وفقًا لبحث أسترالي، 60% من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في حياتهم، هم أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر.
وهذه أول دراسة بيّنت أن الاكتئاب في حد ذاته قد يؤدي في الواقع إلى آلام الظهر بدلًا من أن يكون ناتج عنها.
البحث الذي نُشر في مجلة (Arthritis Care and Research)، تمّ فيه تحليل بيانات 11 دراسة تغطي ما مجموعه 23,109 شخص.
وُجد فيها أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب هم الأكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر في المستقبل مقارنةً بمن لا يعانون من الاكتئاب.
كما أن خطورة الإصابة بآلام أسفل الظهر تكون أعلى عند الأشخاص الذين يعانون من أقصى مراحل الاكتئاب.
باولو فيريرا (Paulo Ferreira) من جامعة سيدني يقول أن البحث يشير إلى أن ما يصل إلى 61,200 من حالات آلام أسفل الظهر في أستراليا، تعزى جزئيًا إلى الاكتئاب.
يقول فيريرا: «آلام أسفل الظهر هي حالة منهكة، وخصوصًا عندما ترتبط بحالة مرضية أخرى، لذلك آمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاج أفضل في المستقبل».
وأضاف: «عندما يزورنا المرضى المصابون بآلام أسفل الظهر والاكتئاب، تكون حالاتهم هي الأكثر تعقيدًا.
فهم لا يستجيبون للعلاج بنفس الطريقة التي يستجيب فيها المرضى المصابين بآلام أسفل الظهر دون الاكتئاب -فمرضى الاكتئاب يحتاجون فترة أطول للتعافي، والعلاج قد يكون مكلفًا».
وتشير الدراسة إلى أن الاكتئاب وآلام أسفل الظهر لا بدّ من معالجتهما في وقت واحد.
وتقدّر دراسة أخرى إلى أن ما يصل إلى 48% من المصابين بآلام أسفل الظهر لديهم أعراض الاكتئاب.
آخر الأبحاث لم تفسّر السبب، ولكن قد يكون السبب هو أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب غالبًا ما تنخفض مستوى الأنشطة الحركية لديهم، وقلة النوم.
أو لربما بسبب مشاكل متعلّقة بالنواقل العصبية التي تؤثر بدورها على المزاج والألم على حدّ سواء.
ومن ناحية أخرى، يشير الباحثون إلى وجود عامل الوراثة.
فالبحث الذي أُجري على التوائم يشير إلى أن كلّا من آلام الظهر والاكتئاب قد يكون وراثيًا.
ويُقدّر أن آلام أسفل الظهر تصيب 4 ملايين شخص أسترالي، وهو الأكثر شيوعًا في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 سنة.
تحرير: سهى يازجي.