تمثّل هذه العبارة خلاصة التّقرير الذي يتحدث عن فوائد ومضار العصير للأطفال، والصادر عن الأكاديميّة الأمريكيّة لأطباء الأطفال (American Academy of pediatrics :AAP).
وقالت الدراسة بأنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7أعوام و18 عامًا يجب ألا يتجاوز استهلاكهم للعصير 8 أونصات باليوم.
الأطفال الذين لم يبدؤوا بعد بالذهاب إلى المدرسة -أعمارهم بين 4 و6 سنوات- تكفيهم 6 أونصات باليوم، بينما الأطفال بين السنة الأولى والثالثة من عمرهم فلا ينبغي أن يتجاوزوا الـ 4 أونصات يوميًّا.
أما الرُّضَّع، والذين تقلُّ أعمارهم عن سنة، فيمنع عليهم شرب العصير تمامًا!
ولكن بالنظر إلى ضرورة إدراج الفواكه والخضروات في الحمية الصحيّة، وأنّ هذه الحمية يحب أن تبدأ بسنّ الطفولة، فلمَ هناك تخوُّف من شرب العصير عند الأطفال؟
كل التوصيات السابقة كانت قائمة على اعتراضين أساسيّين، كما يوضح ستيفين أبرامز steven abrams، وهو طبيب الأطفال في جامعة تكساس، وواحدٌ من القائمين على الدراسة السابقة:
«عصير الفواكه هو عبارة عن فاكهة خالية من الألياف والفيتامينات، كما أنه يضرّ الأسنان»؛ يقول ستيفين، ويضيف: «بعض الأطباء ينصحون الأطفال بعدم شرب العصير إطلاقًا، لكنني أجد ذلك قاسيًا بعض الشيء، فعصير الفواكه أيًّا كان يبقى مصدرًا للفاكهة!».
عندما يتناقش غاري ليروي Gary LeRoy –وهو طبيبٌ معالجٌ مختصٌ في شؤون الأسرة في دايتون أوهايو– مع مرضاه الذين أصبحوا آباء حديثًا، فإنّه يردُّ على حدسهم وتكهّناتهم الطبية بقوله: «الكميّة الزائدة من أي شيء ليست جيدة»، ويضيف: «الاعتدال هو الحل».
ساعد ليروي في ابتكار برنامج في الإقليم الذي يعيش فيه، ودعاه برنامج (0-1-2-5)، وتتعلّق هذه الأرقام بنظامِ الحياة الصحيّ للأشخاص، وتعني تقديم خمس وجباتٍ من الخضار والفواكه يوميًّا، وتخصيص ساعتين فقط للجلوس أمام شاشة الحاسوب أو التلفاز، إضافةً إلى ممارسة الرياضة الجسدية لمدة ساعةٍ يوميًّا، والامتناع عن المشروبات السكّريّة نهائيًّا.
وبالحديث عن وجبات الفاكهة، يقول ليروي: «إذا اعتبرت العصير من وجبات الفاكهة اليوميّة، تأكّد من أنّه عصيرٌ طازجٌ تمامًا، ويتألّف فقط من الفواكه!».
هناك عصيرٌ طازج، وهناك مشروباتٌ وكوتيكلاتٌ متنوعة، قد يُضاف إليها السكّر وبعض المواد الحافظة، وما يميّز العصير الطازج، هو ضرورة ألا يضاف إليه شيء، حتى السكر!.
ولكن هذا لا يعني أنّ السكّر ليس موجودًا تمامًا، فمثلًا كل 4.23 أونصة من عصير الفواكه من ماركة موت يحوي 14g من السكر، وهو يشابه تقريبًا كمّية السكّر الموجودة في حجمٍ مماثلٍ من عصير العنب الأبيض من شركة (apple&Eve) والذي يحوي 15 g من السكّر.
هذه الكميّة تربو على ثلاث ملاعق صغيرة من السكّر.
علبة تزن 6 أونصات من عصير البرتقال تحوي 18 غرامًا من السّكّر، ويقارب ذلك كمية السكر الموجودة في حجمٍ مماثل من مشروب كوكاكولا( 19.5 غرام لكل نصف علبة تزن 12 أونصة).
من الصعب أن تعرف إذا كانت العائلات الأمريكية تهتمّ فعلًا بالنصائح المعطاة حول استهلاك العصير، أو أنّها تجدها صارمةً فقط!
على الرغم من مرور عام على البدء بإعطاء هذه النصائح، فإنه من المبكّر الحكم على مدى تطبيقها.
ويقول أبرامز Abrams: «مصنعو عصير الأطفال أوقفوا تسويق منتجاتهم، ويوجد حاليًّا القليل فقط من العصائر المخصصة للأطفال».
إنّ معايير التغذية المموّلة من قبل مراكز الرعاية اليومية قد حُدِّثت آخر مرة عام 2016، وتشبه هذه المعايير إلى حدٍّ ما معايير الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال (AAP) وتنصّ على ما يلي: لا عصير للأطفال في عامهم الأول، وجبة يومية من ثلاث أونصات للأطفال في عمر 1-3 سنوات، ووجبة يومية من 4-6 أونصات للأطفال في عمر 4-6 سنوات.
وتقول الكاتبة والمعلّقة على مواضيع التغذية وصحة الأطفال Bettina Elias Siegel: «ومع ذلك، عند تقديم العصير في مركز للرعاية الصحيّة اليومية، يمكن أن يُستعاض به عن وجبة فواكه وخضروات»، وتضيف: «ليست المشكلة بالعصير نفسه، لكنّها بالوجبات التي يحلّ مكانها، وكلّ من تحدثت إليه يرى أنّ شرائح التفاح أفضل من عصير التفاح؛ فشرائح التفاح تتضمن ألياف نافعة مفيدة للحميات، وتحتاج إلى وقت أطول لأكلها، ما يقلّل كميّة السعرات الحراريّة الناتجة عن هضمها».
الكثير من سلاسل المطاعم الوطنية توقّفت تلقائيًّا عن تقديم الصودا كجزء من وجبة طعام الأطفال، وأصبحت تقدم عوضًا عن ذلك مشروبات أخرى كالحليب ( وأحيانًا حليب بالشوكولا) أو عصير الفواكه.
العصير هو خيارٌ أفضل مقارنةً بالمشروبات الغازية، لكن ذلك لا يعني أنّه صحّيّ.
اعتقاد الناس الدائم أنّ العصير غذاءٌ صحي،ٌّ يبقيه في النظام الغذائي لجميع الأطفال، وفقًا لبيتينا سيجل.
العصير شرابٌ واسع الانتشار، سهل التخزين، لا يحتاج إلى تحضير، وغالبًا رخيص.
كل هذه أشياء تجعل الناس تفضّله على الفواكه!
قد يرغب الأهل بمعرفة طبيعة الأطعمة التي يأكلها أولادهم في مركز الرعاية اليومية أو نظام الطعام في المدرسة، فإذا كان الأولاد يشربون العصير في المدرسة أو مراكز الرعاية، فتبعًا لتعليمات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لا يجب عليهم شرب العصير في المنزل في أيام الدوام.
يتحدث ليروي leRoy مع المرضى وأهلهم عن النظام الصحي عند زيارات الأطفال الأصحّاء له، عندما يرى طفلًا في عربةٍ مع علبةٍ من العصير، فإنّه يستغل تلك اللحظة للحديث عن مضار العصير للأطفال.
ويقول: «من أجل الأطفال الصغار، عليك إضافة الماء للعصير الطازج، محققًا بذلك معايير المذاق الجيد وأهداف التغذية الصحية».
- ترجمة: عيسى ضومط.
- تدقيق: ماجدة زيدان.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر