تنقلب الأقطاب المغناطيسية للأرض بين وقت وآخر، ما يعني أن الشمال يصبح جنوبًا والعكس كل بضع مئات الآلاف من السنين تقريبًا، لكن لماذا؟ وماذا يعني ذلك لنا؟
ما انعكاس مغناطيسية الأرض؟
يُقصد بانعكاس الأقطاب أن تبدل أقطاب الأرض المغناطيسية مواقعها، فيصبح القطب الشمالي مكان الجنوبي والعكس بالعكس، ويحدث هذا وسطيًا مرة كل 300 ألف سنة. آخر انعكاس في مغناطيسية الأرض حدث منذ 780 ألف سنة، وحدث ذلك مئات المرات في آخر 160 مليون سنة وفقًا للسجلات المغناطيسية القديمة، لا يعلم أحد متى سيحدث الانعكاس التالي بالضبط، يعتقد الخبراء أننا تأخرنا كثيرًا لحدوث انقلاب آخر.
تحدد موقع القطب الشمالي بدقة لأول مرة عام 1831، ومنذ ذلك الحين انجرف نحو الشمال الغربي لأكثر 1100 كيلومتر، وتزايدت سرعة هجرته من 16 كيلومتر في السنة إلى 55 كيلومتر.
لماذا يحدث انعكاس مغناطيسية الأرض؟
تمتلك الأرض مجالًا مغناطيسيًا يتولد بعمليات تحدث في أعماق الكوكب، إذ تطفو المعادن المنصهرة في اللب الخارجي وتبرد، فتخلق قوة الحمل الحراري حركة مشابهة لغليان الماء قي الفرن، ويؤدي دوران الأرض إلى تحريك المعادن المنصهرة أيضًا مولدة تيارًا كهربائيًا.
المجال المغناطيسي للكوكب يشبه المجال المغناطيسي للقضيب المغناطيسي، إذ يحتوي قطبين شمالي وجنوبي، لكنه أقل استقرارًا بكثير. فالقوى التي تسببه تتغير باستمرار، ما يعني أن الحقل نفسه في حالة تغير مستمر.
نتيجة لذلك، فإن موقع القطبين الشمالي والجنوبي المغناطيسيين للأرض يتحول تدريجيًا، وسينقلب تمامًا في النهاية بسبب الطبيعة المتغيرة للقوى التي تحرك المجال المغناطيسي، لكن انعكاس مغناطيسية الأرض ليس دوريًا ولا يمكن توقعه.
يقول عالم الجيوفيزياء ليوناردو ساجنوتي: «تدفق السائل المعدني معظمه من الحديد المنصهر من اللب الخارجي للأرض فوضوي ومضطرب. يحدث انعكاس مغناطيسية الأرض خلال فترة انخفاض شدة المجال المغناطيسي للأرض، إذ تنخفض شدة ثنائي القطب كثيرًا ويصبح هيكل المجال غير مستقر».
ما عواقب انعكاس مغناطيسية الأرض؟
يؤمن الحقل المغناطيسي بعض الحماية من هجوم الجسيمات من الرياح الشمسية والأشعة الكونية من الفضاء العميق. لكن في أثناء انعكاس القطب يضعف الحقل دون أن يختفي تمامًا، وبسبب هذا يزداد احتمال وصول المزيد من الأشعة المؤذية إلى الأرض. لكن على كل حال، لا يبدو أن هناك رابطًا بين الانقراضات الجماعية وفترات انعكاس مغناطيسية الأرض السابقة.
بحسب شرح هيئة المسح اليريطانية: «كان البشر وأسلافهم على سطح الأرض لملايين السنين، وخلال هذه الفترة حدثت كثير من التغيرات. ولا يوجد ارتباط واضح بين التطور البشري والتغيرات. ولا تتطابق أنماط التغيرات مع أنواع الانقراضات خلال التاريخ البيولوجي».
«على سطح الأرض، يعمل الغلاف الجوي بوصفه غطاءً إضافيًا ليوقف جميع الإشعاعات الشمسية والمجرية -باستثناء أشدها نشاطًا. في غياب المجال المغناطيسي، سيوقف الغلاف الجوي أغلب الإشعاعات، إضافة إلى أنه يحمينا من الطاقة المرتفعة للأشعة بنفس فعالية طبقة ملموسة يبلغ سمكها نحو 4 أمتار».
لكن قلة كثافة الحقل المغناطيسي الأرضي قد يؤثر فينا بطرق أخرى، فقد يؤثر مثلًا في التكنولوجيا التي نعتمد عليها، ومع احتمالية قلة الحماية من العواصف الشمسية قد تتضرر الكثير من تقنياتنا.
يُعتقد أن الحيوانات مثل الطيور والأسماك والسلاحف البرية تستخدم المجال المغناطيسي ليساعدها على الحركة، لذلك فإن أي تغير قد يؤثر في اختلال بوصلتها الداخلية. وبالمناسبة، قد تنقلب الأقطاب الشمسية أيضًا.
اقرأ أيضًا:
آخر انقلابات أقطاب الأرض المغناطيسية استغرق وقتًا أطول من المتوقع
يتكرر تبدل أقطاب الأرض المغناطيسية أسرع مما نظن
ترجمة: ديانا عيسى
تدقيق: محمد حسان عجك