لو كنت من قاطني إحدى المناطق التي تتعرّض لشتاءات باردة ومظلمة طويلة كانت أو قصيرة؛ فسيصبح مرأى الشمس في السماء من إحدى متع حياتك اليومية، أمّا قدوم فصل الربيع فسيصبح أمرًا يدعو للبهجة والاحتفال، لأنّه يعني التخلي عن المعاطف السميكة المزعجة، ومغادرة المكتب قبل حلول الظلام.
في فترات اعتدالها؛ تكون الشمس صديقة جسم الإنسان، تحفزّه للنهوض من السرير صباحًا وتقوّي عظامه بفيتامين د وتجنّبه أحد أنواع الاكتئاب الموسمي.
أيّ أننا سنكون في حالة من الإعياء ومغالبة النعاس والمشاكل السيكولوجية في حال اختفت الشمس لمدة أسبوع، وسيترتب على غيابها آثار كبيرة وفورية على كوكب الأرض وما يعمره من كائنات.
سيتمثّل التغيّر الأبرز في تحوّل كوكب الأرض إلى مكان مظلم شديد البرودة كما لم تعرفه من قبل، عملية تعاقب الليل والنهار أيضًا ستتأثّر، وذلك لأنها ناتجة عن دوران الأرض المستمر حول الشمس، مشكّلةً تلك المنظومة التي نضبط بناءً عليها تقويمنا، فنحدد ساعات النهار بأنها تلك التي تخلل أجزاء الكرة الأرضية التي تواجه الشمس أثناء دورانها حولها، لتحلّ بعد ذلك ساعات المساء مع ابتعاد هذه الأجزاء عن مواجهة الشمس خلال عملية الدوران، أمّا إذا اختفت الشمس فسيلجُ النهار في الليل في غضون 8 دقائق ونصف، وهو الزمن الذي يستغرقه ضوء الشمس ليصل إلى سطح الأرض.
ستنخفض درجة حرارة الكوكب خلال أسبوع إلى صفر فهرنهايت، أي ما يعادل 17.8 درجة مئوية سالبة، سيكون بردًا قارسًا ولكن غير كافٍ لتجمد الجنس البشري وصور الحياة الأخرى على سطح الكوكب، لن يحدث ذلك بشكل فوري على الأقل! غياب الشمس يعني توقف عملية البناء الضوئي، التي تحوّل النبات فيها ضوء الشمس إلى طاقة تمكّنها من الحياة، موت النباتات سيُفقِد الحيوانات آكلة العشب مصدر غذائها، مما يعني موتها ثمّ موت الحيوانات آكلة اللحوم.
ستستغرق الكرة الأرضية سنة كاملة لتهبط درجة حرارة سطحها إلى 100 فهرنهايت تحت الصفر، إي ما يعادل ٧٣٫٣ درجة مئوية سالبة، سيكون الجليد عند هذه النقطة شديدًا بما فيه الكفاية للقضاء على مُختلف أجناس الكائنات مع عدم توفّر مصدر مستقرّ للطاقة والحرارة.
لن تقتصر تأثيرات غياب الشمس لمدة أسبوع على سطح الأرض فقط، بل ستمتدّ لتطال الفضاء الخارجي أيضًا، في الوقت الذي تغزل فيه الأرض حول محورها، فإنها تدور حول الشمس، التي يفوق قطرها قطر كوكب الأرض بمقدار 100 مرّة، ما يكسبها قوّة جذب عملاقة تشكل مركزًا لجميع كواكب المجموعة الشمسية، بدون هذه الجاذبية ستعوم الكواكب في الفضاء، مما يجعل الأرض عرضة للاصطدام بأي كوكب آخر أو مذنب أو نيزك.