تقدم علم الأحياء الفضائي بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يعني أن وكالة ناسا يجب أن تفكر في إعادة النظر في استراتيجيتها بشأن العثور على حياة فضائية.
تأتي هذه النصيحة من الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، التي أصدرت تحت إشراف الكونغرس تقريرًا يدعو وكالة الفضاء لتحديث أجندتها في البحث عن الحياة بين النجوم.
علم الأحياء الفضائي يتغير بسرعة:
«علم الأحياء الفضائي هو مجال يتغير بسرعة».
التقرير يبدأ:
«في السنوات الثلاث التي انقضت منذ نشر استراتيجية البحث عن الحياة الفضائية الخاصة بوكالة ناسا عام 2015، NASA’s Astrobiology Strategy 2015 حدثت تطورات علمية وتكنولوجية وبرمجية كبيرة ساعدت كثيرًا في السعي لرصد الحياة خارج الأرض».
هذا لا يعني أن NASA لم تأخذ هذا “السعي” على محمل الجد.
لقد حققت مهمة كيبلر نجاحًا كبيرًا في بحثها عن الكواكب الخارجية، ورصدت بعض الكواكب التي قد تستضيف نوعًا من الحياة.
تم البحث في المريخ عن علامات للكيمياء الحيوية، ما أدى إلى ظهور علامات مثيرة على كيمياء عضوية معقدة.
ويحتمل أن يكون قمر المشتري أوروبا يشكل نظامًا بيئيًا لمنظومة كائنات حية فضائية.
لكن لا يزال هناك الكثير لتعلّمه:
لكن معظم جهود البحث عن حياة فضائية ما تزال تعتمد على ما نعرفه عن تطور الحياة على الأرض نفسها وقد تقدمت معارفنا كثيرًا في هذا المجال في السنوات الأخيرة.
ولكن رغم كل ما نعرفه عن المحيط الحيوي الخاص بنا، ما يزال هناك الكثير لمناقشته، ما يزيد من احتمال أننا قد نفتقد أشياء مهمة، بينما نبحث عن دلائل على الحياة في الكواكب البعيدة.
وبالتالي يجادل التقرير بأن ناسا -في بحثها عن دلائل حياة فضائية- تحتاج إلى توسيع دائرة دراستها خصوصًا في مجالات الكيمياء العضوية وبيولوجيا الفضاء لكي لا تتسرع في الحكم على وجود الحياة على الكواكب البعيدة
مجالات البحث عن حياة خارجية:
قابلية الحياة، حسب الخبراء، ليست سؤالًا نجيب عليه بنعم أو لا.
الحياة لا تظهر كحدث مفاجئ بل هي ظاهرة ديناميكية.
ما يبدو وكأنه مكان لطيف لنا للعيش فيه، قد لا يكون كذلك لكائنات أخرى.
إحدى التوصيات التي يقدمها التقرير هي أن تتبنى وكالة ناسا وغيرها من الوكالات المعنية المزيد من الأبحاث عن ديناميكية تطور الحياة الفضائية.
وأحد مجالات هذه الأبحاث يختص بالحياة التي تتواجد في أعماق الكوكب وليست على سطحه، فعلى الأرض مثلًا، هناك الكثير من الأمثلة على الحياة التي تتطور تدريجيًا في أعماق الأرض.
ولكن لا شك أن اكتشاف حياة بطيئة محجوبة بطبقات سميكة من الصخر سيكون تحديًا كبيرًا.
حتى إذا كنا قادرين على اكتشاف كواكب بعيدة، فنحن بحاجة إلى التفكير بشكل أفضل في كيفية التعرف على “توقيعات” الكيمياء الحيوية الخاصة بالكائنات الفضائية باستخدام تكنولوجيا الروبوت.
إبرة في كومة قش:
إذن هناك الكثير من المشاكل التي تواجهنا ونحن نبحث عن بصمات الحياة في الكواكب البعيدة، ولكن الحلول ليست بعيدة المنال.
فكل عام نكتشف مواد أفضل لاستكشاف الفضاء، ونحلل طيف الأشعة الكهرومغناطيسية القادمة من الكواكب البعيدة، ونكتشف المزيد عن كيمياء الحياة.
وتدعو لجنة الباحثين في التقرير إلى إعادة التفكير في كيفية جمعنا لهذه المجموعة المتنامية من المعارف للعثور على إبرة في كومة قش، خاصةً أننا لا نعلم كيف تبدو هذه “الإبرة” حتى الآن.
إذا كنت ترغب في العثور على قطة في غرفة نومك، فستحتاج إلى قدر كافٍ من الضوء المرئي، ثم النظر صعودًا ونزولًا، يمينًا ويسارًا، ذهابًا وإيابًا.
البحث عن الكائنات الفضائية سيكون مماثلًا.
سنحتاج إلى البحث عن الأنماط المتكررة في الأبعاد الثلاثة للفضاء، مع مراعاة دراسة الإشارات الكهرومغناطيسية التي تلتقطها الكواشف المتعددة.
الفضاء كبير.
والحياة معقدة.
لكن اكتشاف أننا لسنا وحدنا في هذا الكون سيكون فريدًا من نوعه.
- ترجمة: أسامة أبو إبراهيم.
- تدقيق: جعفر الجزيري.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر