لا يمنع الواقي الذكري انتقال العدوى من شخص لآخر تمامًا، بمعنى أنه تظل فرصة لالتقاط أو نقل الأمراض المنقولة جنسيًا حتى عند استخدام الواقي الذكري.
أي نوع من الواقيات الجنسية معنية بهذا المقال؟
للواقيات الجنسية نوعان: الداخلي، المعروف أيضًا باسم الواقي الأنثوي، ويغطي خط فتحة المهبل أو الشرج. والواقي الذكري أو الخارجي الذي يغطي القضيب.
سنتحدث هنا عن الواقي الخارجي، خاصةً المصنوع من اللاتكس أو البولي يوريثان أو البولي إيزوبرين.
توجد أنواع واقيات جنسية خارجية مصنوعة من جلد الخراف، لكننا لن نتطرق إليها نظرًا لاحتوائها على ثغرات مسامية لا تسع أن يتسرب من خلالها السائل المنوي، لكن يظل بإمكانها نقل الجسيمات المعدية المسؤولة عن الإصابة بعدوى جنسية، ما يجعل الواقي المصنوع من جلد الخراف عديم الفائدة في الوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا.
كيف لا يزال من المحتمل نشر الأمراض المنقولة جنسيًا رغم استخدام الواقي الخارجي؟
لتفسير هذا، ينبغي أولًا إدراك مدى فعالية الواقي الخارجي وكيفية انتقال الأمراض المنقولة جنسيًا بين الشركاء الجنسيين.
مدى فعالية الواقي الخارجي:
تقدر نسبة نجاح الواقي الخارجي في عزل الأمراض المنقولة جنسيًا بنسبة 98% إذا استُخدم بطريقة صحيحة. تمثل النسبة المتبقية الحالات التي يتمزق بها الواقي الخارجي في أثناء الجماع.
أحيانًا، يتجنب معظم الذين يسعون لبلوغ أعلى درجات المتعة الجنسية ارتداء الواقي الخارجي في الوقت المناسب. أو قد لا ينزعونه بطريقة صحيحة. فتنخفض نسبة حماية الواقي الخارجي إلى 85% في هذه الحالة.
كيف تنتقل العدوى المنقولة جنسيًا من شخص لآخر؟
يمكن للعدوى المنقولة جنسيًا أن تنتقل بطريقتين: إما عبر تلامس جلد الشريك مع الآخر، مثل في حالات الإصابة بمرض الزهري والمليساء المعدية، أو عبر تعرض أحدهما أو كليهما لسوائل جسم الآخر -الدم أو السائل المنوي والإفرازات المهبلية، مثل حالة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو الكلاميديا أو السيلان أو التهاب الكبد. قد تنتشر بعض الأمراض عبر أي من الطريقتين، مثل فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس الهربس البسيط وداء المشعرات.
تشتهر الواقيات الخارجية بقدرتها الاستثنائية على الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا عبر اختلاط سوائل الجسم إذا استخدمت بطريقة صحيحة. لكنها لا تتميز في الوقاية من الأمراض الجنسية المنقولة باللمس نظرًا لقصورها في تغطية الجلد التناسلي بأكمله، كما قال الدكتور فيليس غيرش.
فلنفترض مثلًا تفشي الهربس على خصيتي أحدهم، فلا يمكن للواقي الخارجي أن يغطي منطقة الخصيتين وإن استُخدم بطريقة صحيحة، ما يترتب عليه انتقال العدوى الجنسية إذا تلامست الخصيتين مع فرج أو شرج الشريك في أثناء الجماع.
يقول غيرش: «قد تسبب عدوى منقولة جنسيًا عبر التلامس تقرحات وثآليل واضحة على الجلد، لكن أيضًا توجد عدوى منقولة جنسيًا عبر التلامس لا يمكن رصدها، سواء لدى حاملها أو الشريك».
كيف نزيد حماية الواقي الخارجي؟
لبلوغ أقصى درجات الحماية التي يمنحها الواقي الخارجي، ينبغي تعلم استخدامه بطريقة صحيحة. فيما يلي نصائح لتطبيق ذلك:
1- شراء الواقي الجنسي بحجم مناسب
عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، فليس ذلك الوقت المناسب لإساءة تقدير حجم القضيب. يميل الواقي الفضفاض إلى الانزلاق في أثناء ممارسة الجماع في حين يُحتمل تمزق الواقي الجنسي إذا كان ضيقًا.
يرشح المختص آندي دوران فكرة استكشاف خيارات مختلفة من الواقيات الجنسية الخارجية لإيجاد أكثرها ملاءمة.
2- تخزين الواقي الخارجي بطريقة صحيحة
تُحفظ الواقيات الجنسية في مكان بارد وجاف. يقول دوران: «ربما رأينا في أحد الأفلام من يحفظ الواقي الجنسي داخل محفظته، لكن يجب ألا نفعل ذلك، لأن ذلك المكان مُعرض للكثير من الاحتكاك والحرارة. أفضل مكان يمكن حفظ الواقي الجنسي به حقًا هو تركه في علبته داخل أحد الأدراج».
3- تفقد تاريخ الصلاحية
تاريخ الصلاحية الموجود على غلاف الواقي الجنسي ليس للزينة، ينبغي الأخذ به والتحقق من أن الواقي الجنسي ما زال صالحًا للاستخدام.
4- استخدام الأصابع لفتح غلاف الواقي الجنسي
يحث دوران على أهمية استخدام أصابع اليد لفتح غلاف الواقي الجنسي، إذ إن محاولة فتحه بالأسنان قد تسبب تمزقًا ملموسًا أو غير ملموس.
5- ارتداء الواقي الخارجي في الوقت المناسب
ينبغي ارتداء الواقي الخارجي قبل بدء عملية الإيلاج أو تلامس الأعضاء التناسلية.
يمكن نشر الأمراض المنقولة جنسيًا أيضًا عبر ممارسة الجنس الخارجي بأنواعه، ولا يشترط حدوث إيلاج سواء من طريق المهبل أو فتحة الشرج.
6- ارتداء الواقي الخارجي بطريقة صحيحة
يقول دوران: «ليس للواقي الجنسي وجهان، لذلك من المهم ارتدائه بطريقة صحيحة من أول محاولة». ينصح باستبدال الواقي الخارجي بآخر بدلًا محاولة تصحيحه إذا أخطأت أول مرة.
يُرجى مراعاة ترك فراغ صغير بين قمة الواقي الخارجي والقضيب لتخزين السائل المنوي. يقول دوران: «إن لم تترك هذه المسافة بالأعلى فقد يتمزق الواقي الخارجي عند القذف».
7- التخلص من الواقي الخارجي
من المهم نزع الواقي بعد القذف مباشرة، أي بينما لا يزال القضيب منتصبًا، ثم ربطه بطريقة تمنع تسرب السائل بداخله للخارج، والتخلص منه في سلة المهملات وليس المرحاض.
كيف يمكن الحد من فرص انتقال العدوى؟
تبدأ بمعرفة حالة الفرد من العدوى المنقولة جنسيًا، بالخضوع لاختبار العدوى المنقولة جنسيًا قبل كل شريك جنسي جديد أو مرة كل عام، أيهما أقرب.
إدراك محدودية اختبارات العدوى المنقولة جنسيًا:
لا تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باختبار الكشف عن الهربس، ما لم توجد آفة واضحة على جسم المريض. أيضًا نفتقر حتى الآن إلى وسيلة للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري لدى الذكور.
لذلك من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا. يقول غيريش:«ليست بفكرة سيئة الاستفسار من الشريك عما إذا سبق تشخيصه بفيروس الورم الحليمي البشري، أو سرطان عنق الرحم، أو بورم محتمل التسرطن».
التحدث مع الشريك المحتمل:
يرشح دوران فعل ذلك بصيغة حوار متبادل بين الطرفين، يبدأ فيها الطرف الأول بالحديث عن موقفه من الأمراض المنقولة جنسيًا، ومتى كانت آخر مرة قام فيها بالفحص. يقول دوران: «بذلك يتجنب النبرة الاتهامية، ويعزز من كون النقاش قرارًا مشتركًا بينهما». يمكن لأحدهما كذلك اقتراح فكرة القيام بالفحص معًا بطريقة ودية.
الوقت الأنسب للفحص بعد اشتباه التعرض لعدوى منقولة جنسيًا
يبدأ ظهور العدوى خلال فترة من أسبوع إلى 4 أسابيع في حالة الإصابة بالكلاميديا والسيلان وداء المشعرات. ومن أسبوعين إلى 6 أشهر عند الإصابة بالزهري وفيروس نقص المناعة البشرية والهربس. ثم ينتج الأجسام المضادة لكل نوع في محاولة لمحاربة العدوى، الأجسام المضادة هي التي تكشف عن الإصابة بعدوى محددة.
لذلك يرشح غيرش القيام بالفحص مرة بعد أسبوعين، ومرةً أخرى بعد شهرين من اشتباه الإصابة بعدوى جنسية.
ماذا إذا كانت نتيجة الفحص ايجابية؟
ينبغي حينها اتباع تعليمات الطبيب، الذي غالبًا سيصف جرعة مضادات حيوية في حالات الإصابة بعدوى قابلة للشفاء، مثل الزهري والسيلان والكلاميديا وداء المشعرات.
وقد يعد الطبيب وسائل علاجية للسيطرة على الأعراض في حالة الإصابة بفيروس الهربس البسيط، أو نقص المناعة البشرية.
كذلك سينصح الطبيب بالابتعاد عن أي نشاط جنسي، أو بممارسات جنسية معينة خلال فترة العلاج للحد من انتشار العدوى.
من المحبذ أيضًا أن يتواصل المصاب مع شركائه الجنسيين السابقين ليعلموا بأنه ربما عليهم الخضوع لاختبار الأمراض المنقولة جنسيًا.
اقرأ أيضًا:
الجنس الآمن: ما هو وكيف تتجنب الأمراض المنقولة بالجنس؟
ما قياس الواقي الجنسي المناسب؟
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: جنى الغضبان