يصيب السرطان كل أجزاء الجسم بما فيها الدم، واللمفومة واللوكيميا من أشيع أنواعه، وقد شُخِص في الولايات المتحدة عام 2016 ما يقارب 60.000 مصابًا باللوكيميا و80.000 مصابًا باللمفومة، يُظهر هذان السرطانان أعراضًا متماثلة، لكنهما يختلفان في المنشأ والأعراض والعلاج.
الأعراض
تُعد اللوكيميا مرضًا بطيء التقدم، لذا قد لا تُلاحظ الأعراض مباشرةً، لكن مع مرور الوقت تُلاحظ زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء مقابل تناقص عدد خلايا الدم الحمراء.
الإصابة باللوكيميا إما حادة أو مزمنة؛ ففي حالة اللوكيميا الحادّة ينتشر السرطان بسرعة، بينما تعد اللوكيميا المزمنة أشيعَ وأبطأ انتشارًا في مراحلها المبكرة.
توجد أربعة أنواع رئيسية من اللوكيميا تُصنف حسب المنشأ وسرعة النمو:
- لوكيميا نخاعية حادة.
- لوكيميا نخاعية مزمنة.
- لوكيميا لمفاوية حادة.
- لوكيميا لمفاوية مزمنة.
أما اللمفومة فتصيب تحديدًا العقد اللمفية، وتصنف حسب منشأ الخلية السرطانية، إذ تنشأ في بعض الحالات من الجهاز اللمفي، وفي حالات أخرى من خلايا الدم البيضاء، وتُسمى أيضًا اللمفومة اللاهودجكينية، وهي تحدث عندما تصبح خلايا الدم التائية والبائية غير طبيعية، بينما ينشأ داء هودجكين عن تضخم إحدى العقد اللمفية وينتشر بعد ذلك إلى العقد اللمفية الأخرى ثم إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين، لكنه أقل شيوعًا من اللمفومة اللاهودجكينية.
إليك قائمةً مفصلةً بأعراض كل نوع:
الأسباب
تنشأ هذه السرطانات جراء اضطرابات في خلايا الدم البيضاء، فاللوكيميا نتيجة لإنتاج زائد لنقي العظم لهذه الخلايا التي لا تموت بعد فترة محددة مثل الخلايا الطبيعية، بل تستمر في الانقسام وتقضي على خلايا الدم الحمراء السليمة، وهنا تكمن المشكلة، لأن الجسم يعتمد على خلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين والمواد الغذائية، وقد تنشأ أيضًا بطريقة مشابهة في العقد اللمفية.
أمّا اللمفومة فتنشأ في العقد اللمفية، وهي عقد صغيرة من نسيج لمفي تساعد في القضاء على العدوى، وقد تنشأ أنواع أخرى من اللمفومة بسبب انتشار خلايا دم بيضاء غير طبيعية في أجزاء أخرى من الجسم.
عوامل الخطورة
تُعد اللوكيميا أشيع سرطانات الطفولة، إذ تصيب نحو 2700 طفل سنويًا في الولايات المتحدة، وأغلبها حالات لوكيميا حادة، وقد تصيب البالغين أيضًا خاصة المزمنة التي تعدّ الأشيع بينهم، وقد يصابون بابيضاض المحببات المزمن أو الحاد.
هناك العديد من العوامل التي تزيد احتمال الإصابة باللوكيميا، لكن وجودها أو عدمها لا يزيد أو ينفي بالضرورة خطر الإصابة، من بينها:
- سوابق عائلية مع اللوكيميا.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- التدخين.
- الاضطرابات الوراثية.
- علاج كيميائي أو شعاعي سابق.
تشيع الإصابة بلمفومة هودجكين بين 15 و 40 وفوق 55 سنة، أما اللمفومة اللاهودجكينية فقد تصيب في أي سن، وهي شائعة عند المسنين فوق سن 60 سنة ونادرة عند الأطفال دون الثالثة، ومن عوامل الخطورة الأخرى:
التشخيص
يُعد تحليل الدم وفحص خلاياه الخطوة الأولى في تشخيص اللوكيميا، فإن كانت هذه النتائج غير طبيعية سيشك الطبيب في إصابتك باللوكيميا، وعندها قد يطلب إجراء خزعة نقي العظم لتأكيد التشخيص، لتُتاح النتائج الأولية للخزعة خلال 24 ساعة، لكن التقرير الكامل الذي يزود الطبيب بمعلومات مهمة حول خطة العلاج قد يستغرق عدة أسابيع.
قد تكون خزعة نقي العظم مزعجةً للمريض، لكنها إجراء سريع نسبيًا، إذ تستغرق 20 دقيقة تقريبًا ولا تتطلب البقاء في المستشفى. يأخذ الطبيب الخزعة عادةً من عظم الورك بعد استخدام مخدر موضعي مكان الإجراء، وقد يحسّ المريض بألم خفيف في الحوض مدة قصيرة بعد إجراء الخزعة.
أما تشخيص اللمفومة فيتطلب أخذ خزعة أو عينة من النسيج المتضرر تُجرى عادة تحت تأثير مخدر موضعي، لكن بعض الحالات تتطلب تخديرًا عامًا، ما يعني أن المريض يكون غائبًا عن الوعي في أثناء الإجراء، وفي حال الإصابة باللمفومة قد يطلب من المريض إجراء خزعة نقي عظم وصورًا شعاعيةً لتحديد درجة تقدم السرطان.
العلاج
يعتمد علاج اللوكيميا على درجة تقدّم السرطان عند التشخيص، فالسرطانات بطيئة الانتشار قد لا تتطلب أي تدخل طبي، إذ يكتفي الطبيب بالمراقبة فقط، وهذا الإجراء شائع في ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن الذي لا يُظهر عادةً أي أعراض. أما في حالة وجوب التدخل العلاجي، فسيركز الطبيب على الإجراءات التي تمنع تشكل الخلايا الشاذة في الدم والعقد اللمفية مثل:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الشعاعي.
- زراعة نقي العظم.
- العلاج المُوجَّه، أو الأدوية التي تمنع نمو المزيد من الخلايا الشاذة.
تعتمد الخيارات العلاجية للمفومة على درجة الحالة عند التشخيص تمامًا مثل اللوكيميا، من السّهل علاج داء هودجكن إذا كانت الخلايا السرطانية ضمن العقدة اللمفية ولم تنتشر بعد، والعلاج الكيميائي والشعاعي أشيع الخيارات العلاجية لهذا النوع من اللمفومة، وتستخدم هذه العلاجات أيضا عند الإصابة باللمفومة اللاهودجكينية، وقد يتبع الطبيب خيارات علاجية مستخدمة في اللوكيميا مثل العلاج المُوجَه لمنع تشكل خلايا الدم البيضاء الشاذة مباشرةً.
في الختام
تنمو اللمفومة واللوكيميا أبطأ من أنواع السرطانات الأخرى، ما يزيد احتمال اكتشافها مبكرًا وتحسن النتيجة النهائية.
بين عامي 2004 و2010، بلغ معدل البقاء 5 سنوات عند 60% من مرضى اللوكيميا و88% تقريبًا عند مرضى اللمفومة وفقًا لجمعية اللوكيميا واللمفومة.
اقرأ أيضًا:
لمفوما هودجكين: التعريف والأعراض والتشخيص والعلاج
اللمفومة اللاهودجكينية Non-Hodgkin lymphoma
ترجمة: محمد أديب قناديل
تدقيق: سمية بن لكحل