لمدة طويلة من الزمن حيّر العلماء وجود مجرات كبيرة الحجم بشكلٍ هائل فى المراحل الأولى من تكوّن الكون، حوالي 3 مليار عام بعد الإنفجار العظيم.
دراسة جديدة من معهد نيلز بوهر أظهرت أنّ المجرات العملاقة تكوّنت من نجوم متفجرة نشأت نتيجة إصطدام المجرات بعد عدة مليارات عام من الإنفجار العظيم.
نُشرت نتيجة البحث فى دورية (Astrophysical Journal).
المجرات الصغيرة قد تحتوى على عدة ملايين من المجرات بينما المجرات الكبيرة تحتوى على مئات المليارات من النجوم. أول النجوم ظهورًا منذ بداية الكون حوالى 200 مليون سنة بعد الإنفجار الكبير متكوّنةً أساسًا من الهيدروجين والهيليوم.
الغاز هو المادة الخام لتشكيل النجوم؛ هذه السّحابة العظيمة من الغاز والغبار تجمعت معًا وأصبح الغاز مضغوطًا بشدة فتولد ضغط أدى إلى إنصهار المادة وتكوّنت كرة غازية متوهجة وبذلك نشأ أول نجم، ومن ثم تجمعت النجوم فى مجرات أولية، وطالما يوجد غاز بالمجرة فإن نجوم جديدة تتكون.
النظرية الفلكية حول تركيب الكون هى: فى البداية تكونت مجرات أولية “صغيرة” وبدأت تتعاظم تدريجيًا عن طريق تكوّن النجوم الجديدة بشكل منتظم وتصادمت المجرات المتجاورة لتكوين مجرات جديدة أكبر.
أكبر المجرات حالياً يُعتقد أنها ظلت قيد التكوين منذ بداية الكون وحتى الآن.
“وهذا هو ما فاجئ العلماء عندما وجدوا مجرات عمرها لا يتعدى 3 مليارات عام ومع ذلك تناظر فى حجمها حجم أكبر المجرات الموجودة حاليًا، والأكثر دهشة أنّ نجوم هذه المجرة تقلصت فى مساحة صغيرة، لذلك فحجم هذه المجرة أصغر بثلاث مرات من نظيراتها اليوم، و هذا يعنى أنّ كثافة هذه النجوم أكبر بـ 10 أضعاف، و بالإضافة لذلك فهذه المجرات تُعتبر ميتة بالفعل فلا يتكوّن بها نجوم جديدة.
وذلك يعتبر لغزًا محيرًا” قاله سون توفت.
دارك، باحث بالمركز الفضائى بمعهد نيلز بوهر، جامعة كوبنهاجن.
لمعرفة ما حدث، حاول سون الرجوع بالزمن.
إعتمادًا على عمر المجرات، عرف أنها تكوّنت فى المراحل الأولى من تكوّن الكون ومع ذلك لم يكن الوقت كافيًا للمجرات لتتعاظم بهذا الشكل، فوضع نظريته التى تقول بأن المجرات تكونت من إندماج مجرات أصغر، ولكن ذلك وحده لا يُفسّر كيف تعاظمت المجرات بهذه السرعة وهى ميته بالفعل، فالنظرية أكدت وجود مجرات ذات خصائص استثنائية بالفعل أثناء تكون هذه المجرات العملاقة.
علل سون ذلك بأنّ المجرات الغنية بالغاز دُمجت فانتقل الغاز إلى مركز هذا النظام مما أدى لاشتعال الغاز مكونًا عدد هائل من النجوم الجديدة، من ثم استُنفذ الغاز سريعًا مما أدى إلى موت المجرة.
الدراسة الجديدة كشفت الغموض حول العمليات المشكلة للمجرات العملاقة فى بداية الكون.