لسنوات عدة، نصح الدكتور أحمد جاريت بار مرضاه بضرورة الحفاظ على جهازهم المناعي قويًا، مؤكدًا أهمية التمارين والتغذية والنوم، ومن المهم جدًا الالتزام بنصائحه هذه الأيام مع خطر جائحة كورونا التي يتزايد عدد ضحاياها كل يوم.
قال دكتور جاريت: «لا نمتلك لقاحًا أو علاجًا أثبت فاعليته، لذلك فإن جهازنا المناعي هو أملنا الوحيد».
جهازك المناعي القوي لا يعني أبدًا تجاهل التعليمات الاحترازية التي نوَّه بها الخبراء الصحيون ومنها: التباعد الاجتماعي (منع الاختلاط)، غسل اليدين بشكل متكرر، والبقاء في المنزل قدر الإمكان لتجنب العدوى.
قالت ماري بيير سانت أونج، أستاذة مساعدة في طب التغذية: «هذه عدوىً فيروسية أقوى بكثير من أي عدوىً تسببها الفيروسات الأخرى، فإذا كان جهازك المناعي قويًّا، فلديك الأفضلية في مواجهة تلك العدوى، إضافة إلى احتمالية أكبر في التعافي».
وصف جاريت-برايس نصائحه عن نمط الحياة الصحي: «إنها الطب الذي يجعلك في الوضع الوقائي. بدءًا بممارسة الرياضة وفائدتها للقلب والأوعية الدموية، إذ تسهم في تحسين الصحة العقلية وتقليل التوتر».
وأضاف: «لممارسة الرياضة فوائد مضادة للالتهابات، إذ تعزز إصلاح الخلايا وإنتاجها، وتحفز إنتاج الخلايا المناعية للمساعدة في مواجهة الأمراض».
في دراسة نشرت في المجلة البريطانية الخاصة بالطب الرياضي أجريت على 1002 منهم من يمارس الرياضة ومنهم لا، وُجد أن ممارسي الرياضة -خمس مرات أسبوعيًا على الأقل- لديهم فرصة أعلى لتجنب الإصابة بالبرد مقارنة بأولئك الخاملين، ومَن مرِض فيهم، كانت لديه أعراض مرضية خفيفة.
وقال جاريت: «عليك ممارسة الرياضة بطريقة ما في منزلك أو في الفناء الخلفي، فمن الرائع أن تزيد من ضربات قلبك بالتمرين».
تحتل التغذية دورًا هامًا في الحفاظ على المناعة، فحوالي 70% من الجهاز المناعي موجود بالأمعاء، ويقول جاريت: «علينا إعادة مفهوم الدواء في الغذاء مرة أخرى إلى المنازل».
ونصح الدكتور جاريت بأطعمة صحية قد تبدو مألوفة، لكنها تستحق التكرار ومنها:
- الثوم.
- الخضروات الورقية مثل السبانخ.
- الحمضيات مثل الليمون.
- المكسرات.
- التوت.
- الأطعمة الغنية بفيتامين سي، وإيه، وإي مثل البرتقال والأفوكادو والفستق.
وقال جاريت: «الطعام الصحي يفيد جهازك المناعي ككل، كما يعطي جسمك الراحة الكافية».
وقالت ماري بيير التي أجرت دراسات عديدة عن العلاقة بين النوم وصحة الجسم: «القسط الكافي من النوم يعزز الجهاز المناعي بمعدل أكثر مقارنة بالنوم غير المنتظم».
في دراسة نشرت عام 2015 في مجلةsleep ، حجز الباحثون 164 متطوعًا سليمًا في أحد الفنادق، وأُعطي كل منهم قطرة أنفية تحوي الفيروس الأنفي المسبب لنزلات البرد.
وُجد أن مَن كان معدل نومه أقل من خمس ساعات ليلًا، لديه احتمالية إصابة أكبر بنزلات البرد بمعدل أربعة أضعاف ونصف عن أولئك الذين ينامون أكثر من سبع ساعات في الليل.
تجعل كثير من الأخبار المقلِقة عن جائحة كورونا النوم بأريحية في الليل أمرًا شاقًا، لذلك تنصح الدكتورة ماري بأنشطة تساعدك على الاسترخاء قبل النوم، وقالت ماري: «لا تستمع للإحصائيات المنتشرة وابتعد عن التلفاز لبعض الوقت، استمتع بوقتك مع أحبائك، واخلد إلى النوم هادئ البال».
أحد مزايا الأزمة الحالية أنك غير مضطر للذهاب إلى عملك، لذا يمكنك الاستمتاع بقسط أوفر من النوم والراحة.
قال جاريت مشيرًا إلى فائدة أخرى لهذه الأزمة: «دائمًا نشير إلى أن غسل اليدين يمنع انتشار الجراثيم، والآن تأكدنا أنه يمنع انتشار مرض مميت، فمتى عبرنا إلى الضفة الأخرى، سيصبح لدينا مجتمع أكثر وعيًا بالصحة.
اقرأ أيضًا:
كيف يعزز اللقاح الجهاز المناعي لكبار السن المضعفين؟
الجهاز المناعي: الأمراض والاضطرابات والوظيفة
ترجمة: محمود مرزوق
تدقيق: محمد نجيب العباسي
مراجعة: تسنيم المنجد