تعد محطة الفضاء الدولية أبهظ الأشياء التي صنعها الإنسان على الإطلاق.
إذ اقتربت تكلفة إنشاء المحطة -بحلول العام 2015- لنحو 160 مليار دولار.
ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالقسم الأكبر من هذا المبلغ بنحو أكثر من 100 مليار دولار، بينما تشارك كل من أوروبا وروسيا واليابان وكندا المبلغ المتبقي.
انبثقت فكرة بناء محطة الفضاء الدولية في العام 1984، إثر الخطاب الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك رونالد ريغان، والذي قال فيه إن الولايات المتحدة الأمريكية ستبني محطة فضاء في غضون عقد من الزمن.
بعد مرور عشرة أعوام تقريبًا، أنفقت وكالة الفضاء ناسا نحو 8,8 مليار دولار في تطوير مخططاتها لإنشاء محطة فضاء أمريكية دون مشاركة أي دولة أخرى والتي لم توضع قيد التنفيذ قط.
في العام 1993 وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، أشرف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون على اتفاقية تعاون مع كل من اليابان وروسيا وكندا وعدد من الدول الأوروبية لإنشاء محطة الفضاء الدولية وإدارتها.
بلغت ميزانية وكالة ناسا للمشروع في الأعوام الثلاثين الأولى حوالي 58 مليار دولار، إلا أنها أُرغمت على إنفاق مبلغ 54 مليار دولار إضافي على إرسال مكوكات فضائية إلى المحطة لأغراض الإعمار والصيانة، فضلًا عن التكاليف الأخرى المتعلقة بمتطلبات الطاقم المناوب في الوكالة والتي تلتزم الوكالة بتغطيتها.
تُقّدر تكاليف الصيانة التي أنفقت على محطة الفضاء الدولية منذ العام 2015 بنحو 3 مليارات دولار في كل عام، الأمر الذي أثار لغطًا كبيرًا حول جدوى الاستثمار في هذا المشروع؛ فبينما يعتقد الكثيرون أن عائدات المشروع لا تغطي تكلفته، يرى البعض أن التكلفة مبررة بفرص البحث المحتملة في الفضاء حيث البيئة منعدمة الوزن، ما يتيح إمكانية إنجاز الأبحاث التي يتعذر إنجازها على الأرض.
إلا أن آخرين يصرون على أن التوصل إلى أبحاث ذات نتائج تستحق هذه التكلفة الباهضة يعد احتمالًا ضئيلًا للغاية.
ترجمة: آلاء أبو شحوت
تدقيق: جعفر الجزيري
تحرير: أحمد عزب
المصدر