ما مدى سخونة الشمس ؟ و كم تبلغ حرارة الشمس ؟ تُعتبر الشمس كرة من الغازات المشعة المنتجة للطاقة و الضوء بكميات كبيرة، وهي تجعل الحياة على الأرض ممكنة . تتغير سخونة الشمس التي تُعد أقرب النجوم إلينا بشكل هائل بطريقة لا يمكن تخيلها .تنتج قوة الجذب في قلب الشمس (نواتها) ضغطًا هائلًا وقد تصل درجة الحرارة إلى 27 مليون درجة فهرنهايت (15 مليون درجة سيليزية). تُضغط ذرات الهيدروجين وتنصهر مع بعضها مكونة الهيليوم، تُدعى هذه العملية (الانصهار النووي – Nuclear Fusion)، تُنتج عملية الانصهار النووي كميات هائلة من الطاقة، تُشع هذه الطاقة نحو الخارج باتجاه سطح الشمس والغلاف الجوي وما بعده.
تتحرك هذه الطاقة من قلب الشمس باتجاه طبقة الشمس المعروفة باسم (المنطقة المشعة -The radiative zone) وتظل الطاقة نشطة في هذه المنطقة لما يقارب مليون سنة قبل أن تصل إلى (منطقة الحمل الحراري – The Convective Zone) التي تمثل الطبقة العليا من طبقات الشمس الداخلية، تنخفض درجات الحرارة في هذه المنطقة لتصل إلى أقل من 3.5 مليون درجة فهرنهايت (2 مليون درجة سيليزية). تُشكل فقاعات البلازما الكبيرة الساخنة ما يشبه سيلًا من الذرات المتأينة، متحركة باتجاه طبقة (الفوتوسفير- photosphere) التي تبلغ درجة الحرارة فيها 10000 درجة فهرنهايت (5500 درجة سيليزية)، وهي الطبقة حيث يظهر الإشعاع الشمسي على هيئة الضوء المرئي.
تكون (البقع الشمسية – Sunspots) في منطقة الفوتوسفير أبرد وأغمق لونًا من باقي المناطق المحيطة بها إذ تصل درجة سخونة الشمس في مركز البقع الشمسية الكبيرة إلى ما يقارب 7300 درجة فهرنهايت (4000 درجة سيليزية). تكون طبقة (الكروموسفير – The Chromosphere) التي تمثل الطبقة التالية في الغلاف الشمسي أبرد قليلًا إذ تكون درجة حرارتها 7800 درجة فهرنهايت (4320 درجة سيليزية) تقريبًا. وفقًا لـ (المرصد الشمسي الوطني – National Solar Observatory NSO) تعني الكروموسفير حرفيًا «كرة اللون».
غالبًا ما يكون الضوء المرئي القادم من طبقة الكروموسفير ضعيفًا للغاية وتصعب مشاهدته مقارنة بطبقة الفوتوسفير الأكثر سطوعًا، لكن خلال حدوث ظاهرة الكسوف الكلي للشمس عندما يغطي القمر طبقة الفوتوسفير؛ يمكن مشاهدة طبقة الكروموسفير كإطار أحمر اللون حول الشمس. يقول المرصد الشمسي الوطني على موقعه الإلكتروني: «تُظهر طبقة الكروموسفير هذه الحمرة بسبب وجود كمية كبيرة من الهيدروجين في تركيبتها». ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير في طبقة (الكورونا – The Corona) التي يمكن مشاهدتها أيضًا فقط خلال ظاهرة الكسوف ويصاحب ذلك تدفق البلازما على شكل نقاط فوق إكليل.
يمكن أن تصبح الكورونا ساخنة بشكل مفاجئ مقارنة بجسم الشمس الخارجي، ووفقًا لـ NSO فإن درجات الحرارة تتراوح بين 1.7 مليون درجة فهرنهايت (مليون درجة سيليزية) و17 مليون درجة فهرنهايت (10 مليون درجة سيليزية). قال (برنارد فليك – Bernhard Fleck) أحد علماء وكالة الفضاء الأوروبية والمشارك في مشروع (رصد الغلاف الجوي الشمسي – NASA’s Solar and Heliospheric Observatory SOHO) في بيان: «الكورونا ساخنة بدرجة لا يمكن تصورها، أسخن بمئات المرات من باقي الطبقات أسفلها، بما أن مصدر الطاقة للشمس هو مركزها كنا نتوقع -منطقيًا- أن الكورونا (الطبقة الخارجية للشمس) هي الأبرد». مشروع SOHO هو فقط أحد المشاريع العديدة التي تحاول استكشاف هذا الموضوع وغيره من الألغاز.
تبرد الكورونا وتخسر الحرارة والإشعاع دافعة المادة للانفجار والاندفاع كرياح شمسية، قد تعبر أحيانًا مسار الأرض. قال (جو غورمان – Joe Gurman) عالم في مشروع SOHO في نفس البيان: «بفضل SOHO أصبح لدينا وعي عام متنامٍ بأننا نعيش في غلاف جوي واسع لنجم نشط مغناطيسيًا هو الشمس».
تُعد الشمس الجرم الأكبر والأكثر ضخامة في النظام الشمسي، تبعد حوالي 149.5 مليون كم عن الأرض، تسمى هذه المسافة (الوحدة الفلكية – Astronomical Unit) أو A.U 1 وتُستخدم لقياس المسافات على مدار النظام الشمسي. يستغرق ضوء أو حرارة الشمس 8 دقائق تقريبًا للوصول إلينا، وبهذا تُوجد طريقة أخرى لوصف المسافة بين الأرض والشمس وهي 8 دقائق ضوئية.
ترجمة: رياض شهاب تدقيق: محمد سعد السيد
اقرأ أيضًا:
تجربة هندسة جيولوجية لتعتيم الشمس
تجربة هندسة جيولوجية لتعتيم الشمس
لدى العلماء خطة لمطاردة النجم القديم الميت الذي ولّد نظامنا الشمسي