كيف ستبدو الحياة في نظامٍ نجميٍ بعيد؟ وهل سنعترف بها كحياة؟
نظريةٌ جديدةٌ تقول نعم، سنفعل.
في حقيقة الأمر، إن الحياة على الكواكب الأخرى (أو الأقمار أو الكويكبات) من الممكن أن تكون مشابهةً للحياة على الأرض بطريقةٍ مفاجئة، هذا ما كتبه علماء من جامعة أوكسفورد في بحث نشر في المجلة الدولية لعلم الأحياء الفلكية في 31 أكتوبر عام 2017.
وهذا سببه أن الحياة على الكواكب الأخرى من المرجح أن تخضع للانتخاب الطبيعي، تمامًا كالحياة على الأرض.
وإذا كانت الحياة خاضعةً للانتخاب الطبيعي، فمن المرجح أن يشاركونا بعض الصفات، حتى وإن لم تكن هذه الحياة معتمدة على الكاربون، على سبيل المثال، أو تنظم معلوماتها بطريقةٍ مختلفةٍ تمامًا عن حمضنا النووي DNA.
«لأشياء الحية تتكيف» هذا ما قاله المؤلف المشارك في هذه الدراسة سامويل ليفين، المرشح للدكتوراه في علم الحيوان في جامعة اوكسفورد، في رسالة الكترونية لموقع Live Science.
«يبدو أنهم يحاولون القيام بأشياء مثل الأكل والبقاء والنمو والتكاثر».
ويقول ليفين، إن الطريقة الوحيدة للتكيف هي عن طريق الانتخاب الطبيعي، حيث أن الاختلافات الوراثية بين الأفراد تؤدي الى اختلافاتٍ في فرص النجاح، وفي النهاية إلى بقاء الأصلح.
ويضيف: «أي شيء سيبدو لنا كحياة فضائية سيكون قد خضع للانتخاب الطبيعي».
الفضائيون المتكيفون
بأخذنا الانتخاب الطبيعي كنقطة بداية، سأل ليفن وزملاؤه عما سيبدو عليه الفضائيين.
يقول ليفان، إنه سينهج نهجًا نظريًا في إجابته على هذا السؤال.
العديد من علماء الأحياء الفلكية ينهجون ما يسمى بالمنهج «الميكانيكي»، بالنظر إلى كيفية تطور الحياة على الأرض – لنقُل في أعماق البحار – ومحاولة تطبيق هذا على بيئة الكواكب البعيدة.
يقول ليفن أن المنهج الميكانيكي لديه نقاط قوة، ولكن لأن عدد الكواكب التي تحتوي على حياة معروفة هو واحد فقط، فمن الصعب معرفة ما هو خاص بالارض وما يمكن أن يطبق في الفضاء.
على سبيل المثال، العيون أو الهياكل المشابهة للعيون قد تطورت بشكل مستقل حوالي 40 مرة على الأرض، ولكن من غير الواضح ما إذا كان للفضائيين عيون أو ما إذا كان النظر هو حاسة خاصة بالأرض.
ويضيف ليفين: «إن التوقعات النظرية التي نقوم بها ليست مرتبطة حصرا بالأرض، هي باقية نفسها بغض النظر عما إذا كان الفضائيون مصنوعين من الكاربون أو السيليكون، لديهم DNA او XNA، يتنفسون الأوكسجين أو النتروجين».
التوقعات النظرية لا تستطيع أن تحدد شيئًا محددًا، على سبيل المثال ما إذا كان الفضائيون يبدون كشخصيات أفلام «E.T» او «the Predator»، ولكن الانتخاب الطبيعي يقود أنواعًا معينةً من الكائنات الحية.
فإن الفضائيين إذا كانوا قد عانوا من انتخابٍ طبيعيٍ فسيكونون متداخلين، كما يقول ليفن – إنهم سيخضعون لتغيراتٍ معقدةٍ بمرور الوقت، وقد يحتفظون ببعض الأدلة على هذه التحولات.
في الأرض، تتعاون الجينات في صنع الجينوم، ويقوم الجينوم بصنع المخططات للخلايا، وتجتمع الخلايا الأولية في النهاية لتكوين خلايا أكثر تعقيدًا ذات نوىً حقيقية.
( الميتوكوندريا، العُضيّة التي تقوم بتحويل الطاقة داخل الخلايا حقيقة النواة، كانت سابقًا كائنًا حيًا منفصلًا، وقد دخلت في علاقة تبادل منفعة مع الخلايا المضيفة.)
تجتمع الخلايا معًا لتكوين كائنٍ حيٍ متعدد الخلايا، وغالبًا ما تتعاون الخلايا متعددة الخلايا على شكل مستعمرات أو مجتمعات.
التعرف على الجيران
ولتوضيح هذا المفهوم، فقد تخيل ليفان وزملاؤه كائنًا فضائيًا ذو شكلٍ يشبه الدرنة وقاموا بتسميته «أوكتومايت»، هو مخلوقٌ معقد، مكونٌ من كيانات صغيرةٍ قاموا بربط مصالحهم وتعاونوا فيما بينهم، مثل خلايا جسم الانسان التي تعمل معًا لإبقاء البشر على قيد الحياة.
صورة الاوكتومايت:
«هل نحن وحيدون» هو أحد الأسئلة الأساسية للكون، كما قال ليفن، لذلك فان الأمر يستحق أن نفكر في نوع الحياة الموجودة في الفضاء الخارجي إذا ما كانت موجودة.
ويقول ليفين: «على مستوى فلسفي أكثر، إن فهم أي الصفات ستكون عامةً للحياة في الكون، إذا ما كانت موجودة، يبدو مجزيًا للغاية.
إن عملنا هذا لا يستطيع الإجابة على ما إذا كنا وحدنا أو لا، ولكنه يخبرنا شيئًا ما عن جيرانا إذا كانوا موجودين.»
ترجمة: سنان حربة.
تدقيق: م. قيس شعبية.
تحرير: عيسى هزيم.
المصدر