قال ممثل عن وكالة الفضاء الفرنسية French space agency إنه على الجيل القادم من مستكشفي القمر أن يعتبروا المساكن القمرية منصةً للاختبار لأجل بعثات المريخ مستقبلًا.
اقترح إروان بوفوا Erwan Beauvois، مهندس عمليات الفضاء لدى المركز الوطني لدراسات الفضاء National Centre for Space Studies، إنه من المستحسن أن يعمل المصممون على تصميم نظام بيئي اصطناعي على القمر مبني على البكتيريا والطحالب والأحياء الدقيقة الأخرى؛ لإعادة تدوير الهواء والفضلات وإنتاج الطعام.
(يستخدم أعضاء طاقم محطة الفضاء الدولية International Space Station نظامًا داعمًا للحياة عوضًا عن ذلك وهذا الأخير يعيد تدوير الماء والأكسجين، لكنه يتطلب إعادة الإمداد بأشياء أخرى كالطعام).
وقد زعم بوفوا أنه بعد تأسيس نظام إعادة الإنتاج الحيوي bioregenerative system على القمر يجب علينا أن نطبق المبدأ ذاته على المريخ.
قال بوفوا في محاضرة للتكنولوجيا في الثالث والعشرين من تشرين الأول المنصرم ضمن المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية: «أمامنا درب طويل حتى الاستدامة، ولكن فرص نقل التكنولوجيا متاحة، وأضاف أن نجاح برنامج القمر يعني أن برنامج المريخ قد ينجح. إذا اعتُبر برنامج الفضاء خارطة طريق فعندها يمكن أن يكون متسقًا، ومن المفيد جدًا القيام بذلك».
تعتبر ناسا ووكالات فضائية وشركات خاصة أخرى أن القمر هو الأفق التالي بالنسبة لاستكشاف الفضاء. فوكالة ناسا تخطط للهبوط بالبشر على سطح القمر بحلول عام 2024، تتباحث مؤسسات بدءًا من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية Japan Aerospace Exploration وصولًا إلى الشركة الخاصة مون إكسبريس Moon Express بشأن كيفية بناء المستوطنات والآلات الأرضية للعمل بشكل تعاوني، وذلك ينطوي على بناء اقتصاد قمري جديد في خضم العملية. تطبيق الدروس المستفادة على سطح القمر هو هدف ناسا النهائي لأجل إطلاق بعثات بشرية إلى المريخ.
وكما أقر بوفوا فهناك بالطبع اختلافات شاسعة بين القمر والمريخ؛ في حين أن كلا هذين الموقعين يعتبران من العوالم الصخرية إلا أن للمريخ غلافًا جويًا رقيقًا وطقسًا، وأما القمر فعبارة عن جسم شبه خال من الهواء ويتعرض لاضطرابات بسبب الإشعاع والنيازك الدقيقة micrometeorite العرضية.
من ضمن الاختلافات بين المريخ والقمر أنه يمكن دمج أجزاء من بيئة المريخ لتُشكل نظام دعم حياة معيدًا للإنتاج حيويًا. ومثال ذلك أنه يمكن لموارد الميثان أو الجليد المائي الموجودة على سطح المريخ أن تعزز من الإمدادات التي يجلبها رواد الفضاء معهم.
لكن يوجد سبب للاختبار على القمر قبل الذهاب إلى المريخ؛ فقد قال بوفوا أنه ستكون للناس ذات الاحتياجات في كلا الكوكبين. سيحتاج رواد الفضاء إلى إيجاد مصدر طاقة خاص بهم بطريقة ما، والعثور على المياه واستخدام الموارد المتاحة لتشكيل البنى، والعيش والعمل على سطح القمر.
على سبيل المثال، يمكن تطبيق تقنيات استخراج الماء من غبار القمر على ثرى المريخ، وينطبق الشيء ذاته على عمليات أخرى كالطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي قد تستخدم على الأرجح الثرى القمري (أو المريخي) لتعزيز التدريع أو للمساعدة في تجميع البناء. ويمكن أيضًا أن يختبر رواد الفضاء المفاعلات النووية لانشطار السطح على القمر للتأكد من أنها ستكون ذات نفع على المريخ.
أشار بوفوا أيضًا إلى أنظمة دعم الحياة؛ فقد اقترح أن التصاميم الخاصة بالبنى القابلة للنفخ والشفافة يمكن تصديرها من القمر إلى المريخ، طالما صُممت تلك البنى للتكيف مع الاختلافات في ضغط الهواء على الكوكبين. يمكن كذلك تطبيق بعض التقنيات على كلا الكوكبين مثل: إعادة تدوير المياه وإنماء النباتات في الإضاءة المنخفضة واستخدام أنواع الوقود الحيوي في المحركات.
وأضاف بوفوا أن العمل على القمر قد يسمح للباحثين بالإجابة عن بعض أسئلة مثل الأنواع التي يمكن أن تنمو بشكل جيد في هذه البيئات قبل شحن تلك التقنيات إلى أبعد من ذلك في النظام الشمسي، إذ تزيد صعوبة إجراء تعديلات كلما تقدمنا بعيدًا عن الأرض.
اقرأ أيضًا:
كم يستطيع القمر أن يستوعب من البشر ؟
ما سبب صعوبة الهبوط على سطح القمر ؟
ترجمة: رولان جعفر
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: تسنيم المنجد