انتشر على الإنترنت فيديو لرجلٍ ذي قدرةٍ على وضع يده في المعدن المصهور دون أن يتعرض للأذى (شاهد الفيديو المُرفق).
يظهر الرجل وهو يتحرك صوب تيار المعدن المصهور, يخلع قفازه، ثم يدفع يده خلال تيار المعدن السائل و يتراجع وكأن شيئًا لم يكن وهو غير مصابٍ البتة.
لا تحاول القيام بهذا الأمر في المنزل, حتى لو صادف ووُجد في منزلك معدنٌ مصهور.
إذن، كيف استطاع هذا الرجل تنفيذ هذا الأمر دون أن تذوب يده أو يتعرض لإصاباتٍ شديدة؟، هل هو أحد أنواع التيرميناتور الذي كنا نشاهده في أفلام الممثل “أرنولد شوارزنجر” غير القابلة للتدمير؟
والجواب لذلك هو لا، لأنَّ تفسير هذه الظاهرة يعود في الغالب تبعًا لتأثير لايدنفروست
“Leidenfrost effect”، وهو ما يجعل قطرات الماء تتراقص فوق صفيحةٍ ساخنةٍ للغاية, بدلًا من التبخر الفوريّ(شاهد الفيديو المرفق).
عندما يُسكب السائل على صفيحةٍ ساخنة, تتبخر الطبقة السفلية للسائل بشكلٍ فوريّ.
هذا الأمر يشكل طبقة حمايةٍ غازيةٍ بين الصفيحة الساخنة وبقية قطرة الماء, مما يمنع الاتصال بينهما وإبطاء الانتقال الحراري.
شُرح ذلك بدقةٍ في هذا الفيديو من البرنامج التلفزيونيّ البريطانيّ QI (Quite Interesting), بضيافة ستيفن فراي”Stephen Fry”.
نفس التأثير هو ما يحمي الرجل في الفيديو والذي يقوم بتمرير يده خلال المعدن المصهور وكأنه صنبور ماءٍ عاديّ.
عند مقدارٍ زمنيٍّ قصيرٍ للغاية, تتبخر الرطوبة على بشرة الرجل بشكلٍ فوريّ, مما يشكل طبقة حمايةٍ على بشرته وتمنعه من لمس المعدن السائل بشكلٍ مباشر.
وهذا الأمر سمح له بتمرير يده خلال تيار المعدن دون أن تحترق، لكن لو أن هذا الرجل قام بتنفيذ هذا الأمر بفترةٍ زمنيةٍ أطول ولو بجزء واحدٍ من الثانية, لكان على الأغلب تعرض لحروقٍ شديدة؛ لذلك لا تحاول القيام بذلك في المنزل.
نفس التأثير من الممكن مشاهدته مع النتروجين السائل، فمن المعلوم أن النتروجين السائل يغلي عند -196 Co (-321 F), ويتبخر فورًا عند ملامسته لسطحٍ دافئ(مثل الأرض أو اليد البشرية)، مما يسبب تشكل طبقةٍ غازيةٍ بينه وبين سطح التلامس.
كنتيجةٍ لما سبق, هناك العديد من الفيديوهات الرائعة على يوتيوب لأناسٍ يقومون بسكب النتروجين السائل على أيديهم, وعدة فيديوهاتٍ أخرى فظيعةٍ لآخرين يقومون بوضع أيديهم في النتروجين السائل لمدةٍ أطول من اللازم وكانت النتيجة سيئةً إلى حدٍّ بعيد.
إليكم أحد الفيديوهات الرائعة التي تُظهر تأثير لايدنفروست بشكلٍ ممتاز.
- ترجمة: م. يازد حسامو
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر
