تأثير كوريوليس هو واحدٌ من تلك المصطلحات التي تسمعها تستخدم من وقت لآخر، ولكن لا يبدو أنه تم شرحها بشكل كامل، لذلك أنت تتساءل: «ما هو تأثير كوريوليس؟»
تأثير كوريوليس هو الانحناء الظاهري للرياح العالمية، والتيارات البحرية وأي شيء يتحرك بحُرِّيّةٍ فوق سطح الأرض. ويرجع هذا الانحناء إلى دوران الأرض حول محورها. تم اكتشاف التأثير من قبل المهندس الفرنسي «غاسبار كوريوليس – Gaspard C. Coriolis» في القرن التاسع عشر والذي استخدم معادلات رياضية ليبين أن مسار أي جسم يتحرك فوق سطح دوّار سوف ينحني بالنسبة للأجسام الموجودة على هذا السطح.
إذا لم يكن هناك دوران للأرض، فسوف تهب الرياح العالمية في خطوط متواصلة بين الشمال والجنوب.
ما يحدث في الواقع هو أن الرياح العالمية تهب بشكل مائل. وتأثير كوريوليس يؤثر على اتجاه الرياح حول العالم بهذه الطريقة: في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تنحني الرياح إلى اليمين. في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تنحني إلى اليسار. أما الاستثناء فهو مع أنظمة الضغط المنخفض. ففي هذه الأنظمة هناك توازن بين تأثير كوريوليس وقوة تدرّج الضغط وكذا تدفق الرياح في الاتجاه المعاكس.
عند رسم مسار حركة الأقمار الاصطناعية على خريطة العالم تظهر مساراتها منحنية لأن الأرض عبارة عن كرة، وأقصر مسافة بين نقطتين على الكرة ليست خطًّا مستقيمًا.
تشوه الخرائط ثنائية الأبعاد بطريقة ما السطح ثلاثي الأبعاد. ويزداد التشوه بالقرب من القطبين. في نصف الكرة الشمالي، يظهر مدار القمر الاصطناعي الذي يسلك أقصر طريق ممكن سالكًا مسارًا شمالَ الخط المستقيم من البداية إلى النهاية، ثم ينحني للخلف باتجاه خط الاستواء. ويحدث هذا لأن خطوط العرض، التي يتم إسقاطها كخطوط أفقية مستقيمة في معظم الخرائط العالمية، هي في الواقع دوائر على سطح كرة والتي تصبح أصغر كلما اقتربت من القطب.
يحدث هذا التشوّه ببساطة لأن الأرض عبارة عن كرة، حتى لو لم تكن تدور حول محورها. بالطبع سيكون تأثير كوريوليس موجودًا أيضًا، ولكن تأثيره على المسار المرسوم أصغر كثيرًا، ولكنه يزداد أهمية عند حساب وجهة مسار أو وجهة نهائية. يصبح التأثير مهمًا جدًا عندما تحتاج إلى رسم مسارات للصواريخ أو نيران المدفعية.
لتلخيص «ما هو تأثير كوريوليس»: إنها قوة مهمة تستخدم للتنبؤ بمسار العواصف، وتوضح لماذا لا تصل قذيفة إلى هدف ما على مسافة كبيرة إذا كان لا يؤخذ دوران الأرض بعين الاعتبار.
- ترجمة : أشرف ابن نصر
- تدقيق: المهدي الماكي
- تحرير: زيد أبو الرب
