ما هو تفسير الحساسية تجاه العطور؟
لو كان لديك او لدى احد افراد عائلتك تحسسا تجاه العطور ، فسوف تفيدك هذه المقالة لمعرفة جميع تفاصيل الحالة.
تعتبرالحساسية من العطور ثاني أكثر الأسباب شيوعاً لأمراض حساسية الجلد، ذلك وفقاً لما ذكرته الطبيبة (ساندي سكوتنيكي غرانت-Sandy Skotnicki-Grant) المتخصصة بالأمراض الجلدية في مركز ( the Bay) للعلوم الجلدية في مدينة تورنتو.
بإمكاننا أن نعرّف الحساسية للعطور بأنها تهيّج أو رد فعل معاكس تجاه مواد كيميائية في العطور أو غيرها من المنتجات المحرّضة لحاسة الشم كمعطرات الجو ومستحضرات التجميل.
تجعل الحساسية تجاه الروائح القوية الأشخاص الذين يعانون منها مرضى بشدة. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى أن يكونوا أكثر عرضة للحساسية من الروائح مقارنة بالأفراد الأصحاء.
أعراض هذه الحساسية :
الحساسية للعطور و للروائح بشكل عام تؤدي إلى ردود أفعال مزعجة لدى الأشخاص وتشمل بعض الأعراض الشائعة للحساسية للروائح ما يلي :
• صداع خفيف إلى شديد
• تهيج البشرة، الحكة والطفح
• العطاس، السعال وسيلان الأنف كما تدعى التهاب الأنف التحسسي
• صعوبات في التنفس الدوار والإعياء
• آلام العضلات
• سيلان، احمرار وحكة في العينين
• الأزيز (الصفير)
• عدم القدرة على التركيز
• انتفاخات أو الوذمات الوعائية
• غثيان و تقيؤ
أظهرت الدراسات أن الروائح القوية للعطورات أو الكولونيا يمكنها تحريض نوبة لدى الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة.
المواد الكيميائية ذات الرائحة في العطورات والمنتجات الأخرى:
تحتوي العطورات على مزيج من عديد من المكونات التي تتضمن مزيج معقد من المحاليل الطبيعية بالإضافة إلى المواد الكيميائية الإصطناعية. تحتوي العطورات أو الكولونيا وسطياً على 14 مكون سري وهي قادرة على تحريض ردود أفعال تحسسية معتدلة إلى شديدة لدى الأفراد الحساسين للروائح.
إن الأشخاص اللذين يتواجدون في أماكن يضطرون لاستخدام المواد الكيميائية المسببة للحساسية ، معرضون لخطورة الإصابة بالحساسية الناتجة عن الإحتكاك بهذه المواد.
العديد من هذه المواد الكيميائية غير مستقرة وتتأكسد بسهولة خلال التخزين أو التعرض لضوء الشمس أو الهواء. منتجات الأكسدة هذه تعمل كعناصر مسببة سامة ضوئياً ومسببات حساسية قوية.
(الليمونين – limonene ) أحد المواد الكيميائية ذو رائحة يستخدم في منتجات التنظيف كمذيب. إضافة لكونه قادر على التفكك وتشكيل محسسات قوية فهو قادر على التفاعل مع الأوزون وتشكيل ملوثات خطرة كالأستيل ألدهيد والفورم ألدهيد والتي تشكل خطورة حقيقية بالإصابة بالعديد من المشكل الصحية.
هناك عنصر آخر ذو رائحة شائع الاستخدام (linalool ) وهو أحد مكونات زيت الخزامى.
من مشتقاته : (أسيتات الليناليل- linalyl acetate ) و(أنثرالينات الليناليل- linalyl anthranilate) وبدورها تشكل مواد تولد حساسية نتيجة تعرضها للهواء، بالإضافة إلى المكونات ذات الرائحة فإن العطورات و بخاخات الجسم تحتوي أيضاً على المثبتات، المذيبات، المواد الحافظة، ماصّات الأشعة فوق البنفسجية والأصباغ.
بعيداً عن تأثيرها على المستخدم فإن الحساسية للعطورات تولّد ردود أفعال سلبية لدى الأشخاص الذين يحتكون مع مستعملي هذه المواد.
إن تجنب استخدام المنتجات التي تحتوي المواد المسببة للحساسية، هي الطريقة الوحيدة لمنع الحساسية تجاه العطور،
-بالإضافة لمراقبة التسميات الموضوعة على المنتجات بعناية وانتقاء المنتجات المصنفة كـ “عديمة الرائحة” أو “خالية من المعطرات” بالرغم من كون هذه التسميات غير موثوقة دائمًا وكون المنتج يحتوي على مكوّنات عشبية.
-والحد من التعرض للعطورات أو الروائح التي يتم وضعها واستعمالها من قبل الآخرين في الأماكن العامة وأماكن العمل.
يتوجب على الأشخاص المصابين بالحساسية للروائح جعل زملائهم في العمل مدركين لحالتهم.
أخصائي الأمراض الجلدية أو أخصائي الحساسية ينصح بمستحضرات آمنة بناء على حساسيات فردية.
يتم تشخيص المواد التي تسبب الحساسية باستخدام رقاقة يتم وضعها عل جلد الفرد المصاب ويتم استخدام مزيج من عدة مواد ذات رائحة. اختبار الرقاقة الإيجابي لمادة معينة لدى الشخص يدل على أن هذا الشخص حساس لتلك المادة الكيميائية ذات الرائحة. بتلك المعرفة يمكن للشخص أن يتجنب المواد التي تحتوي على هذا العنصر في المستقبل. هذا ليس سهلاً ولكن بسبب كون التسميات على المنتجات ذات الرائحة لا تكشف عادةً عن كل عنصر بشكل واضح.
الحساسية للروائح في مكان العمل:
أصبح الموظفين متكيفين بشكل متزايد مع الأشخاص الحساسين للروائح في هذه الأيام. بعض الشركات أوقفت استخدام معطرات الجو و بدأت باستخدام منتجات التنظيف عديمة الرائحة بهدف تقليل المواد الكيميائية المعطرة في البيئة الداخلية. كما أن الشركات أصبحت تقوم بتثقيف موظفيها حيال هذه المشكلة وتنفيذ سياسة خالية من الروائح إلى أقصى حد ممكن.
ترجمة : رغد القطلبي
تدقيق : أسمى شعبان
المصدر