لمحة عامة
يتكون دمك من أنواع مختلفة من خلايا الدم، منها خلايا الدم البيضاء أو كريات الدم البيضاء. تُعَد خلايا الدم البيضاء جزءًا مهمًا من جهازك المناعي، إذ تساعد جسدك على مقاومة الأمراض والعدوى (الأخماج). وفي حال وجود عدد قليل جدًّا من خلايا الدم البيضاء في جسمك، فإن لديك حالة تُسمى نقص الكريات البيضاء.
توجد عدة أنواع من نقص كريات الدم البيضاء، حسب نوع خلايا الدم البيضاء المنخفضة لديك:
- الخلايا القاعدية.
- الحمِضات.
- الخلايا اللمفاوية.
- الوحيدات.
- العدلات (الخلايا المتعادلة).
ويحمي كل نوع منها جسدك من أنواع مختلفة من الالتهابات.
- العدلات (الخلايا المتعادلة): هي خلايا الدم البيضاء التي تحميك من الأخماج أو العدوى الجرثومية والفطرية، وفي حال كانت كمية العدلات منخفضة في دمك، سيكون لديك نوع من نقص الكريات البيضاء يُعرَف بنقص العدلات، وينتج نقص الكريات البيض من نقص عدد العدلات في مجرى الدم غالبًا، لذلك قد يحل مصطلح نقص العدلات محل مصطلح نقص الكريات البيضاء أحيانًا.
- اللمفاويات: هي خلايا الدم البيضاء التي تحميك من الأخماج أو العدوى الفيروسية، ويُعَد نقص اللمفاويات هو الآخر نوعًا شائعًا من نقص كريات الدم البيضاء، ويشير إلى نقص عدد اللمفاويات في مجرى دمك.
أعراض نقص كريات الدم البيضاء
قد لا تلاحظ أي علامات على نقص الكريات البيضاء، لكن تُلاحَظ علامات الخمج إذا كان تعداد الخلايا البيضاء لديك منخفضًا جدًا، وتشمل:
- حمى أعلى من 38 درجة مئوية.
- قشعريرة.
- تعرق.
اسأل طبيبك عما يجب أن تنتبه له، وأعلمه فورًا بأي أعراض لديك.
أسباب نقص كريات الدم البيضاء
قد تؤدي العديد من الأمراض والحالات إلى نقص كريات الدم البيضاء في الجسم، مثل:
أمراض نقي العظم وخلايا الدم، وتشمل:
- فقر الدم اللاتنسجي.
- فرط نشاط الطحال.
- متلازمة خلل التنسج النقوي.
- متلازمة التكاثر النقوي.
- التليف النقوي.
السرطان وعلاجاته:
قد تؤدي أنواع مختلفة من السرطان إلى نقص الكريات البيضاء في مجرى الدم، ومنها ابيضاض الدم. وقد تسبب علاجات السرطان نقصًا بكريات الدم البيضاء أيضًا، وتتضمن:
- المعالجة الكيميائية.
- المعالجة الإشعاعية (خاصةً عند استخدامها على العظام الكبيرة، كعظام الساقين والحوض).
- زرع نقي العظم.
المشاكل الخلقية:
تظهر الاضطرابات الخلقية عند الولادة، وتتضمن الحالات المسببة لنقص كريات الدم البيضاء الحالات المؤثرة في كيفية عمل نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم، مثل:
- متلازمة كوستمان، أو نقص العدلات (الخلايا المتعادلة) الخلقية الشديدة.
- نقص العدلات النقوي الخلقي.
الأمراض المُعدية:
تتضمن الأمراض المُعدية التي قد تسبب نقص الكريات البيضاء:
- فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- السل.
اضطرابات المناعة الذاتية:
قد تقتل اضطرابات المناعة الذاتية خلايا الدم البيضاء أو خلايا نخاع العظام المنتجة لخلايا الدم، وقد تؤدي إلى نقص الكريات البيضاء في مجرى الدم. وتشمل هذه الاضطرابات:
- الذئبة.
- التهاب المفاصل الرثياني.
سوء التغذية:
قد ينتج نقص كريات الدم البيض من نقص الفيتامينات أو المعادن، مثل نقص:
- فيتامين (ب12).
- حمض الفوليك.
- النحاس.
- الزنك.
الأدوية، وتشمل:
- بوبروبيون (ويلبوترين).
- كلوزابين (كلوزاريل).
- سيكلوسبورين (سانديميون).
- إنترفيرون.
- لاموترجين (لاميكتال).
- مينوسيكلين (مينوسين).
- ميكوفينولات (سيلسيبت).
- البنسلين.
- سيروليموس (راباميون).
- فالبروات صوديوم.
- الستيرويدات.
- تاكروليمس (بروغراف).
الساركويد:
هو مرض جهازي يحدث نتيجة استجابة مناعية بالغة، ويتميز بتشكيل أورام حبيبية أو مناطق التهاب صغيرة في أجهزة متعددة بالجسم، وقد يحدث نقص كريات الدم البيضاء عندما تتشكل هذه الأورام الحبيبية داخل نخاع العظم.
الأخماج (العدوى) الفيروسية:
قد تسبب الأخماج الفيروسية أو أي عدوى شديدة أخرى نقص الكريات البيضاء في مجرى الدم، عندما تؤثر في نخاع العظام.
من هم المعرضون للخطر؟
يتعرض للخطر من لديه مرض قد يسبب نقص كريات الدم البيضاء، وهي حالات لا تسبب عادةً أعراضًا واضحة، وفي حال وجود أي من تلك الحالات لديك، يراقب طبيبك تعداد خلايا الدم في جسمك بحذر، ما يعني إجراء العديد من فحوصات الدم.
التشخيص:
قد يساعد انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء طبيبك على تحديد سبب مرضك. وقد يظهر -عند طلب تحليل الدم للتحقق من حالة أخرى- أن تعداد خلايا الدم البيضاء في مجرى دمك يكون منخفضًا.
العلاج:
يعتمد العلاج على نوع خلايا الدم البيضاء المنخفضة وسبب انخفاضها، وقد تحتاج إلى علاجات أخرى لتتعامل مع العدوى أو الأخماج التي تتطور نتيجة عدم وجود خلايا دم بيضاء كافية. تشمل العلاجات الشائعة:
الأدوية:
تُستخدم الأدوية لتحفيز جسدك على إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، وربما توصف لإزالة مسبب انخفاض عدد الخلايا، مثل مضادات الفطريات لعلاج الأخماج الفطرية، أو المضادات الحيوية لعلاج الأخماج الجرثومية.
يجب وقف العلاجات التي تسبب نقص كريات الدم البيضاء، إذ تحتاج أحيانًا إلى وقف علاجات معينة مثل المعالجة الكيميائية، لتمكين جسدك من إنتاج المزيد من خلايا الدم، أيضًا قد يرتفع تعداد خلايا الدم لديك طبيعيًّا عند انتهاء المعالجة الإشعاعية، أو بين جلسات العلاج الكيميائي.
تذكر أن المدة الزمنية التي تستغرقها كريات الدم البيضاء لتتجدد تختلف من شخص لآخر.
عوامل النمو:
قد يساهم العامل المنبه لمستعمرات المحببات وعوامل النمو الأخرى المشتقة من نخاع العظام في العلاج، إذا كان سبب نقص الكريات البيضاء وراثيًا أو ناتجًا من المعالجة الكيميائية. إن عوامل النمو هي بروتينات تحفز جسدك على إنتاج خلايا الدم البيضاء.
النظام الغذائي:
يوصى باتباع النظام الغذائي المتبع عند مرضى نقص المناعة، ويُسمى الحمية قليلة البكتيريا أو نظام نقص العدلات، إذا كانت خلايا الدم البيضاء منخفضةً جدًا، إذ يساعد اتباع هذا النظام الغذائي على تقليل احتمالية التقاط الجراثيم من الطعام.
العلاج المنزلي:
سيرشدك طبيبك حول كيفية الاعتناء بنفسك في المنزل. من أمثلة الإرشادات التي ستساعدك على التحسن وتجنب الأخماج أو الأمراض المعدية:
اتباع نظام غذائي صحي:
يحتاج جسدك إلى الفيتامينات والمغذيات للتعافي، لذلك تناول كمية وفيرة من الفواكه والخضراوات ما لم يخبرك طبيبك بخلاف ذلك. حاول التعرف على أنواع الأطعمة التي يمكنك تناولها إذا كنت تعاني تقرحات الفم أو الغثيان، واطلب مساعدة طبيبك في ذلك.
الراحة:
حاول أن تخطط للأنشطة التي يمكنك ممارستها في أوج نشاطك، وكذلك لا تنس أخذ استراحات واطلب مساعدة الآخرين، فهذا جزء من علاجك.
توخي الحذر:
تجنب أصغر الجروح أو الخدوش، لأن أي موضع مفتوح في جلدك قد يمثل مكانًا لبدء الخمج ومدخلًا لانتشار العدوى بجسمك. اطلب مساعدة الآخرين في تقطيع الطعام أثناء طهيه أو تناوله، واستخدم آلة الحلاقة الكهربية لتتفادى الجروح الناتجة من حلاقة ذقنك، ونظف أسنانك بلطف لتتجنب تهيج اللثة.
تجنب الجراثيم:
اغسل يديك باستمرار أو استخدم معقم اليدين، وابتعد عن المرضى والتجمعات، ولا تباشر بنفسك عمليات تغيير الحفاضات أو تنظيف صناديق القمامة أو أقفاص الحيوانات أو حوض السمك.
المتابعة الطبية:
سيتحقق طبيبك من تعداد الكريات البيضاء في مجرى دمك باستمرار إذا كنت تعاني إحدى الحالات التي تزيد من فرصة تطور نقص كريات الدم البيضاء، وذلك للحد من فرصة حدوث المضاعفات لديك.
من الأسباب التي تجعل متابعة فحوص الدم الخاصة بك مهمةً، حدوث الكثير من الأعراض عندما تكون مريضًا نتيجة عمل جهازك المناعي، بما في ذلك كريات الدم البيضاء، وذلك في أثناء سعيها إلى قتل الخمج، لذلك قد تصاب بالخمج عند انخفاض عدد الكريات البيضاء في دمك، رغم غياب الأعراض التي قد تدفعك إلى زيارة الطبيب.
فيما يلي بعض المضاعفات الخطيرة لنقص الكريات البيضاء:
- الحاجة إلى تأجيل معالجة السرطان نتيجة خمج خفيف.
- الأخماج المهددة للحياة المسببة لتسمم الدم، وهي عدوى تنتشر في أعضاء الجسم.
- الوفاة.
الوقاية من نقص الكريات البيضاء
لا يمكنك تفادي الإصابة بنقص الكريات البيضاء، ولكن يمكنك اتخاذ إجراءات للحد من الإصابة بالعدوى عندما يكون تعداد خلايا الدم البيضاء منخفضًا، لذلك سيتضمن علاجك حمية غذائية سليمة، والمزيد من الراحة، وتجنب العدوى والجراثيم.
استشر الطبيب إذا كانت لديك صعوبة في تنفيذ أي من هذه الإجراءات، ليرشدك إلى تعديل بعض التوجيهات لتتمكن من تنفيذها تنفيذًا أفضل.
اقرأ أيضًا:
كريات الدم البيضاء: أنواعها، مهامها، تأثير نقصانها وزيادتها
ما هي العدلات ووظيفتها وعلى ماذا يدل ارتفاعها ؟
ترجمة: سارة إيليا وسوف
تدقيق: محمد الصفتي
مراجعة: أكرم محيي الدين