ما هي الآليات الدفاعية التي تستخدمها الرئة؟
تتعرَّض يوميًّا الرئتان لأكثر من 7000 لتر من الهواء، تحتوي على كميَّة هائلة من الجسيمات والمواد الضارَّة والكثير من الجراثيم والفيروسات القاتلة!!!
ونحن في بداية فصل الشتاء الذي تكثر فيه الإنتانات والأمراض التنفسيَّة، دعونا نتعرَّف على الآليَّات الدفاعيَّة التي يمتلكها الجهاز التنفسي ضدَّ هذه العوامل المُمرضة كلُّها والتي تُشكِّل خط الدفاع الأول للجسم ضد أخطر الأمراض وأكثرها فتكًا:
التصفية:
تقوم الشعيرات الصغيرة الموجودة في تجويف الأنف بتصفية الجزئيات الكبيرة الموجودة في الهواء المُستنشَق، وكذلك يعتبر السعال والتقشُّع من الطرق التي تطرد بها الرئتين هذه الجزيئات في حال وصولها إليها
الأهداب :
الجهاز التنفسي مُبطَّن بأهداب صغيرة كثيفة وبمادة مخاطيَّة لزجة تقوم بالتقاط الجسميات العضويَّة وغير العضويَّة التي تصل إلى الرئتين وجرفها إلى الخارج عن طريق تيَّار «مخاطي هدبي – Mucociliary».
فاعل بالسطح الرئوي (السورفاكتانت):
«السورفاكتانت – Pulmonary surfactant» هي مجموعة متنوِّعة من البروتينات السكريَّة تلعب دورًا هامًّا في عمل الرئتين ولها أيضًا دور هامٌّ في حماية بطانة الرئتين من الجراثيم على وجه التحديد.
الكريات البيضاء:
هناك العديد من الكريات البيضاء التي تحمي أسناخ الرئتين وتقوم بوظائف متنوِّعة منها إفراز سموم تقضي على الجراثيم وتُثبِّط نموها وأهمُّها «البلاعم – Leukocytes macrophages» والتي هي كريات بيضاء كبيرة تبتلع الجراثيم والجزئيات الكبيرة، أي أنَّها تقوم بما يُشبه الكنس.
هناك العديد من الحالات الفيزيولجيَّة (أهمُّها التقدُّم بالعمر) والمرضيَّة (أهمُّها أمراض المناعة الذاتيَّة Autoimmune diseases) التي تُسبِّب ضعفًا أو اضطرابًا في هذه الآليَّات السابقة ممَّا قد يُعرِّض الجسم لأمراض التهابيَّة وإنتانيَّة تتراوح خطورتها من حالة إلى أخرى.
في حال فشل الآليات السابقة الذكر في حمايتنا من غزو الجراثيم والفيروسات للجهاز التنفسي، يبدأ دور الجهاز المناعي والأدوية المتنوِّعة المدعمة له في مواجهة هذا الغزو.
إعداد: د. محمد الأبرص
تدقيق: المهدي الماكي
المصدر:
كتاب “Davidson’s Principles and Practice of Medicine” 21st Edition