داء الانسداد الرئوي المزمن COPD مرض يسبب صعوبات في التنفس، وهو في المرتبة الرابعة بين الأمراض الأكثر شيوعًا التي تسبب الموت في الولايات المتحدة حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC. إن العلاج والانتقال إلى عادات حياتية صحية أساسيان في تحسين تعاملك مع هذا المرض.
قد يسبب داء الانسداد الرئوي المزمن إلى جانب الصعوبات التنفسية خسارةً واضحةً في الوزن، إذ تُنبئ خسارة الوزن غير المخطط لها بوجود مشكلة جدية، وخصوصًا إذا خسرت بضعة أرطال في فترة قصيرة، ووفقًا لما نشرته مجلة ترانسليشونال إنتيرنال ميديسين عن هذا المرض فإن أوزان 20-45% من المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن منخفضة.
إن محافظتك على وزنك ثابتًا وأخذ حاجتك من المغذيات مهمان جدًا في تحسين جودة حياتك في التعايش مع هذا الداء، لأن تناول قدر كاف من الحريرات والمغذيات أساسي لدعم تنفسك وجهازك المناعي ومستويات الطاقة لديك.
تأثيرات داء الانسداد الرئوي المزمن
يظهر هذا المرض نتيجة ضرر رئوي، ويتجلى في شكلين رئيسين:
- التهاب القصبات المزمن: يسبب التهابًا حادًا وتخريشًا للطرق الهوائية في الرئة، ما يؤدي لتراكم المخاط الذي يسد الطرق الهوائية ويزيد صعوبة التنفس بشكل ملائم.
- النفاخ الرئوي: ينتج عن إصابة الأسناخ الرئوية بأذىً، ولا تستطيع الرئة دون هذه الأسناخ أخذ الأكسجين وطرح ثنائي أوكسيد الكربون.
يُعد التدخين أكثر أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن شيوعًا، فإن المشاكل التنفسية والسعال الدائم -سعال المدخن- من أولى علامات هذا المرض.
ومن الأعراض الأخرى:
- ضيق في الصدر.
- السعال المترافق مع إخراج البلغم.
- قصر النفس خلال إجهاد جسدي معتدل.
- أزيز.
- ألم في العضلات.
- صداع.
يتطور داء الانسداد الرئوي المزمن ببطء، فقد لا نلحظ أي أعراض صعبة التحمل حتى تخطي المرض لمراحله المبكرة، إذ يتلقى العديد من المصابين به تشخيصًا في مرحلة متأخرة من المرض بسبب تأخر لجوئهم للعناية الطبية.
الرابط بين داء الانسداد الرئوي المزمن وخسارة الوزن
إن خسارة الوزن إشارة على وجود داء انسداد رئوي مزمن حاد، فالضرر الذي قد أصاب الرئتين في هذه المرحلة يكون كبيرًا بما يكفي لجعلهما تتوسعان وتزدادان حجمًا، ما يسبب تسطيح الحجاب الحاجز جاعلًا التنفس أكثر صعوبة ومقللًا الحيز بين المعدة و الرئة، فيبدآن بالضغط على بعضهما مسببين شعورًا غير مريح في أثناء تناول الطعام.
قد يسبب تناول الطعام بسرعة كبيرة أو تناول أطعمة معينة -الأطعمة المالحة، أو الحارة، أو المقلية، أو الغنية بالألياف، والمشروبات الغازية، والكافيين- عسر الهضم أو الانتفاخ، ما يزيد صعوبة التنفس وقد لا يشجعك هذا على تناول وجباتٍ صحية ومتوازنة حتى.
قد يكون الإجهاد الجسدي خلال تحضير الطعام إجهادًا مفرطًا لدى مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن، فقد يشعرون بالإرهاق وانقطاع النفس في أثناء الطبخ، وهذا قد لا يشجعهم على إعداد الوجبات أو الوجبات الخفيفة.
قد يؤثر داء الانسداد الرئوي المزمن على الصحة النفسية، فينعكس على الشهية وعادات الأكل، وقد يسبب الاكتئاب والقلق على نحو شائع لدى التعايش معه.
تتفاوت تأثيرات هذه الصعوبات النفسية عند الأشخاص المختلفين، فقد يأكل البعض أكثر ويكسبون الوزن بينما يأكل آخرون أقل ويخسرون الوزن. ولكن حتى لو امتلكت شهية طيبةً، فإن جسمك يستهلك مزيدًا من السعرات الحرارية عند التنفس برئتين متضررتين عن التنفس برئتين سليمتين، ما يجعل المصابين حسب مؤسسة داء الانسداد الرئوي المزمن بحاجة لزيادة قدرها 430-720 حريرة يوميًا.
لذا، تسبب الحاجة إلى كمية كبيرة من الحريرات وعدم القدرة على تناولها فقدان الوزن.
مضاعفات حالة نقص الوزن
ترتبط حالة نقص الوزن مع التغذية السيئة، وقد يكون تأثيرها كبيرًا عند مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن على وجه التحديد، إذ يضعف عدم تناولك لما يكفي من المغذيات جهازك المناعي، وقد يشعرك بالتعب الشديد والإرهاق المزمن الذي يجعل قيامك بمهامك اليومية أمرًا صعبًا، ويزيد خطر إصابتك بالعدوى، ولهذا يدخل الكثير من مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن المشافي بعدوى صدرية.
بعض النصائح للحفاظ على وزن صحي
قد يساعد ما يلي في زيادة وزن جسمك مع التأكد من تناولك للعناصر الغذائية اللازمة:
- تناول وجبات صغيرة لكن عديدة خلال اليوم.
- جد طرقًا لتناول أطعمة عالية السعرات الحرارية كمنتجات الحليب الكامل -كامل الدسم- بدلًا من الحليب قليل الدسم.
- قلل من تناولك للسوائل في الوجبات لإفساح المجال في معدتك للطعام.
- اشرب المزيد من السوائل بين الوجبات.
- ابتعد عن الأطعمة والمشروبات المسببة للانتفاخ.
- تناول الطعام في أثناء تلقي العلاج بالأكسجين.
- خذ قسطًا من الراحة قبل الطعام.
وقد ينصحك طبيبك أو اختصاصي الحمية المشرف عليك بإضافة مكملات غذائية على حميتك في بعض الحالات.
بسّط وجباتك الخفيفة والرئيسية:
يمكن أن تساعدك بعض الطرق البسيطة لتحضير الوجبات الخفيفة والرئيسية على الحصول على حاجتك من المغذيات، فيمكنك توفير بعض الجهد خلال إعداد الطعام بشرائك:
- المنتجات المقطّعة مسبقًا.
- وجبات يمكن إعدادها بالميكرويف.
- وجبات موضّبة مغلّفة.
تقليل استهلاك الصوديوم:
عند تسوقك لشراء الأطعمة مسبوقة التحضير ابحث عن خيارات قليلة الصوديوم، لأن تناول كمية كبيرة من الصوديوم يزيد حبس الماء في جسمك ويزيد الضغط على رئتيك.
انتبه لصحتك النفسية:
استشر طبيبًا عن طرق تحسين صحتك النفسية عند ملاحظتك لخسارة وزن مترافقة مع الاكتئاب أو القلق أو التوتر. قد تساعدك مضادات الاكتئابات على التحكم في وزنك إلى جانب تحسين مزاجك ونظرتك إلى الحياة، وقد يحولك طبيبك إلى اختصاصي في الحمية أو غيره من الاختصاصيين للحصول على مزيد من النصائح والدعم، فقد يساعدك اختصاصي الحمية على تطوير سبلٍ لتغيير حميتك للتعايش بشكل أفضل مع داء الانسداد الرئوي المزمن.
الملخص
لا يوجد علاج لداء الانسداد الرئوي المزمن، ولكن اتخاذ خطوات علاجية لإدارة حالتك قد يساعدك على تحسين جودة حياتك وصحتك.
إن الحفاظ على وزن صحي وتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات أمران أساسيان لاستيفاء حاجات جسمك الصحية بوجود داء الانسداد الرئوي المزمن، ومن المفيد أيضًا تجنب الأطعمة التي تزيد أعراضك سوءًا.
جرب إجراءات تغييرات صغيرة وقليلة على حميتك وعادات الأكل لديك تدريجيًا كل فترة من أجل أن تكون قادرًا على التحكم في وزنك. لا تتردد في حجز موعد عند اختصاصي حمية إن أردت المزيد من النصائح.
اقرأ أيضًا:
وذمة الرئة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
سرطان الرئة lung cancer: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: علي علوش
تدقيق: محمد حسان عجك