في ليلة 22 شباط 2018، حاولت ولاية ألاباما إعدام السجين دويل لي هام، البالغ من العمر 61 عامًا، والذي قضى السنوات الثلاثين الماضية في إنتظار تنفيذ حكم الإعدام.
ومع ذلك، بعد ما يقارب 3 ساعات و12 جرح، كان منتصف الليل يقترب وكان من المقرر أن تنتهي صلاحية مذكرة الإعدام.
غادر هام غرفة الإعدام، ملطخًا بالدم والكدمات، لكنه ما زال على قيد الحياة.
قصة هام هي أحدث جدل حول إستخدام الحقنة المميتة.
ما هي حقنة الموت (Lethal Injection)
على الرغم من وصفها «كإجراءٍ طبي»، فان العدد الكبير من التقارير عن عمليات الإعدام «الفاشلة» في تاريخ الولايات المتحدة يثير تساؤلاتٍ حول ما إذا كانت البروتوكولات الحالية سليمة علميًا ومقبولةً أخلاقيًا.
وقال برنارد ي هاركورت، محامي هام وأستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا في بيان: «إن هذا الأمر قد تجاوز العدالة الشنيعة والعقوبات القاسية والغير عادية.»
«كان الامر تعذيبًا»
أدين دويل لي هام بقتل وسرقة باترك كننغهام، الذي كان يعمل موظفًا في أحد الفنادق الصغيرة، في عام 1987.
بالإضافة الى وجود تاريخ لتعاطيه المخدرات عن طريق الوريد، تم تشخيصه مؤخرًا بسرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الخلايا القاعدية.
وقد جادل محاموه بأن هذا يعني أن الأوردة تضررت كثيرًا لتلقي الحقنة المميتة العادية.
ولهذا، قامت ولاية ألاباما بإعطائه بروتوكول إعدامٍ خاص، والذي قال عنه محامو هام انه كان مستعجلًا وأدى الى عملية إعدامٍ فاشلة.
«قام فريق الإعدام بإدخال الإبرة عدة مراتٍ في ساقيه وكاحليه الأيسر والأيمن، في كل مرة يدخلون الإبرة بقوة داخل أطرافه السفليه.
وفي إحدى المراحل، قام فريق الإعدام بقلب هام على بطنه، وقاموا بصفعه على ساقيه في محاولة للحصول على وريد،» كما قال هاركورت في بيان يوم السبت، 24 شباط.
وبعد عددٍ من المحاولات الفاشلة لإدخال أنبوب القسطرة في أعلى فخذه الأيمن، اضطروا الى إيقاف عملية الإعدام.
أضاف هاركورت: «من شبه المؤكد ان أفراد فريق الإعدام قد ثقبوا مثانة دويل، لانه كان يتبول دمًا في اليوم التالي.
وربما يكونوا قد ضربوا شريانه الفخذي أيضًا، لأنه كان هناك تدفق كبير للدماء.»
وفي تعليق على الإعدام الفاشل في مؤتمرٍ صحفي، قال جيف دان، المدير المفوض للمؤسسات الإصلاحية في ولاية ألاباما، للصحفيين: «لا يمكنني تصنيف ما حدث في تلك الليلة كمشكلة.»
بروتوكول الإعدام المتبع حاليًا في ألاباما مختلف، ولم يتم الإفصاح عنه للعلن، على كل حال، قد كان من المعروف في الماضي استخدامهم للدواء المثير للجدل المسمى (ميدازولام-midazolam).
يستخدم هذا الدواء كمهدئ لجعل المدانين مغمى عليهم وبعدها يتم إعطاءهم دواءين آخرين لشل وإيقاف القلب.
بغض النظر عن الإعتبارات الأخلاقية المتضمنة في عقوبة الإعدام، فإذا صُنِفَ الإعدام عن طريق الحقنة القاتلة على أنه «إجراءٌ طبي»، فيجب أخذ الطريقة التي يتم بها معاملة «المريض» بعين الاعتبار.
يقول منتقدوا الميدازولام والأدوية القاتلة الأخرى ان الإجراءات الحالية غير موثوقٍ بها بشكلٍ كامل وكثيرًا ما تؤدي الى إعدامٍ طويل ومؤلمٍ بدون أي داعٍ.
- ترجمة: سنان حربة
- تدقيق: م. قيس شعبية
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر