ما يزال صاروخ زحل-5 أقوى صاروخ حمل الإنسان إلى القمر بنجاح. توجد الكثير من الشائعات على الإنترنت التي تقول إن القوة الصوتية للصاروخ أذابت الخرسانة (الإسمنت)، وكانت السبب في اشتعال العشب المجاور على بعد ١.٦ كيلو متر.
لتأكيد عدم صحة تلك الشائعات، استخدم باحثون من جامعة بريغام يونغ نموذجًا فيزيائيًا، من أجل حساب مستويات صوت صاروخ زحل-5.
كانت النتيجة ٢٠٣ ديسيبل، وهي نتيجة مطابقة لبيانات عام ١٩٦٠. إذ تتراوح هذه القيمة في المحركات النفاثة بين ١٢٠-١٦٠ ديسيبل.
يقول مؤلف الدراسة (كينت لي جي) من جامعة بريغام: «الديسيبل وحدة قياس لوغاريتمية، ١٧٠ ديسيبل تعادل ١٠ محركات في الطائرة، ٢٠٠ ديسيبل تعادل ١٠٠٠٠ محرك».
عندما حلّق صاروخ زحل-5 عاليًا، لم تكن هذه القوة كافية لإذابة الخرسانة، أو إشعال العشب. لكن في حال كانت هذه الظاهرة صحيحةً، فمن المحتمل أن يكون سبب ذلك هو التسخين الإشعاعي الناجم عن عمود الدخان الصادر عن الصاروخ.
حدث سوء الفهم ذاك نتيجة الخلط بين قوة الصوت وضغط الصوت؛ مثل القوة الكهربائية للمصباح، وسطوع المصباح ذاته، وأدى انتشار المعلومات الخاطئة تلك إلى أخطاء في الحسابات، وأدت التغيرات في النظام المرجعي للديسبيل إلى تفاقم ذلك.
قال جي: «لمسنا كمّ الشائعات حول زحل-5، وبصفتنا جزءًا من مجلة الجمعية الصوتية الأمريكية اتخذنا نهجًا للتعليم في مجال الصوتيات. كانت تلك فرصة لتصحيح المعلومات الخاطئة عن زحل-5».
من المقرر إطلاق نظام صاروخي جديد لوكالة ناسا، يحمل اسم أرتميس-1 في خريف هذا العام، الذي سيعيد البشر إلى الفضاء، وسيتخطى زحل من حيث القوة والشهرة.
عمل الباحثون على التنبؤ بمستويات الصوت لنظام الإقلاع الجديد، ويخططون حاليًا لإجراء قياسات صوتية عند الانطلاق، للمساعدة في تحسين تلك التنبؤات.
قدم الفريق أدوات تعليميةً أيضًا، لمشاركة النتائج مع الفصول الدراسية للكلية، ويأملون أن يقدم نظام الإقلاع الجديد المزيد من البيانات، ويفتح باب المناقشات العلمية على الإنترنت.
اقرأ أيضًا:
جزء من صاروخ فضائي عملاق سيتحطم على سطح الأرض يوم الأحد
وكالة ناسا على وشك إطلاق أقوى صاروخ فضائي في تاريخ البشرية
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: منال توفيق الضللي
مراجعة: نغم رابي