تشير الجينيفيليا Gynephilia إلى انجذاب الفرد بغض النظر عن جنسه إلى سمات الأنوثة؛ ويقصد بذلك الانجذاب نحو النساء أو الأشخاص الذين يتشاركون بعض السمات مع النساء.
على خلاف مصطلحات التوجه الجنسي مثل «المثلية الجنسية Homosexuality» و«المغايرة الجنسية Hetrosexuality»، لا تحدد الجينيفيليا جنس الشخص فيما يتعلق بتوجهه الجنسي؛ فربما يكون الشخص الجينيفيلي ذكرًا أو أنثى أو غير ثنائي الجندر Non-Binary (ليس ذكرًا ولا أنثى) أو عابرًا جندريًا. ومع ذلك، قد يكون هذا المصطلح أكثر شيوعًا بين الأفراد ذوي التوجه غير ثنائي الجندر؛ وذلك لأن مصطلحات التوجه الجنسي الأخرى تعتمد أكثر على الانجذاب بين الجنسين.
على سبيل المثال، ينجذب مزدوج التوجه الجنسي Bisexual إلى من يعرفون أنفسهم بأحد الجنسين، بينما ينجذب المغاير جنسيًا إلى الجنس الأخر.
تقول باربرا كارلاس عالمة الجنس المعتمدة من American College of Sexologists، والرابطة الأمريكية لمعلمي الجنس والمستشارين والمعالجين (AASECT) في التربية الجنسية: «ترويج مصطلحات مثل الجينيفيليا إنجاز عظيم بالنسبة للأشخاص الذين اعتقدوا أنهم غريبي الأطوار أو مخطئين لانجذابهم بالتساوي إلى من يتمتع بسمات أنثوية بين النساء والعابرين جندريًا والرجال.
ما معنى أن تكون جينيفيليًا؟
ينجذب الجينيفيلي إلى السمات الجسدية المرتبطة بالأنوثة التي تُميز شخصًا ما؛ يتضمن ذلك الشعر الطويل والأثداء ومنحنيات الجسم والأعضاء التناسلية. قد يكون الانجذاب أيضًا نحو ميزات غير جسدية مثل نمط الملابس ونبرة الصوت والسلوكيات
تمتد الجينيفيليا إلى ما وراء الجنس؛ فالشخص الجينيفيلي ينجذب إلى حاملي السمات الأنثوية بغض النظر عن جنسهم المُسند إليهم عند الولادة. فيمكن أن ينجذب الجينيفيلي إلي متوافقي الجنس (يتوافقون مع جنسهم المُسند إليهم عند الولادة) أو العابرين جندريًا (لا يتوافقون مع جنسهم المُسند إليهم عند الولادة) أو غير ثنائِي الجندر (لا يتوافقون مع معايير أيٍ من الجنسين).
تقول باربرا: «لأن هناك تداخلًا بين الجينيفيليا والأندروفيليا فيما يتعلق بالانجذاب للسِمات الذكورية، والهويات الجنسية الأخرى؛ تعد تلك طريقة رائعة لوصف الانجذاب نحو الأشخاص الذين على طيف العبور الجندري دون توثين العابرين جندريًا أو حصرهم لأجسادهم. نحتاج إلى كلمات أكثر دقة لوصف العدد اللا نهائي من الأذواق عندما يأتي الأمر للانجذاب الجنسي والرغبات».
قد يُطلق على الجينيفيليا أحيانًا «جينوفيليا Gynophilia»، ويُستخدم المصطلحان بالتبادل إضافة إلى Gynosexuality، ولكن يبدو أن هناك بعض الاختلاف.
فبينما يشير كلا المصطلحين إلى الانجذاب نحو سمات الأنوثة ويُستخدمان بكثرة عبر الأفراد ذوي التوجه غير ثنائي الجندر، إلا أن البعض يعتقد أن Gynosexuality تشير فقط إلى الانجذاب الجسدي والجنسي بينما تشير الجينيفيليا إلى الانجذاب العاطفي.
وتأتي بادئات المصطلحات Gyne- أو Gyno- من كلمة يونانية تعني «الصفات المتعلقة بالنساء».
ما الفرق بين الجينيفيليا والأندروفيليا؟
الأندروفيليا هي نقيض الجينيفيليا؛ إذ إنها تُعرف بالانجذاب نحو السمات الذكورية، أو الذين يُظهرون أنفسهم كالذكور بغض النظر عن ما إذا كانوا ذكورًا أم لا.
بينما الجينيفيليا كما سبق الذكر هي الانجذاب نحو الأشخاص الذين يُظهرون أنفسهم كالنساء، ولكنهم قد لا يُعرفون أنفسهم أثنى.
وكما هو الحال في الجينيفيليا يُستخدم هذا المصطلح بالأخص بين الأفراد غير ثنائِي الجندر؛ لأن التعبير عن التوجه الجنسي عبر استخدام مصطلح الجينيفيليا أو الأندروفيليا يسمح للأشخاص بمناقشة توجههم الجنسي دون الحاجة إلى وصف أنفسهم بمصطلحات قد تكون مقيدة وغير دقيقة.
تقول معلمة الجنس إليزابيث بوسكي، المعتمَدة في مجال التربية الجنسية من الرابطة الأمريكية لمعلمي الجنس والمستشارين والمعالجين والحاصلة على الدكتوراه: «اللطيف في استخدام مصطلحي الجينيفيليا والأندروفيليا أنهما لا يتطلبان مناقشة الأفراد هويتهم الجنسية أو جنسهم عندما يتحدثون عن الانجذاب؛ على سبيل المثال قد يجد الفرد غير ثنائي الجندر الذي سُجل أنثى عند الولادة والذي ينجذب إلى النساء راحة أكبر في استخدام مصطلح الجينيفيليا بدلًا من المثلية الجنسية؛ وذلك لأن استخدام الأخير يعني اعترافه بأنه أنثى».
كيفية استكشاف الجينيفيليا
ماذا إذا كان جنسك متوافقًا مع الذي نُسب إليك عند الولادة سواء كان ذكرًا أو أنثى ولكنك تنجذب إلى الأنوثة لدى كلا الجنسين؛ النساء والرجال؟ تقول باربرا كارلاس: «تُشير ثنائية الميول الجنسية إلى الانجذاب لكلٍ من الرجال والنساء، ولكنك لست كذلك حقًا؛ فأنت لا تنجذب إلى النساء والرجال ذوي السمات الذكورية؛ الجينيفيليا أكثر ملائمة لك».
يمكنك استكشاف الجينيفيليا بالنظر في هويتك الجنسية عبر طرح بعض الأسئلة على نفسك، مثل الآتي:
- ما الصفات التي تجذبك جنسيًا إلى الآخرين؟
- ما السمات الجسدية التي تجذبك؟
- ما السلوكيات التي تجدها جذابة؟
قد يساعدك تدوين مشاعر الأشخاص الذين يأخذون دورًا في حياتك وعواطفهم على فهم هويتك الجنسية، كذلك التحدث إلى الآخرين عن عواطفك وتطلعاتك، أو إلى معالج نفسي قد يساعدك على فهم مشاعرك بصورة أفضل.
تقول باربرا: «كلما كنا أكثر دقة في وضع أسماء لرغباتنا، كان من المرجح أن نبني علاقات عميقة وحميمة ومجزية».
مساعدة من حولك على فهم الجينيفيليا
على الرغم من الوعي المتزايد فيما يتعلق بمجتمع الميم (+LGBTQ)، إلا أن الأشخاص الذين لا يصنفون أنفسهم على أنهم إما مغايرون أو مثليون جنسيًا قد يشعرون بالخزي.
الأمر متروك لك إذا كنت ستفصح لعائلتك عن توجهك أم لا، ولكن إذا كنت ستفعل ذلك؛ تذكر أن الجينيفيليا هي مصطلح حديث نسبيًا، وقد يواجه العديد من الأشخاص في حياتك صعوبة في استيعاب مفهومه أو استخدامه بصورة صحيحة، أو تبني طرق تفكير جديدة.
بينما قد يكون ذلك جارحًا للغاية ومؤذيًا لصحتك النفسية أحيانًا، فتوجد خطوات يمكن إتباعها لمساعدة العائلة على فهم هذا التوجه.
عندما تتحدث إليهم عن الجينيفيليا حاول أن تشرح لهم أن هذا المصطلح يعبر عن انجذابك نحو السمات الأنثوية في حد ذاتها. وأنه لا يعبر عن هويتك الجنسية أو هوية من تنجذب إليه.
حاول أن تتحلى بالصبر والهدوء عند مناقشة مثل هذه الأمور، ولا تشعر بالإساءة إذا أساء أحدهم استخدام المصطلح سهوًا. في الوقت ذاته قد يكون من الضروري وضع بعض الحدود الواضحة في مكانها والتعبير عن حاجتك إلى أن تُعامل بلطف واحترام.
إذا كنت تواجه صعوبات في التحدث مع عائلتك فالتمس نصيحة الأصدقاء الذين تثق بهم أو اختصاصي رعاية صحية كمستشار طبي أو معالج؛ لتعملوا سويًا من أجل تطوير خطة لمعالجة أفكارك ومشاعرك قد تساعد من حولك على فهمك بصورة أفضل.
كلما أدركنا أن التوجه الجنسي يوجد على طيف؛ سهل على الأشخاص من جميع التوجهات الجنسية تقبل واعتناق توجهاتهم الجنسية بطريقة صحية. تقول إليزابيث: «فهم جميع الطرق المختلفة التي يمكن أن يختبرها شخصًا ما فيما يتعلق بالانجذاب الجنسي يقلل احتمالية نقد الفرد لذاته أو للآخرين بسبب اختلافاتهم».
اقرأ أيضًا:
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: محمد الأسطى