يتمثل التثاؤب في فتح الفم والتنفس بعمق حتى تمتلئ الرئتان بالهواء. هو عملية لا إرادية، غالبًا ما يكون استجابة طبيعية للتعب أو يحدث بسبب النعاس أو الإرهاق، أي لا يوجد سبب محدد له.
من الطبيعي أن تتثاءب في وقت متأخر من اليوم لأنك تشعر بالتعب أو بالملل. لكن قد يرجع التثاؤب المفرط إلى ظروف صحية كامنة.
ما التثاؤب؟
التثاؤب هو رد فعل لا إرادي بفتح الفم والتنفس بعمق، ثم الزفير بسرعة.
لا يعرف الباحثون سبب التثاؤب تمامًا، لكن الأسباب الشائعة تشمل التعب والملل. قد يحدث التثاؤب أيضًا عندما تتحدث عنه أو ترى أو تسمع شخصًا آخر يتثاءب.
قد يستمر التثاؤب لمدة قصيرة أو لعدة ثوان قبل أن تزفر. ربما يترافق التثاؤب مع عيون دامعة أو حركات تمدد أو قد تخرج تنهدات قوية مسموعة.
أسباب التثاؤب المفرط
فيما يلي بعض الأسباب الأكثر والأقل شيوعًا التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
الأسباب الشائعة:
السبب الدقيق للتثاؤب المفرط غير معروف. مع ذلك، قد يحدث نتيجة ما يلي:
- النعاس أو التعب أو الإرهاق.
- قلة النوم بسبب الأرق أو التوتر أو العمل لساعات طويلة.
- اضطرابات النوم. على سبيل المثال، عسر التنفس أثناء النوم أو مرض النوم القهري (داء التغفيق).
- الآثار الجانبية للأدوية التي تُستخدم في علاج الاكتئاب أو القلق مثل مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
الأسباب المحتملة الأخرى:
في الحالات الأقل شيوعًا قد يكون التثاؤب المفرط دليلًا على حالات صحية كامنة، على سبيل المثال:
- نوبة قلبية، خاصةً إذا ترافقت مع أعراض ذات صلة كالألم في الصدر، أو شعور بالانزعاج في الجزء العلوي من الجسم، والدوار، وضيق التنفس.
- الصرع، خاصةً المتمثل بأذية في الفص الجبهي.
- الاضطرابات العصبية مثل التصلب المتعدد (MS).
- فشل الكبد.
- ورم في الدماغ، لكنه يُعتبر نادر الحدوث.
- قد تحدث في حالات معينة استجابة وعائية مبهمة تؤدي إلى التثاؤب المفرط التي قد تترافق مع أعراض أخرى. ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل واضح أثناء الاستجابة الوعائية المبهمة. هذه الأعراض ربما لا تشير إلى اضطرابات في النوم فقط بل إلى حالة قلبية خطيرة.
يمكن أن تشمل الأعراض المرافقة ما يلي:
- سعال حاد.
- ألم.
- حرارة الجسم الزائدة.
- التجفاف.
تشخيص التثاؤب المفرط
من أجل تحديد سبب التثاؤب المفرط، قد يسأل الطبيب عن الأدوية التي يتناولها المريض إضافة إلى عادات نومه. سيرغب الطبيب في التأكد ما إذا كان المريض يحصل على قسطٍ كافٍ من النوم المريح أم لا. يمكن أن يساعد ذلك في تحديد سبب التثاؤب المفرط وما إذا كان نتيجة الإرهاق أو اضطرابات في النوم.
إذا اُستبعدت مشاكل النوم، قد يُجري الطبيب اختبارات تشخيصية للعثور على سبب آخر محتمل للتثاؤب المفرط.
يعد تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) أحد الاختبارات التي يمكن استخدامها. يمكن أن يساعد في تشخيص بعض الحالات التي تؤثر على الدماغ، بما في ذلك:
- الصرع.
- الخطل النومي، كالمشي أثناء النوم.
- إصابات الدماغ.
- السكتة الدماغية.
- الخرف.
قد يطلب الطبيب إجراء تصوير باستخدام الرنين المغناطيسي MRI. تُستخدم الصور المأخوذة بواسطة MRI غالبًا في تشخيص بعض الحالات، منها:
- اضطرابات في النخاع الشوكي والدماغ، مثل الأورام والتصلب المتعدد.
- المشاكل القلبية.
- خلل في عمل الكبد والأعضاء الرئيسية الأخرى.
- إصابات المفاصل.
علاج التثاؤب المفرط
إذا كان سبب التثاؤب المفرط يعود إلى الأدوية التي يتناولها المريض، فربما يوصي الطبيب في تخفيف جرعة الدواء. يجب التحدث مع الطبيب قبل إجراء أي تغييرات على جرعة الأدوية أو التوقف عن تناول أي دواء.
إذا حدث التثاؤب بسبب اضطرابات في النوم، فقد يوصي الطبيب بتناول مكملات تساعد على النوم مثل الميلاتونين أو أدوية أخرى.
في حالات خاصة قد يلجأ المريض إلى اتباع نمط حياة أكثر راحة، هذا يشمل:
- الالتزام بجدول نوم منتظم، إذ يجب الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت تقريبًا حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل التوتر وصرف الطاقة أثناء النهار كي يحظى الجسم بنوم عميق في الليل. لكن يجب ألا تمارس الرياضة قبل وقت النوم مباشرة.
- تجنب الكافيين والكحول والوجبات الدسمة قبل النوم.
- إبقاء الغرفة مظلمة وهادئة، أمور تساعد على النوم بسرعة.
- إزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم، لأن الضوء الأزرق الذي ينبعث منها يعيق النوم.
إذا كان التثاؤب المفرط عارضًا جانبيًا مرافقًا لحالة طبية خطيرة مثل الصرع أو فشل الكبد فيجب معالجة المشكلة الرئيسية فورًا.
متى تجب رؤية الطبيب؟
نظرًا لكثرة الأسباب المحتملة للتثاؤب المفرط، من المهم التحدث مع اختصاصي يمكنه المساعدة في تحديد السبب الرئيسي.
يجب التحدث مع الطبيب إذا لوحظت زيادة مفاجئة في عدد مرات التثاؤب، خاصةً إذا كانت دون سبب واضح. قد يساعد الطبيب في تحديد ما إذا كان التثاؤب المفرط يحدث نتيجة حالة طبية أم لا.
أيضًا، تجب استشارة الطبيب إذا ترافق تناول أدوية تعود إلى حالة مرضية معينة مع حالات تثاؤب مفرط تتكرر أكثر من المعتاد.
يمكن مساعدة الطبيب في التشخيص بإحضار قائمة مفصلة بالأدوية، وتاريخ الحالة الطبية الرئيسية التي يعاني منها المريض، وتحديد وقت بداية أعراض التثاؤب المفرط وعدد مرات حدوثه.
إذا تكرر التثاؤب كثيرًا يكون من الأفضل التواصل مع الطبيب كي يحدد السبب. في بعض الحالات، قد يختفي التثاؤب المفرط فور معالجة السبب الأساسي.
اقرأ أيضًا:
من المرجّح أنّك ستتثاءب كثيرًا أثناء قراءتك هذا المقال حول علم التثاؤب
ترجمة: فاطمة الرقماني
تدقيقًا: فاطمة جابر