ماذا لو اقترب ثقب أسود من مجموعتنا الشمسية؟
هل يكون التأثير المروع لثقب أسود على كوكب الأرض مجرّد شيء نظري؟
إذا لم يكن كذلك فماذا يُمكن أن يحدث إذا ما اقترب ثقبٌ أسود بالقرب من الأرض إلى الدرجة التي يمكن فيها أن يؤثر على كوكبنا هذا؟ هنا سنعرف الإجابة.
إنّ الثقوب السوداء تتواجد بالقرب من مراكز المجرّات، وقد تكون كتلتها أكبر من كتلة الشمس بملايين المرات، وقد نجد في حالةٍ ما أنّ هناك مجرّتين في حالة اندماج، حينها سيقترب الثقبان الأسودان في مركزي المجرّة بدرجة كبيرة وستصبح المسافة بينهما صغيرة جدًّا، ويقوم أحد الثقبين بإعطاء دفعة جاذبية كافية لأن تخرجه بعيدًا عن المجرّتين أو عن المجرّة الكبيرة بعد الاندماج، وربّما يقوم الثقب الأسود بجذب بعض النجوم حوله بعد أن يخرج من المجرّتين المندمجتين، ولكن بشكل عام فقد يتحرك بحريته منفردًا داخل الكون، ولكن يلزمنا الكثير من الحظ كي لا يندمج الثقبان الأسودان نفسهما.
والآن لنفترض أنّ الثقب الأسود المطرود خارج المجرّتين المندمجتين قد جاء إلى مجرّتنا وبالتحديد بالقرب من مجموعتنا الشمسية -حدوث هذا الأمر صعب جدًّا، لكنّ التفكير فيه ممتع وشيق-، ما أن يبدأ الثقب الأسود بالحركة داخل المجرّة سنلاحظ أنّ مسارات النجوم التي يسير بالقرب منها قد تشتت واختلفت، وبما أنّ مجموعتنا الشمسية تدور حول مركز المجرّة فسيتغير مسار المجموعة الشمسية حول مركز المجرّة إذا اقترب الثقب الأسود منها.
ولكن، أيّ قرب يحتاجه الثقب الأسود من مجموعتنا الشمسية حتى يؤثر على مساراها؟
سنبدأ ملاحظة تغير المسارات عندما يكون الثقب الأسود على بُعد 1,000 سنة ضوئية، ولكنّ تغير مسار المجموعة الشمسية حول مركز المجرّة لكن يكون ذا تأثير كارثي على الحياة في كوكب الأرض حتى لو كنّا في مسار اصطدام مع الثقب الأسود ذاته، فإنّه سيكون لدينا بضع مئات الآلاف من السنوات حتى نقطع تلك المسافة لنصل للثقب الأسود وبداية الكارثة الحقيقية.
ولكن، ما هي الكارثة الحقيقية؟
ما أن يكون الثقب الأسود على مسافة تُقدر ببضع مئات مرات المسافة بين الأرض والشمس ستبدأ مسارات الكواكب بالتشتت والاضطراب بشكل ملحوظ وبالطبع مسار الأرض أيضًا، وعندها سيبدأ كل شيء بالتجمد أو بالانصهار وبسرعة شديدة؛ وذلك حسب ابتعادنا الشديد أو قربنا الشديد من الشمس. هنالك عدة سيناريوهات قد تحدث فيما بعد، فقد تسقط الأرض داخل الشمس، أو قد نُطرد خارج المجموعة الشمسية كلها وندور في مسار حول الثقب الأسود ذاته، أو قد يبتلع الثقب الأسود كوكب الأرض.
والآن لنناقش الاحتمالية الأخيرة، وهي إذا ما اقترب الثقب الأسود من الأرض بمسافة تساوي تلك التي تفصل بين الأرض والشمس، عندها ستُمزق جاذبية الثقب الأسود كوكب الأرض نفسه وستمر بضع سنوات على الأقل حتى يتغير مسار الأرض حول الشمس وعندها سيتجمد أو ينصهر كل شيء حتى يقترب كوكب الأرض من الثقب الأسود بدرجة كافية فيتفتت.
وبعدها سيبتلع الثقب الأسود البقايا التي كانت يومًا ما هي كوكب الأرض، ولا تستطيع الفيزياء حتى الآن معرفة ما قد يحدث بعد ذلك داخل الثقب الأسود ولا يزال ما بداخل الثقوب السوداء هو اللغز الأكبر في الفيزياء.
إعداد: بيتر ميلاد
تدقيق: عبدالسلام الطائي
المصدر