تتصدر أوبن إيه آي مجال الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة بفضل تقنيتها المتطورة جي بي تي-4، التي تُشغل شات جي بي تي وتلقى إعجابًا عالميًا. هذه التكنولوجيا أعطت أوبن إيه آي تقدمًا كبيرًا في هذا المجال. حديثًا، دخلت جوجل المنافسة بقوة مع منتجها الجديد «جوجل جيميني»، الذي ظهر في ديسمبر 2023 وأبهر الجميع بإمكانياته المتقدمة.
هل سيكون جيميني كافيًا لتحدي جي بي تي-4؟ ما قدراته الحالية؟ وماذا يمكن أن يقدم في المستقبل؟ إذا كنت مهتمًا بتجربة جيميني، ستجد هنا كل ما تحتاج إلى معرفته.
جيميني هو النموذج الأحدث من جوجل في مجال النماذج اللغوية الكبيرة، أو ما يُعرف بـ إل إل إم.
تُشكل هذه الأنظمة العقل وراء الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي نراها على الإنترنت اليوم. مثلًا، يُستخدم جي بي تي-4 من أوبن إيه آي لتشغيل شات جي بي تي بلاس، النسخة المتقدمة من روبوت الدردشة مع رسوم اشتراك.
دُمج جيميني في أدوات متعددة مثل بارد للدردشة وجوجل سيرش ويوتيوب، ويعمل بوصفه قوةً دافعة تزوّد هذه الأدوات بالذكاء.
طُوّرت ثلاث نسخ من جيميني: نانو وبرو وألترا، كل منهم مخصص لاستخدامات معينة.
جيميني نانو مُتاح الآن في هاتف بكسل 8 برو، ويركز على التطبيقات المحمولة. جيميني برو، الذي دُمِج بالفعل في بارد، يوفر قدرات متقدمة للدردشة والبحث. ألترا، المصمم للمهام الأعقد، يخضع حاليًا لفحوصات أمان قبل إضافته إلى بارد.
ماذا بوسع جيميني أن يفعل؟
يتميز جيميني بقدرته على التعامل مع أنواع متعددة من البيانات: النص، والصور، والصوت، والفيديو. ما يسمح بأداء مجموعة واسعة من المهام.
في حدث إطلاق جيميني، عرضت جوجل مقطع فيديو يظهر قدراته، مثل تتبع كرة ورقية مخفية وفهم خدع سحرية، إضافةً إلى التنبؤ بصور لغز نقاط وتحليل المسارات الآمنة والخطرة.
توضح العروض إمكانيات جيميني الواسعة، لكن قد تختلف النتائج في التطبيقات الواقعية عما شوهد في العروض التوضيحية.
في إحدى مدونات جوجل، قُدِم شرح لكيفية تحضير العرض التوضيحي بإعطاء جيميني صورًا ثابتة من الفيديو واستخدام النصوص لتوجيه الذكاء الاصطناعي بدلًا من الصوت. هذا يعني أنه مع أن الفيديو يعرض نتائج حقيقية لجيميني، فإننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق المحادثات الواقعية التي يُظهرها.
حديثًا، دُمج جيميني برو في جوجل بارد، لكن مثل النسخ الأولى من أدوات مثل شات جي بي تي، يبدو أنه ما زال يواجه بعض الصعوبات.
مثلًا، واجه مشكلات في تحديد الفائزين بجوائز الأوسكار أو في إنتاج برمجيات دقيقة. وأظهر بعض القصور في العمل بلغات غير الإنجليزية، إذ طلب مستخدم من جيميني تحديد كلمة فرنسية من ستة أحرف، فأجاب بكلمة من خمسة أحرف فقط. حتى الأنظمة المتقدمة مثل شات جي بي تي تواجه أحيانًا مثل هذه التحديات.
ادعت جوجل أيضًا أن جيميني تفوق على نموذج جي بي تي-4 من أوبن إيه آي في كل اختبار تقريبًا خاضه النظامان.
مع ذلك، في كثير من الحالات، كان الفارق بضع نقاط مئوية فقط. جي بي تي-4 مُتاح منذ نحو عام، ما يشير إلى أن تقدم جوجل ليس خارقًا كما يزعمون. لقد لحقت بأداة ذكاء اصطناعي عمرها عام، لكن كنا نأمل في ما هو أكثر.
يعني هذه أنه ما زال أمام جوجل الكثير من العمل لإنجازه. لدى جيميني بعض القدرات المثيرة للإعجاب، لكنه غالبًا أنه ليس الذكاء الاصطناعي المتفوق الذي تزعمه جوجل، على الأقل ليس بعد.
متى يُطلق جيميني؟
حُدّث جوجل بارد، أحد منتجات جوجل، حديثًا ليشمل تقنية جيميني. حاليًا، بارد يعمل فقط مع النصوص ومُتاح باللغة الإنجليزية، لكن جوجل تخطط لتوسيع هذه الإمكانيات قريبًا.
جيميني برو، الذي يُعد نسخة أكثر تطورًا من جيميني، أصبح مُتاحًا الآن في «جوجل إيه آي ستوديو» و«جوجل كلاود فورتكس إيه آي»، وهي أدوات مُصممة لمساعدة المطورين على إنشاء التطبيقات وإدارة البيانات.
أما جيميني ألترا، الإصدار الأقوى من جيميني، فسيستغرق وقتًا أطول قليلًا ليصبح مُتاحًا للجمهور.
تجري جوجل حاليًا فحوصات مكثفة للتحقق من موثوقية النظام ودقته، نظرًا إلى قدرته العالية، ويجري اختباره بصورة أشمل للتحقق من أمانه ودقته.
وتخطط لإضافة جيميني ألترا إلى بارد عام 2024 تحت اسم بارد أدفانسد، إذ سيكون قادرًا على التعامل مع أنواع مختلفة من البيانات، والتفكير بعناية قبل الإجابة عن الأسئلة المعقدة.
أما جيميني نانو، فهو متاح الآن بصورة محدودة، وقد أُضيف إلى هاتف بكسل 8 برو الذكي بواسطة تحديث برمجي، ويُستخدم في ميزة الرد الذكي في لوحة المفاتيح جي بورد وميزة التلخيص في تطبيق ريكوردر.
ويُخطط أيضًا لتوسيع استخدامات جيميني لتشمل مزايا جديدة لـلمساعد، مع تجربة بارد على هواتف بكسل العام الجاري.
كم تبلغ تكلفة الاشتراك في جيميني؟
حتى الآن، ليس لدينا الكثير من المعلومات حول تكلفة استخدام جيميني. لكن نعلم أن النسخة برو من جيميني في جوجل بارد متوفرة مجانًا، ولا تتطلب أي نظام دفع لاستخدامها. أيضًا فإن نسخة نانو من جيميني أصبحت مُتاحة في تحديث مجاني لهاتف بكسل 8 برو.
ربما تفرض جوجل رسومًا على استخدام جيميني ألترا، تمامًا كما تفعل أوبن إيه آي مع شات جي بي تي بلاس، الذي يكلف نحو 20 دولارًا شهريًا. مع ذلك، لم تعلن جوجل بعد أي تفاصيل بهذا الخصوص، فكل ما نعرفه هو تخمينات في الوقت الحالي.
أما عن كيفية استخدام جيميني، فذلك يعتمد على الإصدار الذي تختاره والمنتج الذي دُمِج فيه. أسهل طريقة لاستخدامه بواسطة جوجل بارد، إذ تكتب ببساطة ما تريد السؤال عنه وتنتظر الرد. ويمكنك السؤال عن أي شيء تقريبًا، مثل الطقس، أو مساعدة في مشروع برمجي، وغير ذلك، مع وجود ضوابط لمنع المحتوى الضار أو غير القانوني.
إذا كنت تمتلك هاتف بكسل 8 برو، يمكنك استخدام جيميني نانو بواسطة لوحة المفاتيح جي بورد. عند استخدام واتساب، ستظهر لك اقتراحات للردود تحت رسائل جهات الاتصال. يمكنك ببساطة الضغط على الرد المقترح وإرساله. هذه الميزة، المعروفة باسم الرد الذكي، ستصبح مُتاحة في تطبيقات أخرى العام المقبل.
أما تطبيق ريكوردر على بكسل 8 برو، فيستخدم جيميني لتلخيص المحادثات المسجلة والعروض وغيرها، ويعمل ذلك دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت.
لمعرفة كيفية عمل جيميني ألترا، سنحتاج إلى الانتظار قليلًا. يبدو أن جوجل تعده مناسبًا للمهام المعقدة، وقد يكون موجهًا أكثر نحو الباحثين والمستخدمين في مجالات الصناعة لا الجمهور العام. مع ذلك، نعلم أنه من المقرر إضافته إلى بارد عام 2024 تحت اسم بارد أدفانسد.
ما الفرق بين جيميني وجي بي تي-4؟
جيميني من جوجل وجي بي تي-4 من أوبن إيه آي، نموذجان لغويان كبيران يُستخدمان في الذكاء الاصطناعي، لكن لكل منهما خصائص مختلفة. جوجل تقول إن جيميني أفضل من جي بي تي-4، إذ تفوق في سبعة من ثمانية اختبارات مبنية على النص، وتفوق في كل الاختبارات التي تشمل أنواعًا متعددة من البيانات.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة. جي بي تي-4 صدر في مارس 2023، أي إن جيميني يتتبع أداة ذكاء اصطناعي صدرت قبل تسعة أشهر.
لا نعرف بعد مدى قوة الإصدار القادم من جي بي تي من أوبن إيه آي، لذا من الصعب تحديد أيهما أفضل حاليًا، أيضًا قارنت جوجل نسخة جيميني ألترا بجي بي تي-4، ما يعني أننا لا نعرف مدى قوة جيميني برو ونانو مقارنةً بجي بي تي-4. لكن، بناءً على النتائج القريبة بين جي بي تي-4 وجيميني ألترا، يبدو أن نموذج أوبن إيه آي قد يتفوق على النسخ الأخرى من جيميني.
اقرأ أيضًا:
دراسة تجد أن تشات جي بي تي أفضل في تشخيص الاكتئاب من الطبيب النفسي!
دراسة جديدة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يلتهم نفسه! فما السبب؟
ترجمة: محمد حسام
تدقيق: غفران التميمي