تشكل الخوارزميات اليوم جزءًا من حياتنا، ومع هذا فهي لا تتخذ دائمًا قرارات تُسهل سير حياتنا؛ بل قد يحصل العكس. سيوضح ذلك لنا عالم الرياضيات كيث سميث – مايلز، من جامعة ميلبورن في هذه المقالة. أصبح للخوارزميات دور كبير في حياتنا؛ يبدأ من اقتراحات نتائج البحث عبر محركات الإنترنت أو المحتوى الذي يظهر لنا على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مسائل ذات أهمية أكبر، مثل مساعدة الأطباء على تقدير خطورة مرض السرطان.
ولهذا علينا أن نعرف إلى أي مدىً يمكننا الثقة بالقرارات التي تتخذها الخوارزميات؟ ففي شهر يونيو/ حزيران، علِق 100 سائق في الولايات المتحدة الأمريكية في طريق مليء بالوحل لاستعانتهم بخرائط جوجل كي يهربوا من الازدحامات المرورية في الطريق المؤدي إلى مطار دنفر الدولي في ولاية كولورادو. ونتيجة لاعتمادنا اليومي عليها، أصبح من الضروري معرفة إلى أي مدى يمكننا الوثوق بها.
اتُهمت الخوارزميات من قبل السياسيين الأميركين بالتحيز والتمييز. فقد زعموا أن الخوارزميات تُطور عمدًا لتعمل بشكل جيد مع أصحاب البشرة البيضاء فقط، لكن في حقيقة الأمر ليست الخوارزميات أكثر من مجرد برامج تتخذ القرارات تبعًا لمجموعة أوامر تُعطى لها، أو الأوامر التي استنتجها البرنامج تبعًا لأمثلة قُدمت له.
في كلتا الحالتين، فإن الإنسان هو من يتحكم بالخوارزمية وكيفية اتخاذ قراراتها، وتظل عيوبها من مسؤولية الإنسان.
الخوارزميات الاختبارية
بعد أكثر من عقد من البحث العلمي، تمكن فريق دكتور مايلز من إصدار أداة جديدة لتحليل الخوارزميات عبر الإنترنت تدعى ماتليدا MATILDA؛ مكتبة ملبورن لاختبار الخوارزميات وتحليل البيانات.
تحدد ماتليدا نقاط القوة والضعف لكل خوارزمية، كما تقترح الخوارزمية التي يمكن استعمالها لمواقف معينة ذاكرة لك أسباب اقتراحها.
فمثلًا، عند تساقط الأمطار على طريق مفتوح يؤدي ذلك إلى امتلائه بالطين، فإن الخوارزميات التي تستعمل أقصر المسارات ستكون غير جديرة بالثقة إلا إذا أمكنها توقع تأثيرات الطقس في الوقت الذي يطلب فيه السائق معرفة مسار أسرع الطرق.
إذا لم يضم المطورون هذا السيناريو، فإنهم لن يعرفوا نقاط الضعف أبدًا إلا بعد فوات الأوان؛ أي بعد أن يعلق السائق بالطين.
تظهر الصورة أدناه، عددًا من السيناريوهات المختلفة (التي مُثلت بالنقاط) لمشكلة معينة لخرائط جوجل.
يختلف كل سيناريو –مثل نقطة الانطلاق ونقطة الوصول للسيارات، وشبكة الطرق المتاحة، وحالة الجو، وأوقات السفر المختلفة– إذ تُجمَع كل هذه المعلومات رياضيًا وتقليصها إلى نظام ثنائي الأبعاد في الفضاء.
ومن خلال الخوارزمية الاختبارية ستزداد ثقة الإنسان بالقرارات التي تتخذها الخوارزميات حتى بالنسبة لأكثر البشر تشكيكًا.
اقرأ أيضًا:
خوارزميات برمجية جديدة تساهم في تسريع معالجة البيانات ، لكن كيف ؟
هل تتسبب المطبات الهوائية بسقوط الطائرات ؟
ترجمة: إسراء حيدر هاشم
تدقيق: محمد نجيب العباسي
مراجعة: براءة ذويب
