هي مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب بتشوشٍ في إدراك الواقع، بالإضافة إلى رؤى وأصوات وأحاسيس شديدة ولكنها غير موجودة حقيقةً؛ وهو ما يدعى بالهلوسة، وقد تتواجد هذه المواد في بعض أنواع النباتات والفطور وخلاصاتها، كما يمكن اصطناعها كيميائيًا، فاستخدمها الإنسان على مرّ العصور غالبًا أثناء شعائر معينة، أما الآن فيتم تعاطي هذه المواد لغرض المتعة والاستجمام، إلّا أنها قد تكون شديدة الخطورة، فتسبب ردات فعلٍ ومضاعفات شديدة على المدى القريب، كما يسبب بعضها الإدمان والاعتلالات الذهنية والتحمّل على المدى البعيد.
كيف تعمل؟
بالرغم من كون الآلية الدقيقة التي تعمل بها الأدوية المحرّضة للهلوسة والأدوية التفارقية (dissociative drugs) غير مفهومة بشكل واضح، تقترح الأبحاث أنها تعمل وإن جزئيًا عن طريق تعطيل التواصل بين أنظمة النواقل العصبية على طول الدماغ والنخاع الشوكي بشكل مؤقت، فيتدخّل بعض هذه المواد في عمل الناقل العصبي الدماغي سيروتونين (serotonin)؛ والذي ينظم المزاج، والإدراك الحسّي، والنوم، والجوع، ودرجة حرارة الجسم، والفعل الجنسي، والتحكّم العضلي.
بينما تتدخّل مواد أخرى في عمل الناقل العصبي الدماغي غلوتامات (glutamate)؛ والذي ينظم الإحساس بالألم، والاستجابة للمحيط، والمشاعر، والتعلّم، والذاكرة.
وبناءً على ما سبق، تحدث التأثيرات المختلفة للأدوية المحرّضة للهلوسة.
ولكن لمَ تُستخدم هذه الأدوية؟
تُستخدم المواد التفارقية والمحرّضة للهلوسة لعدة أسباب، فتاريخيًا استُخدمت النباتات المسبّبة للهلوسة من أجل شعائر دينية، إذ آمنت عدة شعوب بأن هذه المواد تمكّنها من التواصل مع قوى عليا أو آلهة عندما تفصل الشخص المتعاطي عن الواقع وتحرّض “تنوّرات ورؤى سحرية” لديه، أو حتى اعتقدت شعوبٌ أخرى أنها مواد قادرة على شفاء المرضى، وما زالت تُستخدم هذه المواد في شعائر دينية وروحية حتى الآن، ولكن ظهرت مؤخرًا استخدامات أكثر ترفيهًا، كالمساعدة على حلّ القلق أو للتسلية أو تجربة حالةٍ يعتقد الشخص أنها تمهّد للتنوّر والتأمل بالوجود.
كما استخدمها العلماء حديثًا لدراسة العقل البشري والتحرّي عن فعالية هذه المواد كعلاج للحالات المرافقة لاضطرابات الإدراك، مثل السكيزوفرينيا (انفصام الشخصية)، واضطرابات المزاج الشديدة، واضطراب الوسواس القهري، والاضطراب ثنائي القطب، والنوبات الاختلاجية، والجنون، ولكن لم تثبت أي دراسة واسعة المدى فعاليتها بعد، بالإضافة إلى كون هذه الدراسات ممارسةً حديثة نتيجة تغيّر التشريعات المتعلقة بالأدوية النفسية في الآونة الأخيرة.
وتُقسم المواد المحرّضة للهلوسة عادةً إلى فئتين واسعتين؛ محرّضات الهلوسة الكلاسيكية، والأدوية التفارقية (وهي أدوية تشوّش إدراك المتعاطي للصورة والصوت وتولّد إحساسًا بالانفصال عن المحيط والذات، وقد تولّد اضطرابات نفسية مثل اضطراب تعدّد الشخصية والسكيزوفرينيا)، وهي إما أن تكون من مصادر طبيعية أو صناعية:
بعض محرّضات الهلوسة الطبيعية الشائعة:
• البيّوط (Peyote):
- لمحة: هو نوع من الصبار ينمو في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، ويمتلك بروزات صغيرة تسمى “أزرار” تستخدم لتأثيرها المهلوِس.
- المادة الفعالة الأساسية: هي الميسكالين (Mescaline) وهي من عائلة مركبات تسمّى فينيثيلامينات (Phenethylamines)، وتشبه بتركيبها الكيميائي النواقل العصبية الدوبامين والنورإبينيفرين، مما يمكّنها من التدخّل في تأثيرهما على الدماغ.
- بعض الأسماء الشائعة للبيوط: البذر السيء (bad seed)، والهُلَيل (half moon).
- ومن الأسماء الشائعة للميسكالين: أزرار الصبار (cactus buttons).
- طرق الاستخدام: يمكن أن تجفّف الأزرار ثم تمضغ أو تنقع في الماء حتى الحصول على سائل يمكن تناوله، أو تطحن إلى مسحوق ليدخّن أو يؤخذ على شكل مضغوطة أو كبسولة، ونادرًا ما يُحقن.
- ملاحظات: يمكن إنتاج الميسكالين صناعيًا أيضًا، ويعدّ البيّوط من المحرّضات الكلاسيكية للهلوسة.
• السيلوسيبين (Psilocybin) والسيلوسين (Psilocyn):
- لمحة: هي مواد موجودة في أكثر من 75 نوعًا معروفًا من الفطور، يعود أصلها للمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية، وجنوب آسيا، والمكسيك، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وتكلّف فطور السيلوسيبين عمومًا حوالي $20 لثُمْن الأونصة، بينما تكلّف الأونصة الكاملة من $100 إلى $120. - الحالة القانونية: تعتبر المواد الكيميائية هذه ممنوعة من التداول، ولكن الفطور بحدّ ذاتها غير مصنفة تشريعيًا.
- بعض الأسماء الشائعة: الفطور السحرية (magic mushrooms or shrooms)، لحم الآلهة (gods flesh)، boomers)).
- طرق الاستخدام: يمكن لفطور السيلوسيبين أن تؤكل طازجة أو جافة (عادةً تكون محضّرة مع صنف آخر من الطعام)، كما يمكن تخميرها إلى شاي، وسحقها لتتحوّل إلى مسحوق يتم تدخينه أو تناوله ككبسولة أو مضغوطة، ونادرًا ما يُحقن.
- ملاحظات: يمكن إنتاج السيلوسيبين والسيلوسين صناعيًا، ولكن العملية صعبة ومكلفة، بالإضافة إلى كون المواد الناتجة صعبة التخزين. وتعدّ هذه المواد من المحرّضات الكلاسيكية للهلوسة.
من الآثار الجانبية المميزة: ارتفاع في حرارة الجسم، وتعرّق، وغثيان وإقياء، وحسٌّ مواكب (حالة عصبية يحرِّض فيها منبه حاسةٍ ما حاسةً أخرى).
• السالفيا ديفينورام (Salvia Divinorum):
- لمحة: تُعرف أيضًا بالسالفيا، وهي نبات محرّض للهلوسة يصنّف ضمن عائلة المريمية (sage)، ويعود أصله للمكسيك، حيث استخدمه شعب المازاتيك (Mazatecs) لقرون كأداة للشفاء والكهانة.
- المادة الفعالة في هذا النبات: هي (Salvinorin A)، وهي أكثر المواد المهلوِسة التي من أصل نباتي قوةً.
- الحالة القانونية: كل من النبات والمادة الفعالة غير مصنّف تشريعيًا رغم الجهود المبذولة لتصنيفهما ضمن الجدول 1 –Schedule I (وهو جدول يضمّ المواد الدوائية عالية الخطورة وبدون فوائد موازنة لهذه الخطورة، وهي محظورة من الممارسة الطبية).
- من الأسماء الشائعة: (La Maria)، النعنع السحري (magic mint)، أوراق ماري (leaves of Mary)، عشبة الراعية (herb of the shepherdess).
- طرق الاستخدام: يمكن أن يجفف النبات ويتم تدخينه، أو مضغه، أو تبخيره واستنشاقه.
- ملاحظات: تعد السالفيا ديفينورام من المواد التفارقية.
- من الآثار الجانبية المميزة: دوار، وغثيان، وانخفاض معدل ضربات القلب، وقشعريرة، وتداخل في الكلام.
• الآياهواسكا (Ayahuasca):
- لمحة: شراب مخمَّر محدِث للهلوسة ومحضّر من نبتة أو عدة نباتات أمازونية تحتوي المادة الفعالة (DMT)، بالإضافة إلى كرمة تحتوي مادة قلويدية (أي شبه قلوية) طبيعية تنمع تخرّب الـ(DMT) في السبيل الهضمي.
استُخدم شاي الآياهواسكا تقليلديًا للعلاج ولأغراض دينية عند حضارات السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية، خصوصًا في منطقة الأمازون. - المادة الفعالة: هي (DMT) (Dimethyltryptamine)، تعرف أيضًا باسم (Dimitri)، وهي مادة كيميائية مهلوِسة قوية، ويمكن تحضيرها صناعيًا فتبدو على شكل مسحوق أبيض يتم عادةً تبخيره واستنشاقه أو تدخينه.
- الحالة القانونية: ما زالت قانونيّة النباتات الحاوية على (DMT) موضع تساؤلٍ في الولايات المتحدة الأمركية، ففي حين يعدّ نبات الآياهواسكا وتحضيراته قانونيًا، تصنّف الشايات المحضّرة من نباتات حاوية على (DMT) بأنها غير قانونية؛ إذ ينتمي (DMT) إلى Schedule I)).
- من الأسماء الشائعة للآياهواسكا: (hoasca)، (aya)، (yagé).
- ملاحظات: الآياهواسكا هي من محرّضات الهلوسة الكلاسيكية.
بعض محرّضات الهلوسة الصناعية الشائعة:
-
الـ (LSD) (D-lysergic acid diethylamide):
- لمحة: هي مادة صنعية محرّضة للهلوسة شديدة القوة، شفافة أو بيضاء، عديمة الرائحة، منحلة في الماء، وتصنع من حمض الليزيرجيك، وهو مركب موجود في الإرغوت (ergot) (وهو فطر ينمو على الحبوب “grains”).
- تم اصطناع الـ(LSD) بدايةً من قبل الكيميائي السيوسري ألبرت هوفمان (Albert Hofmann) في عام 1938، وذلك أثناء بحثٍ عن فوائد علاجية لحمض الليزرجيك كمنبه دوراني وتنفسي، إلاّ أن الأبحاث لم تظهر وجود مثل هذه التأثيرات، وفي عام 1943 اكتشف الكيميائي ذاته التأثير المهلوِس للـ(LSD)، مما جدّد الاهتمام بهذه المادة وأدّى إلى طرحها بعد ذلك في عام 1947 في الأسواق باسم “Delsid” كعلاج نفسي عام (psychiatric panacea) لمعالجة السكيزوفرينيا، والميول الإجرامية، والشذوذ الجنسي، وإدمان الكحول، إلاّ أن سوء استخدام هذا الدواء وخصوصًا لأغراض الترفيه عند المراهقين والشباب البالغين، بالإضافة إلى آثاره الجانبية السيئة بعيدة المدى، أثار استياء الرأي العام، مما أدّى إلى سحب الثقة من جدوى استخدام الـLSD)) كعلاج نفسي، وإنهاء الأبحاث العلمية المجراة عليه، ولكنه ما زال قيد الاستخدام غير القانوني لغرض الترفيه (recreation) مع مجموعة مواد أخرى كالكيتامين والـ(MDMA).
- الحالة القانونية: يصنّف الـ(LSD) ضمن (Schedule I).
- من أسمائه الشائعة: الحمض (acid)، الضباب الأرجواني (purple haze)، ورق النشاف (blotter)، (microdots)، مكعبات السكر (sugar cubes)، ألواح الزجاج (window panes).
- طرق الاستخدام: يصنّع الـ(LSD) بدايةً بشكل بلوري، يستخدم لتصنع منه مضغوطات تسمى (microdots) أو مربعات جيلاتين رقيقة تسمى (window panes) تطبع عليها تصاميم ملفتة للنظر عادةً، كما يمكن تمديده بالماء أو الكحول وبيعه بشكل سائل، ولكن الشكل الأكثر شيوعًا هي أوراق منقوعة بالـ(LSD) ومن ثم مقسمة إلى مربعات صغيرة مفردة تسمى (blotters)، يتم مضغها أو ابتلاعها مباشرةً.
- ملاحظات: يعدّ من محرّضات الهلوسة الكلاسيكية.
- من الآثار الجانبية المميزة: بارانويا (شك مفرط وغير منطقي بالآخرين)، وتقلبات في المزاج، وقلق، ونادرًا ما تحدث نوبات اختلاجية.
-
الـ(PCP) (Phencyclidine):
- لمحة: هو دواء صنعي تفارقي، طوّر بشكل أصلي كمخدّر عام في سنة 1950، واستخدم بعد ذلك في الطب البيطري كمهدئ، وأُوقف استخدامه سريريًا عند البشر فور اكتشاف أعراضه المهلوسة عام 1965، حتى أن استخدامه عند الحيوانات أصبح نادرًا، ولكن المخابر السرية استمرت باصطناعه كمادة للتعاطي على شكل حبوب سمّيت (The PeaCe Pill)، الاسم الذي اختُصر تباعًا إلى PCP، وبعد ذلك ازداد استخدامه شيوعًا، رغم كونه غير قانوني، وظهرت أشكال أخرى منه، بالإضافة إلى خلطه سرّيًا مع أدوية أخرى مثل (MDMA) المسّمى أيضًا باسم (ecstasy).
- الحالة القانونية: يصنّف الـPCP)) في (Schedule I).
- بعض أسمائه الشائعة: غبار الملائكة (angel dust)، أوزون (ozone)، وقود الصاروخ (rocket fuel)، قارب الحب (love boat)، الحشيش الخارق (superweed)، (belladonna).
- طرق الاستخدام: يمكن أن يتم استنشاقه، أو تدخينه، أو حقنه، أو بلعه، كما يتم رذّه على التبغ والماريغوانا والبقدونس ومن ثم تدخين هذه المواد.
- من الآثار الجانبية المميزة: بارانويا، وغثيان وإقياء، وإلعاب، وتصلّب العضلات، وقلق، تصرفات عدائية وعنيفة، وميول انتحارية، وغيبوبة، وقد تسبّب الجرعات المفرطة منه الموت.
الـ(MDMA)، المعروف باسم (Ecstasy) (3,4-Methylenedioxyamphetamine):
- لمحة: هو دواء صنعي مشابه لكل من الأمفيتامين (amphetamine) المنبّه، والميسكالين (mescaline) المحرّض للهلوسة.
- تم اصطناعه بدايةً في عام 1912 كمحاولة لصنع كابح للشهية، وأعيد اكتشافه واستخدامه في عام 1970 في المعالجات النفسية والاستشارات الزوجية، وبعد اكتشاف خطورته أصبح غير قانونيٍّ وصنف ضمن الجدول 1 (Schedule I)، وما زال استعماله الترفيهي سائدٌ خاصةً بين المراهقين رغم المخالفات القانونية.
- يرفع الـ(MDMA) من معدل السيروتونين بشكل كبير، مما يحسّن المزاج ويسبب فيضًا من المشاعر والسعادة وتسارع ضربات القلب، ولكن عندما تزول تأثيراته، سيكون الدماغ قد استنزف معظم مدخراته من السيروتونين، وهو ما يسبّب الاكتئاب كتأثير لاحق، وتخرّب الخلايا المصنعة للسيروتين على المدى البعيد.
- وقد يكون أحد أسباب تعاطي (ecstasy) هو ما يولّده من شعور ممتع شديد أثناء اللمس، وهو ما قد يزيد من الشعور بالحميمية والرغبة بالجنس، لذلك يعتقد البعض أنه دواء مثير للشهوة الجنسية (aphrodisiac)، ومع ذلك قد يسبّب هذا الدواء ضعف الوظيفة الجنسية، إذ يعاني الذكور من عدم الانتصاب أثناء التراكيز القممية لـ(MDMA) في الدم، وقد يواجه كلا الجنسين صعوبة في الوصول إلى ذروة النشوة الجنسية، ورُصدت تباعًا توليفةٌ جديدة من (ecstasy) مع دواء (Viagra) الموصوف لاختلال الانتصاب الوظيفي، وسمّيت هذه التوليفة باسم (sextasy).
- بعض الأسماء الشائعة: (E)، النشوة (ecstasy)، (rolls)، (go)، (love drug).
- طرق الاستخدام: يؤخذ عادةً على شكل مضغوطات تكون مصنعة بألوان متعددة وشعارات مشكّلة لجذب المتعاطين اليافعين، أو بالتدخين أحيانًا.
- بعض الآثار الجانبية المميزة: توتر عضلي، وقشعريرة، وارتفاع شديد بحرارة الجسم، وإغماء، ورؤية مشوشة، وكَزَم الفك (تشنّج العضلة الماضغة)، ونشوة، وبارانويا، وقلق.
الكيتامين (Ketamine):
- لمحة: يعد من الأدوية التفارقية. ويمتلك أيضًا تأثيرًا مخدّرًا (anesthetic) يستخدم في الطب البشري والبيطري سويةً، إذ استخدم عند البشر في معالجة إصابات المعارك والحروق والإشعاعات، وعند الأطفال الذين أظهروا ردود فعل متضررة من مواد التخدير الأخرى.
وهو عديم الرائحة والطعم، وله خواص محرّضة لفقدان الذاكرة المؤقت (Amnesia)، لذلك يُضاف في بعض الأحيان إلى المشروبات لتسهيل الاعتداءات الجنسية. - الحالة القانونية: يصنف ضمن الجدول 3 (Schedule III) (يضم الأدوية التي يؤدي تعاطيها إلى تعوّد جسميّ معتدل أو منخفض، وتعوّد نفسيّ مرتفع، ويُسمح بتداولها للمعالجة).
- بعض أسمائه الشائعة: ((K، Special K))، فاليوم القطط (Cat Valium).
- طرق الاستخدام: يصنع الكيتامين الدوائي عادةً كسائل للحقن، إلّا أنه يمكن تبخيره للحصول على مسحوق يتم استنشاقه أو ضغطه إلى حبوب من أجل الاستخدام غير القانوني، ومعظم الكيتامين المباع في الشوارع يكون محوّلًا من المراكز البيطرية.
الـDXM)) (Dextromethorphan):
- لمحة: هي مادة صنعية مضادة للسعال وطاردة للبلغم، تستخدم كمكوّن لبعض أدوية الرشح وشرابات السعال المباعة دون وصفة (تسمى مثل هذه الأدوية بـover the counter drugs “OTC”)، إلى جانب مكوّنات أخرى مثل مضادات الهسيتامين ومضادات الاحتقان، وهي فعالة وآمنة وتمتلك القليل فقط من التأثيرات الضارة الجانبية ضمن حدود الجرعات المسموحة المقترحة.
وبتجاوز الجرعات الآمنة ستظهر الآثار الضارّة والمهلوسة (وهو ما يعمد إليه المتعاطون عن قصد)، كما أن تداخل الـ(DXM) مع مواد أخرى مثل الكحول، والـ(acetaminophen) (المادة الفعالة في دواء الباراسيتامول)، و (ecstasy) وغيرها، سيتسبب بظهور تأثيرات تآزرية قد تكون بالغة الخطورة وخصوصًا بجرعات كبيرة، فتسبب تلف الكبد ونوبات قلبية وجلطات وقد تؤدي إلى الموت.
ويحتوي شراب السعال شديد القوة عادةً حوالي 15 ملغ من الـ(DXM) في ملعقة الشاي الواحدة، كما تحتوي الحبوب والكبسولات أيضًا على 15 ملغ من هذه المادة في الحبة الواحدة.
- عادةً يتم تناول شراب السعال لأغراض علاجية بمعدل 10 مغ إلى 20 مغ كل 4 إلى 6 ساعات، أو 30 ملغ كل 8 ساعات، بينما تتراوح الجرعة الواحدة للاستخدام الترفيهي بين 240 ملغ إلى 1500 ملغ!
o من الأسماء الشائعة: Dex))، ((gel، Robo))، (skittles)، triple C)).
آثار المواد المحرضة للهلوسة على المدى القريب:
يمكن لتأثيراتها أن تبدأ خلال 20 إلى 90 دقيقة، وقد تدوم إلى 6 ساعات أو حتى 12 ساعة، بينما تأثيرات السالفيا تكون أقصر، إذ تبدأ خلال دقيقة واحدة وتستمر لأقل من نصف ساعة.
ويصف المتعاطون عادةً التجارب التي يخوضونها عند تناولهم هذه الأدوية أنها “رحلات”، مسمّين التجارب المزعجة “رحلات سيئة”.
وبالإضافة إلى الهلوسات، تتضمن التأثيرات قصيرة المدى العامة: تسارع ضربات القلب، والغثيان، ومشاعر وتجارب حسّية مكثفة وشديدة، وتغيّرات في إدراك الوقت (مثلًا الشعور بمرور الوقت ببطء شديد)، بينما تتضمن التأثيرات النوعية قصيرة المدى لبعض الأدوية المحرّضة للهلوسة: ارتفاع ضغط الدم ومعدل التنفس ودرجة حرارة الجسم (مثل تأثير البيّوط والسيلوسيبين والـ(MDMA))، وفقدان الشهية، وجفاف الفم، واضطرابات في النوم، واختلاط الحواس، وشعور بالراحة والانفصال عن المحيط، وحركات غير متناسقة، وتعرّق مفرط، وقلق، وبارانويا، وذُهان (تفكير مضطرب منفصل عن الواقع).
الآثار بعيدة المدى:
ما زال المعلوم عن هذه التأثيرات قليلٌ، ولكن أظهرت الأبحاث أنَّ متعاطيّ الكيتامين يمكن أن يطوّروا أعراضًا تشمل تقرّحات في المثانة، ومشاكل كلوية، وذاكرة ضعيفة، كمان أن الاستخدام المتكرر للـPCP)) قد يؤدي إلى تأثيرات قد تستمر لعام أو أكثر من توقّف التعاطي، مثل اضطرابات الحديث، وفقدان الذاكرة، وفقدان الوزن، والقلق، والاكتئاب والميول الانتحارية.
وتسبب العديد من الأدوية المهلوِسة تأثيرين أساسين على المدى البعيد هما: الذهان المستديم (Persistent psychosis)، وارتجاع الذكريات(Flashbacks) ، إذ يتضمن الذهان المستديم سلسلة من الاضطرابات الذهنية المستمرة، تشمل: اضطرابات شديدة في الرؤية، وتفكير غير منظم، وبارانويا، وتقلبات في المزاج، بينما يتمثل الفلاشباك بتكرار بعض تجارب الدواء المستخدم، وذلك يحدث غالبًا بدون إنذار، وقد يحصل خلال عدة أيام أو بعد أكثر من سنة من تعاطي الدواء، ويمكن أن يستمر الفلاشباك لدى بعض المتعاطين بعد الأداء الوظيفي اليومي، وهي حالة تعرف بالاضطراب الإدراكي المتواصل المُحدِث للهلوسة(Hallucinogen Persisting Perceptual Disorder) (HPPD)؛ هؤلاء تستمر الهلوسة واضطراب الرؤية لديهم فمثلًا يرون آثار التحرك ملتصقةً بالأجسام المتحركة.
كما قد تمتلك محرضات الهلوسة تأثيرات أخرى، فتسبب الجرعات العالية من(PCP) نوبات اختلاجية وغيبوبة وربما الموت، ويمكن للتداخلات بين (PCP) والكحول أو البنزوديازيبينات (أدوية توصف لحلّ القلق وتعزيز النوم) أن تؤدي أيضًا إلى غيبوبة، وتظهر أبحاثٌ أن الميسكالين الموجود في نبات البيّوط يؤثر على الجنين عند المرأة الحامل المتعاطية.
هل تسبب محرّضات الهلوسة الإدمان؟
تشير الأدلة أن بعض هذه المواد قد تكون مسببةً للإدمان، أو قد يطوّر المتعاطي تحمّلًا تجاهها أو تجاه أنواع أخرى من محرضات الهلوسة، فمثلًا، لا يعتبر الـ(LSD) دواءً مسببًا للإدمان لأنه لا يسبب تطلبًا للدواء يتعذّر التحكم به، ومع ذلك، يسبب الـ(LSD) ما يسمى بالتحمّل؛ أي أن المتعاطين الذين يستخدمونه بتكرار سيتوجب عليهم أخذ جرعات أكبر لتحقيق التأثير نفسه، وهو أمر شديد الخطورة، بالإضافة إلى أن الـ(LSD) يسبب تحمّلًا لمحرّضات الهلوسة الأخرى، بما فيها السيلوسيبين.
بالمقابل، يمكن أن يسبب (PCP) الإدمان، فالأشخاص الذين يتوقفون عن استخدامه بتكرار يواجهون رغبات شديدة له، وصداعًا وتعرّقًا، وهي الأعراض الشائعة لانسحاب الدواء.
هل هناك محرّضات هلوسة مشرّعة قانونيًا؟
تبقى الأدوية المخلّة بالنفس (psychedelic drugs) الطبيعية (مثل الفطوروالمصادر النباتية) خارج سلطة القضاء، أما الأنواع الأخرى من الأدوية المخلّة بالنفس المشرّعة قد تسوّق لاستخدامات بعيدة عن أغراض الترفيه التي يتم اقتناء هذه الأدوية من أجلها، مثل:
• (Pump it powder): وهو ((designer drug (اسم يطلق على دواء يصنع باختلاف جزيئي بسيط عن دواء آخر غير قانوني، وذلك للتهرّب من عدم شرعيته)، يتواجد كمسحوق في متاجر الزراعة كفيتامين داعم للنباتات، وتوضع عليه لصاقة توسيم تحمل عبارة “ليس للاستخدام البشري”
not for human consumption””، والأمر مماثل لأملاح الاستحمام (bath salts).
• (Methoxetamine): وهو أيضًا ((designer drug، يشتقّ من الكيتامين، ويُعرف كدواء مهدئ للحيوانات قد يتواجد في العيادات البيطرية.
• (Amanita Muscaria): دواء بأصل طبيعي على شكل فطر، يمكن طهيه وأكله، ويعد سامّا بالجرعات العالية.
كيف يمكن الحصول على علاجٍ لإدمان محرّضات الهلوسة؟
لا يوجد أدوية مصادق عليها من قبل الحكومة لعلاج الإدمان على الأدوية المحرّضة للهلوسة، ويتم التوجه عادةً للمعالجة السلوكية للمساعدة على التخلّص من العديد من حالات الإدمان، ولكن يمكن الاستعانة بمواد تقلل من المرَضيّة وتمنع المضاعفات، مثل البنزوديازيبينات والأدوية التقليدية المضادة للذهان، والمهدئات مثل ((Lorazepam، (Haloperidol)، (Diazepa) أو الفاليوم (Valium)، (Midazolam))، وغيرها، وذلك بالتزامن مع ضبط تنفس المريض ودورانه وكبحه كيميائيًا وجسديًا ما أمكن.
وبكل حال يجب القيام بالمزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.