جدال حول زيت النخيل يهدد بضرب مسمار في نعش نوتيلا، شوكلاتة البندق المصنعة بوساطة الشركة الإيطالية Ferrero
(( دراسة تحذر يمكن أن تسبب النوتيلا السرطان)) انتشر هذا العنوان في كل أنحاء الانترنت في الاسبوع الماضي ، لكن هل يمكن أن تضيف شركة Ferrero مكونًا يصيب زبائنها بالسرطان؟

نشرت الدراسة بواسطة الهيئة الأوربية لأمان الأطعمة (EFSA) في شهر May الماضي ، لكن الدراسة لا تقول بأن النوتيلا تسبب السرطان .. بل تقول أن زيت النخيل والذي يعتبر من مكونات النوتيلا يملك إمكانية إصدار مواد كيميائية مسرطنة عندما يتم تكريره بحرارة عالية .

إن زيت النخيل مشتق من ثمر شجر النخيل وهو يستخدم في صناعة العديد من الاطعمة، وعندما يتم تكريره بدرجة 200 درجة مئوية (سيلزيوس) تقول الدراسة أنه يقوم بتحرير مادة ملوثة تسمى الاستر الشحمي الغليسيديلي (GE) بكميات كبيرة مقارنة مع باقي الزيوت النباتية الأخرى.

وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن الـ (GE) يمكن ان يسبب أورامًا سرطانية لدى الجرذان والفئران، مما دعا الهيئة الأوربية لأمان الأطعمة باعتباره مادة ذات قدرة على تهديد الصحة لدى الأطفال وكل من يقوم باستهلاكه بكميات كبيرة.

ومن المهم أن نتذكر أن البشر تختلف تركيبة جسدهم عن الفئران ولذلك فإن موجودات الدراسة نقلت بشكل ناقص إلى الناس.

وقال متحدث الهيئة الأوروبية لأمان الاطعمة برسالة الكترونية:

((في الوقت الراهن لا يوجد أي دليل علمي يربط التعرض للـ (GE) بحدوث السرطان لدى البشر مع الوضع بعين الاعتبار ان نقاشنا مبني على أدلة من تجارب على الحيوانات))

البشر ليسوا جرذانًا:

يقول متحدث الهيئة: «عادة ما تحدث هذه التأثيرات عبر آلية محتملة و مألوفة لدى البشر» وأكد المتحدث باسم الهيئة أن الهدف من التقرير ليس تقييم مدى أمان زيت النخيل، بل مقاربة الخطر الصحي الناجم عن عمليات التكرير للزيوت النباتية التي تؤدي تكون المواد الملوثة.

ولم تدعوا الهيئة الاوربية لأمان الاطعمة إلى حظر زيت النخيل على عكس منظمة الغذاء والدواء الأمريكية فإن هيئة أمان الغذاء الأوربية لا تملك قدرة جيدة على التنظيم، لكن يمكن للهيئة الأوروبية أن تستخدم نصائحها لتطوير التنظيم الغذائي.

وتسعى الهيئة لوضع حدود لمستويات الـ (GE) مع نهاية هذه السنة، ولا تملك خطط لمنع زيت النخيل كليا.

وطبقا للهيئة الأوروبية فإن معدلات الـ (GE) هبطت للنصف بين عامي 2010 وحتى 2015 وذلك نتيجة القياسات الذاتية المأخوذة من الجهات المصنعة.

وقد أجبرت الجهات المصنعة في إيطاليا على الإبتعاد عن زيت النخيل في السنوات الماضية وذلك نظرًا للضرر البيئي والصحي المسبب بواسطة زيت النخيل.

وقد تم إنشاء عريضة في عام 2014 لوقف غزو زيت النخيل، وقد تم جمع أكثر من 170 ألف توقيع، بينما قدم أحد أتباع الحزب الشعبي لإجراء حركة لمنع وجود زيت النخيل في المطاعم والمقاهي المحلية في 2015

وبعد تقرير الهيئة الأوربية لأمان الأطعمة قامت المراكز التجارية الإيطالية بإزلة كل المواد التي تحوي على زيت النخيل واصفين هذا العمل بالـ “الحذر”.

وفي عام 2015 تم تقديم نوتيلا مصنوعة من زيت دوار الشمس، ولكن صرحت شركة فيريرو المصنعة بأن استبدال زيت النخيل بزيت دوار الشمس سيغير من جودة النوتيلا بشكل جذري.

بديل أقل جودة للمنتج الحقيقي

إن تصنيع النوتيلا بدون زيت النخيل ستؤدي لإنتاج بديل أقل جودة مقارنة بالمنتج الأساسي، إنها خطوة للوراء.

صرح Vincenzo Tapella, مدير مبيعات شركة فريرو : «إن هذا التبديل سيكلف الكثير» فبعد إجراء الحسابات تبين أن تبديل زيت النخيل بزيت دوار الشمس أو زيت اللفت سيضيف ما يقارب 8 إلى 22 مليون دولار أمريكي إلى تكلفة صناعة النوتيلا.

وقد صرحت فريرو أنها تكرر زيت النخيل على حرارة اقل من 200 درجة سليزيوس وباستخدام ضغط منخفض مما يقلل من معدلات الـ (GE).

وترفض الهيئة الأوروبية لأمان الأطعمة الإجابة على تأثير الحرارة المنخفضة في التكرير معتبرة أن هذا خارج نطاق النقاش الحالي، لكن صرح المتحدث باسم الهيئة أن وجود الملوثات يحتمل أن يزداد بوجود الحرارة المرتفعة وبناء على هذا قد ينخفض في الحرارة المنخفضة.

وقد بدأت شركة فريرو بحملة دعائية على التلفاز والصحف الإيطالية في السنة الماضية لتعرف عن نوتيلا وذلك بعد هبوط مبيعاتها في مطلع الـ 2016.

وأضاف المنتجون أن الهبوط في المبيعات كان عائد إلى أن المنافسين كانوا يقومون بوضع لصاقات على منتجاتهم تحوي على عبارة “خال من زيت النخيل”

وكمحاولة من شركة فريرو لتلميع صورتها في الولايات المتحدة الأمريكية ، قامت الشركة في العام الماضي تقدمت بطلب إلى الـ FDA بتصنيف النوتيلا على أنها من أنواع المربيات بدلًا من المحليات مما يقلل من الكمية المتناولة و كمية السعرات الحرارية المحسوبة اللصاقة الغذائية.

إنها مناقشة عمل

إن خطورة تسبب النوتيلا بالسرطان قد تكون مضخمة قليلًا من قبل الصحافة ،لكن مازال هنالك الكثير من الأسباب الكافية لكي نبتعد عن زيت النخيل.

غرس زيت النخيل تم ربطه بقطع الثروة الشجرية و تلوث الهواء و العمل اللاقانوني.

على الرغم من ذلك فإن شركة فريرو تقول ان مصدر زيت النخيل هو مصدر مستدام ،وما تزال تقبع تحت نقد المدافعين عن البيئة.

حث وزير البيئة الفرنسي العامة قائلا في 2015 : «توقفوا عن تناول النوتيلا مضيفًا بأنها ينبغي أن تصنع بمكونات مختلفة»
يقول Roberto La Pira رئيس مجلة الطعام الالكترونية الإيطالية Fatto Alimentare: « إن دفاع شركة فريرو عن النوتيلا يظهر الضغط الذي يقع على شركة فريرو من قبل الجهات المشرعة ومن قبل المنافسين».

وقد بدأت المجلة بدورها عريضة ضد حركة غزو زيت النخيل .

وفي محادثة هاتفية مع المجلة، أشارت المجلة أن شركة الطعام الإيطالية Barilla قد أزالت زيت النخيل من الكثير من منتوجاتها خلال السنة الماضية وقد بدا العديد من المصنعين في إيطاليا بوضع لواصق بعبارة (خالي من زيت النخيل) على منتوجاتهم
برأي المجلة أن تمسك فريرو بزيت النخيل يتعلق بأمر ما أكثر من الحد الأدنى الذي تنفقه الشركة مقارنة بجودة النوتيلا .

“?It’s a business decision,” La Pira said. “If Barilla can do it, that means Ferrero could, too, no”

تقول المجلة أن هذا نقاش عمل في حال Barilla تمكنت من استبعاد زيت النخيل فهذا يعني أن فريرو بإمكانها فعل ذلك أيضًا أليس كذلك؟


  • ترجمة: كمال سلامي
  • تدقيق : أسمى شعبان
  • المحرر: عامر السبيعي
  • المصدر