لا بد أنك تساءلت يومًا في أثناء استمتاعك بالسباحة على الشاطئ: هل أنا في البحر أم في المحيط؟ تبدو عبارة «غمرت أصابع قدميك في المحيط» أكثر إثارة للإعجاب، لكن في الحقيقة، هل يوجد فرق فعلي بين المسطحين المائيين؟ هذا ما سنكتشفه في مقالنا.

قبل أن نبدأ بدراسة الفروقات بين البحار و المحيطات، من المهم أن نفهم أن جميع التعاريف المتعلقة بالبحار والمحيطات ليست من المفاهيم العلمية المسلم بها وغير القابلة للنقاش، بل على العكس، إذ توجد مساحة كبيرة لتفسيرات جديدة، مع القابلية لتعميم عدد من الأفكار واستثناء أفكار أخرى، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالبحار.

بصرف النظر عن التعريفات العلمية، سنجد أن جميع المحيطات ومعظم البحار تشكل معًا مسطحًا مائيًا واحدًا شاسعًا يُعرف باسم المحيط العالمي، لكن لأسباب متعددة، منها الثقافية والجغرافية والعلمية، قُسم هذا المحيط العملاق إلى مسطحات أصغر حجمًا، وصُنف إلى بحار ومحيطات مختلفة عُرفت بمسميات جديدة.

إذن، ما المحيط؟

فور ذكر كلمة المحيط يرد إلى أذهاننا مسطح كبير من المياه المالحة، يغطي ما يقارب ثلاثة أرباع سطح الكوكب، مع ذلك قسّم علماء المحيطات هذه المساحة الشاسعة إلى مناطق مختلفة، كل من هذه المناطق يُطلق عليها اسم محيط أيضًا. لتجنب تعقيد هذا الأمر، تجب محاولة الحد من التفاصيل والمصطلحات.

منذ زمن بعيد، قُسم المحيط العالمي إلى أربعة محيطات مُعترف بها عالميًا: الأطلسي والهادي والهندي والمتجمد الشمالي، وُضعت حدود هذه المحيطات أساسًا بناءً على القارات المحيطة بها. لاحقًا بعد سنوات من النقاش، اتُفق على وجود محيط خامس هو المحيط الجنوبي، الذي اعترفت به الجمعية الجغرافية الوطنية عام 2021.

يتميز هذا المحيط عن المحيطات الأربعة السابقة بحدوده، إذ بدلًا من أن تحدده القارات، حُدد بواسطة حلقة غير مرئية، تُسمى التيار المحيطي الدائري، الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية.

ما البحر؟

ليس من الضروري أن نكون مخطئين عندما نسمي البحر بالمحيط، لأن البحر بكل بساطة جزء من المحيط. مع ذلك، تتميز البحار عادةً بحجمها الصغير مقارنةً بحجم المحيطات. توجد البحار عند نقطة التقاء اليابسة بالمحيط، وغالبًا ما تكون محاطة جزئيًا باليابسة.

لكن هل فعلًا هي كذلك؟

ذكرنا سابقًا وجود بعض الاستثناءات، أحدها هو بحر سارجاسو، الذي أثبت أن اليابسة ليست بالضرورة العامل المهم لإطلاق اسم بحر على مسطح مائي ما.

يتشارك بحر سارجاسو مع المحيط الجنوبي بالصفة ذاتها، إذ لا تحده اليابسة من أي اتجاه، بل تحده تيارات المحيط. تحديدًا، تحيط به أربعة تيارات في شمال المحيط الأطلسي: تيار شمال الأطلسي والتيار الكناري والتيار الاستوائي الشمالي والتيار الخليجي. تجعل هذه الخاصية الفريدة بحر سارجاسو البحر الوحيد الذي لا تحده حدود برية.

اقرأ أيضًا:

بحيرة خطرة في إفريقيا مهددة بالانفجار وقتل آلاف البشر والحيوانات

هل تستطيع الأشجار مقاومة تغير المناخ؟

ترجمة: آية شميس

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر