يتطور عالم التكنولوجيا يوميًّا وتظهر تقنيات جديدة وتندثر أخرى بنسق سريع جدًا. إذا كنت من المهتمين بتطور أجهزة الهاتف الذكية فلا بد أنك سمعت عن برمجية «فلاتر» (Flutter). ما هذه البرمجية؟ وكيف تستخدمها الشركات لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية؟
ما فلاتر؟
هو برمجية مفتوحة المصدر لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية على أندرويد وآي أو إس باستخدام برمجية موحدة. طورت شركة جوجل هذه البرمجية عام 2015 وكانت بمراحلها التجريبية قبل إطلاقها رسميًا عام 2018، ومنذ ذلك الحين تزايدت شهرة هذه البرمجية بين مطوري التطبيقات الذكية.
تُعد برمجية «فلاتر» من أشهر البرمجيات على موقع «غيت هاب»، ويأتي ترتيبها 11 من بين البرمجيات الأشهر لتطوير التطبيقات. نُشر آلاف التطبيقات المطورة باستخدام «فلاتر» على متاجر التطبيقات الذكية. من أشهرها تطبيق طوره فريق «علي بابا» ويسمى «شيانيو» إذ حُمل التطبيق 50 مليون مرة.
كيف تعمل برمجية فلاتر؟
القوالب الجاهزة
تتعلق الفكرة الأساسية لهذه البرمجية باستخدام القوالب التصميمية الجاهزة، إذ يُتاح لمطوري التطبيقات استخدام قوالب جاهزة لبناء واجهة مستخدم مكتملة البناء للتطبيق، إذ يمثل كل قالب عنصر بناء -مثل الأزرار والقوائم- وعنصرًا جماليًا -مثل الخطوط والتنسيق اللوني- وإطارًا عامًا للتطبيق وغير ذلك.
لا يستخدم «فلاتر» قوالب من مطورين خارجيين بل يتيح للمطور استخدام قوالب طورها صناع البرمجية، التي تكون متوافقة تمامًا مع بيئة أندرويد وآي أو إس، وبوسع مستخدمي البرمجية تطوير قوالب خاصة بهم واستخدامها في بناء التطبيقات.
تستخدم هذه البرمجية تقنية العرض التفاعلي لشاشات التصميم، ما يساعد على تفادي مشكلات أداء التطبيق التي تأتي من لغات البرمجة المدمجة مثل جافا، إذ يستخدم «فلاتر» برمجية «دارت» (Dart) التي تُعالج لغة البرمجة مسبقًا، لتكون متوافقة مع مختلف البيئات البرمجية التي يُستخدم فيها التطبيق.
بهذه التقنية يتواصل «فلاتر» بسهولة مع البيئات البرمجية المختلفة دون الحاجة إلى جسور برمجية بين لغة جافا واللغات الأخرى، وتقليل الوقت اللازم لتشغيل التطبيق في كل مرة.
هذه البرمجية هي الوحيدة القادرة على عرض واجهة تفاعلية للتطبيق دون الحاجة إلى الربط مع برمجية جافا، ما دفع المطورين لتجربة هذه التقنية في مشروعاتهم.
مميزات فلاتر:
استخدام لغة البرمجة «دارت»:
يُعد استخدام «فلاتر» لبرمجية «دارت» من أكثر الخصائص المثيرة للاهتمام. إن كل الأنظمة التي تستخدم العرض التفاعلي لواجهة التطبيق ومن ضمنها «فلاتر» تُحدِّث تسلسل الواجهات لكل إطار يُضاف، وذلك بإنشاء عناصر كثيرة تختفي بعد كل إطار. تستخدم برمجية دارت مجموعات افتراضية تساعد على رفع كفاءة استخدام هذا النوع من الأنظمة.
إضافةً إلى أن برمجية «دارت» تمتلك معالجًا برمجيًا يُسمى (Tree Shaking)، يدمج الخوارزمية المطلوبة في التطبيق فقط. وإذا احتجت إلى قوالب تصميمية، فإن البرمجية تتيح مكتبة ضخمة من القوالب المتاحة مجانًا.
يحتوي دارت على حزم برمجية فرعية تمكن المطور من توسيع قدرات البرمجية الأساسية عند الحاجة. مثلًا، تتيح البرمجية الدخول إلى بيانات المتجر وتسهل الوصول إلى خدمات البيئة البرمجية والوسائل كالميكروفون والكاميرا.
توفير الوقت والمال:
بوصفه برمجية متوافقة مع مختلف المنصات، إذ تُمكّن المطورين من استخدام الخوارزمية ذاتها لبناء تطبيقات الأندرويد وآي أو إس، ما يوفر الوقت والمال خلال عملية التطوير.
كفاءة الأداء:
توفر برمجية فلاتر أداءً عاليًا لسببين:
أولًا: لأنها تستخدم برمجية دارت التي تُعالِج الخوارزميات باستخدام بيئات متوافقة.
ثانيًا: وجود قوالب تصميم جاهزة، ومن ثم لا داعي لجلب قوالب من مصادر خارجية. ما يؤدي إلى تواصل سلس بين التطبيق والبيئة البرمجية، وتشغيل سريع للتطبيق وتقليل مشكلات الأداء عمومًا.
التطوير السريع:
تتيح برمجية فلاتر إمكانية مراجعة أداء التطبيق خلال عملية التطوير مراجعةً لحظية على محاكي الأجهزة الذكية وعلى الأجهزة نفسها. يلاحظ المطور التغييرات التي أحدثها على واجهة التطبيق لحظيًا على الهاتف الذكي أو محاكي الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي. عند عمل تغيير على التصميم أو الخوارزمية يُعاد تحميل التطبيق في ثوان، ويُقيّم توافق التغييرات الأخيرة. خلال عملية التطوير لا داعي لإعادة تشغيل الجهاز أو المحاكي أو التطبيق للتحقق من توافق التغييرات مع الجهاز.
هذه المميزات تجعل بناء واجهة التصميم، وإضافة المميزات، وإصلاح الأخطاء أكثر سلاسة، خاصةً إذا واجه التطبيق خطأ برمجيًا، إضافةً إلى إكمال العمل على التطبيق دون توقف، وإن اضطررت إلى إعادة فتح التطبيق فسيُفتح بسرعة أكبر.
التوافق:
من الميزات الأخرى وجود قوالب تصميمية جاهزة متوافقة، ما يمنع أي مشكلات توافق في المستقبل. يلاحظ المطورون وجود عدد أقل من الأخطاء المتعلقة بالتوافق مع أنظمة التشغيل المختلفة، ما يقلل وقت فحص التطبيق، ويبني ثقة بتوافق التطبيق مع النسخ المستقبلية من أنظمة التشغيل.
ولما كانت جوجل تستخدم برمجية فلاتر بكثرة لتطوير أدوات داخل الشركة، فإن الفريق لديه دافع ليبقي القوالب التصميمية متاحة وتواكب تطور تصميم التطبيقات الحالي. إضافةً إلى أن هذه القوالب الجاهزة قابلة للتعديل وبوسع المطورين تحديثها.
برمجية مفتوحة المصدر:
برمجية فلاتر برمجية مفتوحة المصدر ومحاطة بآلاف المطورين الذين يمنحون الدعم والتطوير اللازم لهذه الأداة والإرشادات المتعلقة بكيفية استخدامها في مختلف المجالات. فلاتر ودارت كلاهما متاح للجميع مجانًا. تُعد فلاتر برمجية عصرية وإبداعية بمجال تطوير التطبيقات الذكية في الوقت الحالي وبمميزات تجعلها مرشحة لتكون من أشهر البرمجيات في المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا:
تعرف على لغات البرمجة الأوسع انتشارًا
علماء يطورون برمجيات يمكنها أن ترى عدة دقائق من المستقبل
ترجمة: رؤوف طيلوني
تدقيق: تسبيح علي
مراجعة: أكرم محيي الدين