في البعض الأخر، ومن هذه المهيجات (: (Trigger
الطعام: لا يزال دور الحساسية من بعض الأطعمة وعدم تقبّلها في اضطراب القولون العصبي غير مفهوم، إذ يعاني العديد من الأشخاص من أعراض شديدة عند تناول أطعمة معينة مثل الأطعمة الحارة والدهنية، البقوليات والملفوف والقرنبيط والبروكلي والحليب والمشروبات الغازية إضافة إلى الكحول.
التوتر: يواجه معظم المرضى المصابين باضطراب القولون العصبي ازديادًا في شدة الأعراض والعلامات عند مرورهم بفترات من التوتر كأيام الامتحانات أو أثناء بداية عمل جديد، حيث يسبب التوتر تفاقمًا للأعراض لكنه لا يتسبب بها.
الهرمونات: يعتقد العديد من الباحثين بوجود دورٍ للتغيرات الهرمونية في التسبب بهذه المشكلة مستندين بذلك إلى حقيقة كون النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض بواقع الضعف، ليعزز ذلك أنَ العديد من النساء تعاني من شدة في الأعراض خلال وحول فترة الحيض.
عوامل الخطورة:
تزداد احتمالية إصابة الفرد بمرض القولون العصبي إذا كان:
1- شابًا: تزداد فرصة الإصابة بالقولون العصبي في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45.
2- أنثى: إنَ فرصة إصابة النساء بمرض القولون العصبي هي الضعف مقارنة بالرجال .
3- وجود تاريخ عائلي للإصابة به.
4- وجود مشكلة صحية ذهنية: الاكتئاب، القلق، اضطرابات الشخصية، التعرض للعنف الأسري بالنسبة إلى النساء، جميعها من أبرز عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالقولون العصبي .
المضاعفات :
يساهم كل من الإمساك والإسهال -وكلاهما من الأعراض المصاحبة لاضطراب القولون العصبي- بازدياد احتمالية الإصابة بالبواسير «Hemorrhoids ، كما أنَ تجنب المرضى المصابين به لبعض الأطعمة الضرورية يمكن أن يسبب نقصًا في العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم مما يؤدي إلى إصابة المريض بسوء التغذية.
لا يمكن الإنكار بأنَ مريض اضطراب القولون العصبي يعاني من الناحية النفسية، إذ أنَ فرض بعض الشروط الصحية كتجنب تناول أطعمة معينة أو الأخذ الدائم لبعض الأدوية عدا عن الأعراض المزعجة التي تجعل المريض يشعر وكأنه لا يمارس حياته على أكمل وجه مما قد يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب والإحباط.
ولكن ماذا عن العلاج؟
يعتمد علاج اضطراب القولون العصبي على معالجة الأعراض المرافقة وتخفيفها وذلك بسبب عدم معرفة المسبب الحقيقي له، بينما لا يعتمد علاج معظم الحالات على العلاج الدوائي إنما يتم عن طريق توعية المريض بالتغيرات التي يجب عليه اتباعها في نظامه الغذائي وأسلوب حياته بالإضافة إلى السيطرة على التوتر، ومن هذه التغيرات تجنب الأطعمة المهيجة وممارسة التمارين الرياضية وتناول السوائل بكمية كافية وأخيرًا الحصول على مقدار كافٍ من النوم أما في الحالات الشديدة فقد يحتاج المريض فيها إلى تعاطي أدوية معينة وإليك مزيدًا من التفاصيل حول النظام الغذائي والأدوية المتعلقة به:
النظام الغذائي:
1- تجنب الأطعمة المسببة للغازات: ومثال عليها المشروبات الغازية وبعض الخضراوات كالملفوف والبروكلي والقرنبيط إضافة إلى بعض أنواع الفواكه.
2- تجنب الأطعمة الغنية بمادة الغلوتين «Gluten»: تشير الأبحاث إلى ملاحظة بعض مرضى اضطراب القولون العصبي تحسنًا من ناحية الإسهال عند التوقف عن تناول الغلوتين (كالموجود في القمح والشعير والشيلم”rye”) فيما لاتزال الأدلة غير واضحة حول ذلك.
3- تجنب الأطعمة المحتوية على ” FODMAPs “: يمتلك بعض الأشخاص حساسية تجاه بعض أنواع الكربوهيدرات كالفركتوز واللاكتوز والفركتانز وغيرها والتي تدعى ب (FODMAPs)، إذ تتواجد الأخيرة في بعض أنواع الحبوب والخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان، مع التنويه بأنها قد لا تكون مصدرًا مزعجًا لبعض المرضى.
الأدوية:
قد ينصح الطبيب بتعاطي بعض أنواع الأدوية التالية وذلك بالاستناد إلى حالة المريض:
1- مكملات الألياف.
2- الأدوية المضادة للأسهال.
3- الأدوية المضادة للكولين والأدوية المضادة للتقلصات «Anticholinergic and antispasmodic medications».
4- الأدوية المضادة للاكتئاب.
5- المضادات الحيوية «Antibiotics».
6- الاستشارة النفسية «Counseling».
المترجم: سيرين خضر
تدقيق: داليا المتني
المصدر