تعد البروستاتا أحد أعضاء الجهاز التناسلي الذكري غدّة عضلية يبلغ وزنها حوالي ثلاثة أرباع أونصة، أي ما يقابل عشرون غرامًا، وهي بحجم ثمرة مشمش صغيرة، تحيط بالإحليل، وتقع تحت المثانة مباشرة، وتعمل على إفراز السائل المكون للمني أو النطفة، وتلعب العضلات المحيطة بها دوراً مهمًا في المساعدة على تدفق السائل المنوي داخل الإحليل أثناء القذف، وعند حصوله, تتحرك ملايين النطف من الخصية إلى منطقة البروستاتا خلال مجموعة من الأنابيب يطلق عليها بالكامل ( الأسهر vas deferens).
وفي هذه الأثناء تتقلَّص البروستاتا، مغلقة الفتحة التي بين الإحليل والمثانة, ويتم إطلاق السائل إلى الإحليل عن طريق البروستاتا، التي يتدفق من خلالها السائل للمني، ويشكل السائل الذي يتم إفرازه من خلال البروستاتا، تقريبا ثلثي الحجم الكلي للمني، أو النطفة، ويحتوي على عدة أنزيمات، منها: الزنك وحامض الستريك.
ويعد سائل البروستاتا حمضياً بعض الشيء, ويقوم سائلٌ آخر – ضمن النطف- يتم فرزهُ بواسطة الحويصلة المنوية بجعل الوسط قاعديًا أو قلويًا بالنسبة للنطفة، والفائدة من هذه القاعدية تعود على النطف حيث تساعد على حمايتها وإطالة عمرها عندما تستقر في البيئة الحامضية للمهبل، وفقًا لما ورد في كتاب: (علم الاحياء الطبعة الثامنة 2008) , “Life: The Science of Biology, Eighth Addition.
ووفقًا للمصدر الطبي ( إنفورما هيلث كير (informa health care,2001 يوجد هناك إنزيم يسمى بــ (مضاد البروستات النوعي – Prostate specific antigen or PSA)، وهو أحد مكونات سائل البروستات، يساعد في إتمام الحيوانات المنوية بتسييل المني و تخفيفه بعد القذف عندما يكون متماسكًا، فيسمح للحيوانات المنوية بالقدرة على السباحة بحرية أكبر.
يعد موقع البروستاتا تحت المثانة متميزًا؛ لقدرته على إيصال السوائل المهمة في الوقت المناسب، لكنه قد يشوبه بعض الخلل؛ نتيجة الضغط الناجمة عن تضخم الغدة، وحينها يكون موقع البروستاتا حول الإحليل عائقًا؛ لأنه عندما تتضخم البروستاتا، تضغط على الإحليل فيسبب ضرارًا في جدران المثانة، ويعرقل عملية الإدرار، ووفقًا للمركز الطبي لجامعة ولاية اوهايو (OSU medical center)يعاني أكثر من نصف الرجال الذين في عمر الستينيات، من النمو المتزايد في البروستاتا، ويسمى: “تضخم البروستات الحميد” (Benign prostate Hyperplasia or BPH)، وأحد أعراضه: تسرّب تدريجي للبول، مع جريان ضعيف له أثناء التبول.
ويمكن أن يشير تضخم البروستاتا إلى احتمالية الإصابة بالسرطان، فقد أوضحت الدراسات أن أكثر من مئتي ألف ٢٠٠,٠٠٠ رجل تم تشخيصهم بإصابة سرطان البروستاتا عام ٢٠١٠م, وفقًا للمعهد الدولي للسرطان(National Cancer Institute).
وتقول عيادة (مايو كلينك ( mayo clinic: لا يوجد هناك دليل علمي يؤكد أن القذف المتكرر يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وإن نالت هذه الإشاعة حظها من الشهرة ما نالت.
- ترجمة: علي جمال كريم.
- تدقيق: رجاء العطاونة.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر