يتعرض المكفوفون باستمرار إلى العديد من الأسئلة عن حياتهم، لذلك سنعرض في هذه المقالة خمس معلومات غير شائعة عن المكفوفين.
1. هل يتميز سمع المكفوفين عن المبصرين؟
تقول وجهة نظر إن الحواس الأربع المتبقية عند المكفوفين تزداد حدةً لتعويض النقص في الرؤية، وفي حضارات قديمة يستعمل البطل الأعمى الشهير «المتهور» حواسه الخارقة لإنقاذ العالم، وفي فيلم «عطر امرأة» أدى آل باتشينو دور رجل كفيف كان يميز بين عطر وآخر عند سقوط القبعة.
يشعر العديد من المكفوفين أن سمعهم لا يختلف عن سمع المبصرين، لكنهم بحاجة فقط إلى الإصغاء للأصوات حولهم بتركيز أكبر، فهم يُقدِّرون بسمعهم المسافة واتجاه حركة السير ليتجنبوا الاصطدام بالسيارات، ويسمعون النداءات في محطات القطار ليعرفوا مكان قطارهم، في حين ينظر المبصرون إلى اللوحة ليعرفوا موعد قطارهم.
توجد بعض الأدلة التي تدعم نظرية قوة الحواس، فقد أُجريَت دراسات عام 2012 في جامعة مونتريال تفترض أن عقل المكفوف يعيد تركيب ذاته لاستعمال القشرة البصرية مجددًا لتطوير الحواس الأخرى مثل اللمس والسمع فهي تنشغل عادةً بتنظيم الرؤية.
يستخدم العديد من المكفوفين انعكاس الأمواج الصوتية لتكوين صورة ذهنية لمحيطهم، كما تفعل الخفافيش والدلافين، تسمى هذه العملية تحديد الموقع بالصدى، إذ يعتمد معظمهم على هذه العملية من غير أن يدركوا ليتجنبوا الاصطدام بالأشياء. يدّعي آخرون أن باستطاعتهم تحديد بُعد الأشياء وحجمها وملمسها وكثافتها بواسطة النقر بلسانهم على سقف فمهم ثلاث مرات في الثانية، وبذلك يمارسون رياضة المشي وركوب الدراجة دون الحاجة إلى عصا أو كلب مرشد.
2. هل يرى المكفوفون في أحلامهم؟
لا يستطيع الذين خُلقوا مكفوفين فهم ماهية الرؤية في أثناء يقظتهم لذلك لا يستطيعون الرؤية في أحلامهم، لكن معظم المكفوفين فقدوا بصرهم في سنوات متقدمة من حياتهم، لذلك يستطيعون الرؤية في أحلامهم. أثبتت دراسة دنماركية عام 2014 انخفاض قدرة المكفوف على تصوير أحلامه مع تقدم سنه، وأظهرت الدراسة نفسها أن الذي وُلدَ مكفوفًا يرى كوابيس في نومه أكثر من المبصر، فوفقًا للنظرية تعد الكوابيس تدريبًا عقليًا للأحداث المؤلمة المحتمل حدوثها في الواقع، إذ تساعد الكوابيس على تطوير آليات التكيُّف، وقد أفاد المكفوفون في الدراسة أنهم يحلمون بالضياع أو الاصطدام بسيارة أو فقدان كلبهم المرشد.
3. كيف يختار المكفوفون ثيابهم؟
يعلم المكفوفون مع الوقت المقاس والأسلوب الذي يناسبهم في اختيار ملابسهم، ويميلون إلى التبضع مع أناس يثقون بهم. يحرص المكفوف المهتم بالموضة على تناسق ملابسه، وتساعدهم التقنية ليميزوا بين الألوان، فمثلًا يعد كاشف الألوان أداةً صغيرةً متكلّمةً يوضع على قطعة الملابس لثانية أو ثانيتين ليعلن لونها بصوت عال بلهجة إنجليزية راقية، لكن لا تعد هذه الآلات دقيقةً تمامًا لذلك يستخدمونها في أوقات معينة فقط، مثل فصل الغسيل أو للتمييز بين الأشياء المتشابهة.
يمتلك المكفوفون طرقًا مختلفةً للتمييز بين ثيابهم، فبعضهم يخيط أزرارًا على الملصقات داخل الملابس بأشكال مختلفة للتمييز بين الألوان، في حين يقص البعض الآخر الملصقات بطرق مختلفة، ومنهم من يُفضِّل القلم الصديق الذي يقرأ شيفرات (باركود) الملصقات المُحَمَّلة بمعلومات عن القطعة مثل لونها وتعليمات الغسيل، وآخرون يحاولون حفظ المعلومات أو شراء جميع ثيابهم بألوان تتناسب مع بعضها.
4. ما دور الكلاب المرشدة؟
خلافًا لبعض الاعتقادات الشائعة، لا تخبر الكلاب المرشدة مالكها بالوقت المناسب لعبور الشارع، ولا يأخذونه إلى وجهته متبعين تعليمات معينة.
تمشي الكلاب المرشدة في خط مستقيم يسار مالكها، وهي مدربة لتبقي أعينها على كتفه الأيمن لتحميه من الاصطدام، وبذلك يتجنبون العوائق ويتوقفون عند الأرصفة، فهم يميزون بين اليمين واليسار. أحيانًا تقود الكلاب مالكها خطأً باتجاه غصن شجرة ناتئ إذ يربكها تمييز العقبات العالية، لكن يتطور ذلك مع التدريب إذ يعد الأمر مشاركةً بين الطرفين، ومع ذلك غالبًا ما يقود المالكون الكلاب بدلًا من أن تقودهم.
تؤمِّن الكلاب صداقةً جيدةً للكفيف الوحيد، إذ يمنح وجودهم الإحساس بالأمان في الخارج، ولا ننسى أن الكلاب هي طريقة جيدة لتخفيف التوتر والتمهيد للحديث في وسط اجتماعي جديد.
5. كيف يستخدم المكفوفون الحواسيب والهواتف الذكية؟
يستخدم المكفوفون وضعيفي الرؤية الحواسيب بثلاث طرق مختلفة، فضعاف البصر يستخدمون برنامجًا يُكبِّر كل ما هو موجود على الشاشة لحجم يستطيعون قراءته بسهولة، أما المكفوفون تمامًا فيملكون خيارين، إما شاشة بريل التي توضع تحت لوحة المفاتيح و تزودهم بنسخة ملموسة للكلمات الموجودة على الشاشة على هيئة سطر في كل مرة، لكن أقل من 1% من مليوني كفيف في المملكة المتحدة يعرفون لغة بريل ناهيك بأن الشاشة تكلف الكثير من المال، أو الخيار الآخر الأكثر شيوعًا الذي يمثل قارئ الشاشة، وهو برنامج يقرأ ما كُتب على الشاشة بطريقة ذكية مستخدما صوتًا صناعيًا
تتطور أصوات هذه البرامج مع الوقت، لكن العديد من مستخدمي حاسوب المدارس القديمة للمكفوفين يفضلون الصوت الذي يشبه صوت ستيفن هوكينغ؛ لاعتيادهم على لفظه فهو قابل للفهم عند التكلم بسرعة. وبمرور الوقت يتوقف المستخدمون عن ملاحظة ماهية صوت قارئ الشاشة ويزيدون سرعة القراءة لتصبح غير مفهومة للأشخاص العاديين، وقد يستخدم قسم منهم طريقتي بريل والقارئ معًا.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: كارمن صطوف
تدقيق: راما الهريسي