معنى بار الأكسجين؟

قد تجد بار الأكسجين في المولات، والكازينوهات، والنوادي الليلية. توفر هذه البارات الأكسجين النقي مع إضافة بعض الروائح.

يوصل الأكسجين عبر الأنابيب بالمجرى الأنفي، وقد تصل نسبة الأكسجين النقي إلى 95% تقريبًا، وهذه النسبة متغيرة اعتمادًا على معدات الفلترة (معدات التنقية) المستخدمة، وعلى معدل الأكسجين الذي يتدفق عبرها.

ومن الجدير بالذكر أن الهواء الذي نتنفسه يوميًا يحتوي على 21% من الأكسجين.

تقل نسبة الأكسجين عندما يكون معدل تدفقه أقل، ويخفف بهواء الغرفة، وبهذا يقل ما نتلقاه فعلًا.

يزعم أنصار المعالجة بالأكسجين أن الأكسجين النقي يدعم مستويات الطاقة، ويخفف التوتر، وحتى إنه يعالج الصداع الناجم عن تعاطي الكحول، ولكن لا تتوفر الكثير من الأدلة التي تدعم صحة هذه المزاعم.

لنقرأ معًا فوائد المعالجة بالأكسجين ومخاطرها، إضافةً إلى النتائج المحتملة جراء تجربتها.

فوائد المعالجة بالأكسجين

ما تزال معظم الفوائد المزعومة عن المعالجة بالأكسجين غير مثبتة علميًا.

تتضمن الفوائد المزعومة:

  • رفع مستويات الطاقة.
  • تحسين الحالة المزاجية.
  • تحسين القدرة على التركيز.
  • تخفيف التوتر.
  • المساعدة على تخفيف الصداع والصداع النصفي (الشقيقة).
  • المساعدة على الحصول على نوم هادئ.

استطلع الباحثون -في دراسة أجروها عام 1990- آراء 30 مريضًا مصابًا بداء الانسداد الرئوي المزمن COPD، ويقومون بالمعالجة بالأكسجين في فترات على مدى أشهر.

أبلغ المرضى في هذه الدراسة، عن تحسن في الحالة العامة لديهم، وتحسن في النوم وساعات اليقظة في النهار.

ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء المرضى تلقوا المعالجة بالأكسجين على مدى ساعات متواصلة في اليوم (متجاوزين الوقت المحدد).

ومع ذلك فإن الباحثين غير متأكدين حيال درجة التحسن التي شعر بها المرضى، والناتجة عن تأثير الدواء الوهمي (البلاسيبو).

يوجد دليل على أن المعالجة بالأكسجين تحسن من النوم لدى الأشخاص الذين يعانون انقطاع النفس النومي، وهو حالة ينقطع فيها النفس بطريقة متقطعة في أثناء النوم. ولم يظهر أي تحسن عند الذين لا يعانون هذه الحالة؛ ولهذا فإننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.

إذا كنت تعتقد أن المعالجة بالأكسجين مريحة لك، ولا تعاني أي حالة صحية قد تسوء في حال التعرض لجرعات أكسجة إضافية، فقد تلاحظ تحسنًا في مستويات التوتر لديك (أو مستوى الإجهاد).

بالإضافة إلى ذلك، أُبلغ عن تأثيرات إيجابية بخصوص المعالجة بالأكسجين، ولكن كانت هذه الآثار شبيهة بآثار البلاسيبو (الدواء الوهمي)، أو قد تكون هناك فوائد حقيقية لم تُختبر بعد.

هل المعالجة بالأكسجين آمنة؟

في الواقع، لم تُدرس فوائد بارات الأكسجين، وعلى الجانب الآخر، لم تُثبَت مخاطرها أيضًا.

تتراوح نسبة الأكسجة الدموية الطبيعية عند الأشخاص الأصحاء بين 96% إلى 99% عند تنفسهم الهواء الطبيعي، ما دفع الخبراء للتساؤل عمّا يمكن أن تقدمه هذه المعالجة من الأكسجين الإضافي؟

توجد بعض الفوائد الصحية لحالات طبية محددة، ولكن حتى بالنسبة لهؤلاء المرضى -اعتمادًا على أبحاث متعددة- فإن المبالغة في هذه المعالجة، تحمل أضرارًا ومخاطر قد تصل إلى الوفاة.

يعد إعطاء الأكسجين للمرضى الذين أُدخلوا المستشفى والمصابين بحالات حادة ممارسةً معتادة معتمدة منذ فترة طويلة.

على أي حال، وجدت دراسة -نشرت في عام 2018 في دورية لانسيت- الدليل على أن المعالجة بالأكسجين -خاصةً تلك التي تُعطى للمرضى المصابين بحالات حادة أو رضوض أو إصابات بليغة- قد تزيد من خطورة حدوث الوفاة.

تضاف الروائح المنبعثة من جهاز توصيل الأكسجين عبر تمرير فقاعات الأكسجين خلال سائل يحتوي إما على مواد مضافة خالية من الزيوت أو إضافة نكهة غذائية أو إضافة الأساس العطري المستخرج من الزيوت العطرية.

ومن الجدير بالذكر أن استنشاق المواد الزيتية -إجمالًا- قد يؤدي إلى التهاب رئوي خطير يُعرف بالالتهاب الرئوي الشحمي، وعلاوةً على ذلك، فإن الروائح المستخدمة في المعالجة قد تكون ضارة للذين يعانون أمراضًا رئويةً.

حسب جمعية أمراض الرئة (Lung Association)، فإن المواد الكيميائية الموجودة في هذه الروائح وحتى المستخرجة من مصادر نباتية قد تحدث تفاعل حساسية تتراوح أعراضه ما بين الطفيفة إلى الشديدة.

تتضمن الأعراض الناجمة عن هذه الروائح المستخدمة:

  • صداع.
  • غثيان.
  • سوء حالة الربو (عند مرضى الربو) .
  • ضيق في التنفس.

ويجب الأخذ في الاعتبار حدوث الحرائق عند التعامل مع الأكسجين، فمع أن الأكسجين غير قابل للاشتعال، فإنه يساعد عليه.

على من يجب تجنب بارات الأكسجين؟

ينبغي لك تجنب بارات الأكسجين في حال كنت مصابًا بحالات تنفسية، مثل:

  • الانسداد الرئوي المزمن COPD.
  • التليف الكيسي للرئة.
  • الربو.
  • النفاخ الرئوي (وهو حالة مرضية مزمنة، تتطور تدريجيًا، وتتلف الأسناخ الرئوية).

عليك استشارة طبيبك، قبل إجراء المعالجة بالأكسجين في حال كنت تعاني حالةً قلبيةً، أو وعائية، أو أي اضطراب قلبي مزمن آخر.

ماذا يحدث في أثناء جلسة المعالجة بالأكسجين؟

تعتمد تجربتك اعتمادًا كبيرًا على التجهيزات المستخدمة.

توجد بارات الأكسجين على هيئة أكشاك، في المولات، والنوادي الرياضية. فهي بسيطة ولا تحتاج إلى أخذ موعد مسبق، حيث يمكنك ببساطة التجول مشيًا إلى البار والقيام بالإجراء.

أما عندما تجرى المعالجة بالأكسجين في منتجع صحي، فإن أخذ الموعد مهم دائمًا. ويمكن أن تقدَم خدمات أخرى إلى جانب الأكسجين كالمساج مثلًا.

عند وصولك، ستختار الرائحة المفضلة لديك، وسيشرح لك مقدم الخدمة فوائد هذه الزيوت العطرية. بالإضافة إلى أن أنبوب القثطرة الأنفية مريح، ويُثبت على محيط الوجه بلطف، ونهاية الأنبوب تتفرع إلى فرعين مخصصين لدخول فتحتي الأنف.

تتراوح مدة المعالجة بالأكسجين 5 دقائق فما فوق، وصولًا إلى 45 دقيقة فقط لا غير، وذلك يتوقف على المعدات المستخدمة.

بالطبع من الضروري تغيير الأنابيب عقب كل جلسة، لمنع خطر التعرض للعدوى البكتيرية.

موجز:

فوائد المعالجة بالأكسجين غير مثبتة، ولكن إذا كنتَ بصحة جيدة وترغب في التجربة، فمن الواضح أنه سيكون آمنًا.

أما إذا كنت تعاني مشكلات تنفسية، أو قلبية وعائية، فإن المعالجة بالأكسجين قد تكون مضرة، لذا عليك تجنبها.

يُفضَل استشارة طبيبك قبل إجرائك المعالجة بالأكسجين، على أن يتحرى طبيبك -بالفحص- هل تعاني حالات طبية معينة أم لا.

اقرأ أيضًا:

نقص تأكسج الدم: الأسباب والعلاج

حالة توقف الانقباض القلبي

ترجمة: طارق محمد

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر