يُصنّف الملفوف غالبًا ضمن فئة تصنيف الخس نظرًا إلى تشابه شكلهما الخارجي، ويُعد حقيقةً جزءًا من عائلة الخضراوات الورقية (الصليبية)، كالملفوف والكرنب (اللفت) والقرنبيط (البروكلي)، وتشتهر بغناها بالعناصر الغذائية المفيدة، لذا يُعد إضافة الخضراوات الورقية إلى حميتك الغذائية أمرًا جيدًا.

قد يساعد الملفوف على الحماية من الأشعة الضارة والوقاية من السرطان، إضافةً إلى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تتنوع ألوان الملفوف، فمنه الأخضر والأحمر والأرجواني، وأوراقه إما ملساء أو مجعدة، وتُتاح مجموعة من منتجاته للشراء عبر الإنترنت، ويُعد من الخضراوات التي يجدر بك إضافتها إلى طبقك، إذ تحتوي أقل من 20 سعرة حرارية لكل نصف كوب مطبوخ.

تبحث مجموعة من المقالات الفوائد الصحية للوجبات الشعبية، متضمنةً التغذية العلاجية، إذ تقدم تصنيفًا غذائيًّا للملفوف مع رؤية متعمقة لفوائده الصحية المحتملة، وكيفية إدراج المزيد منه في النظام الغذائي، إضافةً إلى ذكر أي مخاطر صحية مُحتملة.

حقائق سريعة عن الملفوف

  •  الملفوف أحد الخضراوات الصليبية.
  •  قد تحمي المادة الكيميائية الموجودة في الملفوف من التأثيرات الضارة للأشعة.
  •  قد تساعد مادة سلفورافان الموجودة في الملفوف على الوقاية من السرطان.
  •  يحتوي نصف كوب من الملفوف المطبوخ على 81.5 ميكروغرامًا من فيتامين ك.

فوائد الملفوف

يرتبط تناول الفواكه والخضراوات عمومًا بخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، إذ أشارت دراسات عديدة إلى أن زيادة تناول الأطعمة النباتية مثل الملفوف تقلل معدل الوفيات عامةً وخطر الإصابة بالداء السكري والسمنة وأمراض القلب، وقد تساعد كذلك على صحة البشرة وزيادة النشاط وإنقاص الوزن.

ما هي فوائد الملفوف - الحماية من الأشعة الضارة والوقاية من السرطان - التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب - التغذية العلاجية

1) الحماية من المعالجة الإشعاعية:

أوضحت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات المعرضة للإشعاع أن مركب دي آي أم (دي-إندوليل-ميثان 3،3) الموجود في الملفوف والخضراوات الصليبية الأخرى يزيد معدل البقاء على قيد الحياة قصير الأمد.

أُجريت دراسة على الجرذان في جامعة جورجتاون بعد تعريضها لجرعة إشعاعية قاتلة، تُرك بعضها دون علاج، في حين عُولج بعضها الآخر بحقنه بمادة دي آي أم يوميًا مدة أسبوعين، وكانت النتائج كالتالي:

  •  موت جميع الجرذان التي لم تُعالج.
  •  بقاء أكثر من 50% من الجرذان المحقونة بمادة دي آي أم على قيد الحياة 30 يومًا.

أجرى الباحثون بعض التجارب على الفئران فوجدوا النتائج مشابهة للنتائج السابقة، وتوصلوا إلى ما يلي: تملك الفئران التي عُولجت بحقن مادة دي آي أم عددًا أعلى من الكريات الحمراء والبيضاء والصفيحات الدموية، التي تنخفض غالبًا في أثناء المعالجة الإشعاعية.

يُعتقد أن مادة دي آي أم لها تأثير واق من السرطان، وتُظهر الدراسة أيضًا إمكانية استخدامها مستقبلًا درعًا واقيًا من الإشعاع لحماية الأنسجة السليمة في أثناء معالجة السرطان.

2) الوقاية من السرطان

اكتُشف وجود مركب آخر لمحاربة السرطان في الملفوف هو مادة السلفورافان، وبيّنت الأبحاث المستمرة طوال ثلاثين عامًا الماضية أن تناول الخضراوات الصليبية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان.

تمكّن الباحثون حديثًا من إثبات أن مركب سلفورافان الذي يحتوي على الكبريت ويعطي الخضراوات الصليبية طعمها المر يمنحها أيضًا القدرة على محاربة السرطان على ما يبدو.

يختبر الباحثون حاليًا قدرة سلفورافان على منع تطور الخلايا السرطانية أو إبطائه، وقد لُوحظت نتائج واعدة على المستوى الجزيئي في العديد من أنواع السرطان، متضمنةً سرطان الجلد والمريء والبروستات والبنكرياس.

اكتشف الباحثون أن مادة سلفورافان تمتلك القدرة على تثبيط إنزيم هيستون دي أسيتيلاز الضار، المعروف بدوره في تطور الخلايا السرطانية، وقد تؤدي الأطعمة التي تحتوي على مادة سلفورافان -ما يعطيها القدرة على تثبيط إنزيم هيستون دي أسيتيلاز- دورًا فعالًا لعلاج السرطان.

تناولت دراسة أخرى أُجريت في جامعة ميزوري مادةً كيميائية أخرى موجودة في الملفوف والبقدونس والكرفس تُسمى أبيغينين، وقد ثبت دورها في تقليل حجم الورم عند زرع خلايا عدوانية من سرطان الثدي في الفئران، وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تدل على إمكانية استخدام مادة الأبيغينين مستقبلًا بوصفها علاجًا غير سام للسرطان.

يحتوي الملفوف الأحمر على مضاد أكسدة قوي هو مادة الأنثوسيانين، المسؤولة عن اللون الأحمر والأرجواني للخضراوات والفواكه الأخرى.
اتضح أن مادة الأنثوسيانين تساهم في قتل الخلايا السرطانية المتشكلة سابقًا وإبطاء انتشارها ومنع تشكل أي أورام جديدة، لكن ما زلنا لا نعرف هل يمكن تطوير هذه التأثيرات لتُستخدم في الوقاية من السرطان أو علاجه لدى البشر أم لا.

3) تعزيز صحة القلب

تبيّن أن مادة أنثوسيانين الفعالة الموجودة في الملفوف الأحمر تساعد على الوقاية من السرطان، وتقاوم الالتهابات التي قد تؤدي إلى الأمراض القلبية الوعائية.

ربط تقرير حديث نُشر في «المجلة الأمريكية للتغذية السريرية» تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويد -وإن كان بكميات قليلة- بانخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية الوعائية، وقد تقلل مادة بوليفينول الموجودة في الملفوف بنسب عالية خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، إذ تمنع تراكم الصفائح الدموية وتخفض ضغط الدم.

4) المناعة وصحة الجهاز الهضمي

من الطرق الشائعة لتناول الملفوف تناوله مختمرًا مثل مخلل الملفوف والكيمتشي، وقد تكون الأطعمة المختمرة الغنية بالبروبيوتيك من أهم الأطعمة التي يمكنك تناولها لتقوية المناعة والجهاز الهضمي. توفر البكتيريا النافعة بيئة حمضية تُشكّل النكهة وتحافظ عليها، وتسهّل الإنزيمات الناتجة من عملية التخمير امتصاص الفيتامينات والمعادن.

قد يساعد محتوى الملفوف من الماء والألياف الغذائية كذلك على الوقاية من الإمساك والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ويعزز تناول الأطعمة الغنية بالألياف بكمية كافية انتظام وظائف الجسم، ما يُعد ضروريًّا لطرح السموم عبر الصفراء والبراز.

أظهرت الدراسات الحديثة أن الألياف الغذائية قد تؤدي دورًا في تنظيم الجهاز المناعي والوقاية من الالتهابات، فتقلل من خطر الإصابة بالحالات الالتهابية مثل الأمراض القلبية الوعائية والداء السكري والسرطان والسمنة.

القيمة الغذائية للملفوف:

وفقًا لقاعدة بيانات وزارة الزراعة الأميركية الوطنية للمغذيات، يحتوي نصف كوب من الملفوف المطبوخ المقطع -75غرامًا- على:

  •  17سعرة حرارية.
  •  4 غرامات من الكربوهيدرات، متضمنة غرامًا واحدًا من الألياف وغرامين من السكر.
  •  غرام من البروتين.

يمدك تناول نصف كوب من الملفوف المطبوخ بـ:

  •  30-35% من الاحتياج اليومي من فيتامين سي.
  •  81.5 ميكروغرامًا من فيتامين ك.
  •  11 مليغرامًا من المغنسيوم.
  •  22 ميكروغرامًا من حمض الفوليك.
  •  كميات قليلة من فيتامين ب-6 والكالسيوم والبوتاسيوم والثيامين.

يحتوي الملفوف على مضادات الأكسدة: كولين وبيتا كاروتين ولوتين وزياسانثين، إضافةً إلى مركبات الفلافونويد: كايمبفيرول وكيرسيتين وأبيغينين. يميل الملفوف الأحمر إلى احتواء هذه المكونات أكثر من الملفوف الأخضر.

اقرأ أيضًا:

النظام الغذائي والسرطان: كيف يؤثر طعامك على السرطان؟

لماذا تحدّ الخضار الورقية الداكنة من السرطان؟

ترجمة: سارة إيليا وسوف

تدقيق: مصطفى شحاتة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر