وجدت دراسة بريطانية حديثة أن سؤالًا بسيطًا مثل :(ما مقدار سرعتك في المشي؟) يمكّن الباحثين من تحديد احتمال إصابتك بأمراض القلب المميتة !
و قد وجدت الدراسة التي شملت بالغين في منتصف عمرهم أن الأشخاص الذين يمشون عادة بخطا بطيئة كانوا معرضين للموت نتيجة اعتلالات القلب أكثر مرتين مقارنة مع أولئك الذين يمشون بخطا سريعة.
و قد جاءت هذه النتائج بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل التمارين اليومية التي يمارسها المتطوعون، و نظامهم الغذائي، إضافة إلى كونهم مدخنين و متعاطين للكحول أو لا.
و قد تضمنت هذه الدراسة إجراء أبحاث على 420,000 متطوع من المملكة المتحدة و الذين قام العلماء بتتبع حالتهم الصحية لمدة ست سنوات.
عند بدء الأبحاث، لم يكن أي منهم مصابًا بمرض في القلب.
و قد طلب منهم أن يحددوا سرعتهم في المشي وفق ثلاثة احتمالات (بطيء-عادي-سريع أو رشيق)، كما تم إخضاعهم لاختبار لقياس مدى لياقتهم البدنية داخل المختبر.
خلال الدراسة، مات 8500 متطوعًا، مات منهم 1650 متطوعًا نتيجة الإصابة بمرض في القلب.
الأشخاص الذين قالوا إنهم يمشون ببطء كانوا معرضين بنسبة 1.8-2.4 أكثر من (سريعي المشي) للموت نتيجة أمراض القلب خلال فترة الدراسة.
و قد كان الخطر أكبر لدى الأشخاص الذين يملكون مؤشر كتلة منخفض (Body mass index or BMI)-و هو مقياس يحدد مدى صحة الشخص مع أخذ معايير معينة كوزنه و طوله بعين الاعتبار-.
و إن انخفاض هذا المؤشر قد يعني أن الشخص يعاني من سوء التغذية أو أنه قد تعرض لفقد في أنسجته العضلية مع تقدمه بالعمر و هذا ما يعرف طبيًا باسم( متلازمة ضمور اللحم (sarcopenia-
و قد أظهرت الدراسة أيضًا وجود علاقة وثيقة بين سرعة الأشخاص في المشي و معدل لياقتهم التي تم قياسها في الاختبار الذي خضعوا له.
بمعنى آخر، إن انخفاض لياقة الاشخاص بطيئي المشي يفسر زيادة احتمال إصابتهم بأمراض القلب.
و قال الباحث( توم ياتز- (Tom Yates: « يمكن أن تستخدم سرعة الأشخاص في المشي لمعرفة ما مدى انخفاض مستوى لياقتهم و الذي يساعد بدوره على التنبؤ باحتمال إصابتهم بأمراض القلب المميتة».
و أضاف:«يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يستفيدوا من التدخل الطبي لتحسين مستوى لياقتهم».
و أشار ياتز في النهاية إلى أننا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث لنحدد بدقة ما مدى علاقة سرعة الأشخاص في المشي بقدرتنا على التنبؤ بخطر إصابتهم بأمراض القلب المميتة.
و قد بحثت هذه الدراسة أيضًا عن العلاقة بين سرعة الأشخاص في المشي و احتمال إصابتهم بالسرطان، لكنها لم تتوصّل إلى شيء يذكر.
- تدقيق: أسمى شعبان
- ترجمة: عيسى ضومط
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر