ما هو الفرق بين القنبلة الهيدروجينية والقنبلة الذرية؟
القنبلة الهيدروجينية مختلفة عن القنبلة الذرية العادية، مثل تلك التي ألقتها الولايات المتحدة على الأراضي اليابانية مع نهاية الحرب العالمية الثانية. تسببت القنبلتان اللتان فجرتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي بمقتل أكثر من 200.000 شخص.
لكن القنبلة الهيدروجينية هي وحش مختلف تمامًا. فحسب الخبراء في المجال النووي، قد تصل قوتها إلى 1000 مرة أكثر من قوة القنبلة الذرية. وهذا هو السبب.
قامت كوريا الشمالية باختبار قنابل ذرية في سنوات 2006، 2009 و 2013. تنفجر تلك القنابل عبر الانشطار النووي ــ انقسام الذرات إلى ذرات أصغر.
العناصر الثقيلة و المشعة مثل البولتينيوم واليورانيوم هي معرّضة لذلك بشكلٍ خاص. كل انشطارٍ وانقسام للذرة يطلق كمية هائلة من الطاقة. وهكذا تعمل أيضًا محطات الطاقة النووية من أجل إمداد منزلك بالطاقة.
لكن، إذا ما سُحقت الذرات قرب بعضها البعض بشكلٍ سريع، سيحدث تأثيرٌ طارد يقوم بتقسيم الكثير من الذرات بشكلٍ أسرع تقريبًا كلُّها في نفس الوقت ــ ويطلق حجمًا كارثيًا من الطاقة.
أدناه نجد توضيحًا من “رويترز” يظهر نموذجين مختلفين من القنابل الذرية. هدف كل منها هو تفجير متفجرات تقليدية (اللون الأسمر) من أجل ضغط مواد قابلة للانشطار، مثل البلوتونيوم-239 (اللون الأزرق المخضر) أو اليورانيوم-235 (اللون الأصفر)، إلى “كتلة حرجة للغاية” تقوم بتقسيم الذرات بطريقةٍ مجنونة:
الجهاز على اليسار هو قنبلة إنشطارية من نوع “الانهيار”، مثل قنبلة الرجل البدين التي تم تفجيرها على مدينة ناجازاكي، وتقوم تلك القنبلة بضغط كل شيء نحو الداخل.
أما ذلك الذي على اليمين، فهو قنبلة انشطارية من نوع “المسدس”، مثل قنبلة الولد الصغير التي تم تفجيرها على مدينة هيروشيما، والتي تقوم بالقذف نحو القطعة المفقودة للنواة الذرية في المركز تمامًا من أجل جعلها في حالة حرجة للغاية.
أما القنابل الهيدروجينية فهي أكثر تطرفًا من ذلك.
إنها تعتمد على جمع ذرتين أو أكثر مع بعضها البعض في تفاعلٍ يسمى بالاندماج. الاندماج هو الذي يقوم بمد النجوم بالطاقة مثل شمسنا، من أجل جعلها ساخنة و براقة، وذلك من أجل منحك فكرة عن إمكانيات قوة القنبلة الاندماجية.
أدناه نجد الصورة الثانية، التي تظهر قنبلة ذرية معززة و قنبلة هيدروجينية. الشكل الخاص للهيدروجين الثقيل أو الديوتريوم (اللون الأخضر)، هو مفتاح كلا السلاحين.
إنه يتسبب في ذرات قابلة للانشطار أكثر من أجل الإنقسام، ومن ذلك إطلاق طاقةٍ أكبر مرة واحدة:
من أجل إطلاق الاندماج، ستكون بحاجة إلى حجمٍ هائل من الطاقة، ولذلك نحتاج إلى انفجار قنبلة انشطارية قبل ذلك. لذلك، القنبلة الهيدروجينية هي في الحقيقة مكونة من قنبلتين: قنبلة انشطارية وقنبلة اندماجية:
داخل القنبلة الهيدروجينية، نجد قنبلة انشطارية “مُعزّزة” تطلق حجمًا هائلًا من الأشعة السينية القوية، والتي تنطلق بشكلٍ دقيق نحو القنبلة الاندماجية.
وذلك يحدث قبل أن تقوم الصدمة بتفجير القنبلة الهيدروجينية، وذلك لسببٍ بسيط، بما أن الأشعة السينية تسافر بسرعة الضوء بينما لا تسافر الصدمة بنفس السرعة.
إذًا، يقوم انفجار الأشعة السينية بإطلاق القنبلة الاندماجية، خالقًا انفجارًا كافيًا لدمجِ مجموعة من الذرات، وتحويل بعض تلك المواد إلى طاقةٍ خام، و مطلقًا لانفجارٍ أقوى بكثير من انفجار القنبلة الذرية.
إعداد: وليد سايس
تدقيق: جعفر الجزيري