جميعنا نريد الحصول على الوزن والجسم المثاليّ وجميعنا حاولنا بلوغ ذلك، البعض يتكلل سعيه بالنجاح ويصل لمبتغاه والبعض الآخر يفشل ويكف عن المحاولة.
ربّما قد سمعت من قبل بمصطلح (الصيام المتقطع – intermittent fasting) أو ربّما وجدته خلال بحثك على شبكة الإنترنت عن أنواع الحميات وطرق إنقاص الوزن.
حسنًا، إذا كان هدفك هو خسارة الوزن فالصيام المتقطع سيساعدك، لكن هناك بعض الأشياء التي يجب عليك معرفتها قبل البدء بهذا النظام.
الصيام المتقطع يختلف من شخصٍ إلى آخرٍ
التعريف العام للصيام المتقطع ببساطة هو أن يكون لديك نافذةٌ أو فترةٌ محددةٌ من الوقت تستطيع أن تأكل خلالها ما تريده، وبعد انتهاء هذه المدّة عليك الصيام عن الطعام والشراب عدا الماء وبقية المشروبات التي لا تحتوي على أيّ سعرةٍ حراريّةٍ.
يبدو ذلك بسيطًا أليس كذلك؟ لكن في الواقع -ولأنّ البشر مختلفون- فهناك العديد من الأنواع للصيام المتقطع والتي يتوجب عليك اختيار أحدها تبعًا لهدفك ولنظام معيشتك ولاحتياجاتك.
إليك خمسة أنواعٍ للصيام المتقطّع شاع استخدامها على مدار السنين الماضية:
أولًا: نظام 5:2
حيث يقيدك هذا النظام ليومين فقط خلال الأسبوع، ويعطيك الحرّية التامة في الأيام الخمسة المتبقية، حيث يسمح لك بأكل ما تشاء لمدة خمسة أيام ثم يقيدك ليومين بكميةٍ محددةٍ من الطعام وقدرها 500 سعرةٍ حراريةٍ وأحيانًا أقل من ذلك حسب موقع (Healthline) الطبيّ.
وليس بالضرورة أن تكون أيام الحمية -والمقدرّة بيومين- متتالية، والأفضل توزيعهما بين الأيام الخمسة لإعطاء الجسم وقتًا للتأقلم، ويجب الإشارة إلى أنّنا لا نعني تناول الطعام فوق الحاجة خلال الأيام الخمسة المفتوحة والوصول للتخمة، و لكنّ نعني الاستهلاك الطبيعي وما اعتدت على تناوله في الأيام العاديّة.
وحسب (Healthline) فإنّ حميّة 5:2 قد تحمل فوائد صحيّةً كبيرةً، كخسارة الوزن وتقليل مقاومة الجسم للإنسولين وإنقاص الالتهابات.
ثانيًا: طريقة 16/8
تعطيك هذه الطريقة نافذةٌ يوميّةٌ تمتد لثمان ساعاتٍ ويكون لك حرّية الأكل والشرب خلالها، لتتبعها 16 ساعةً من الصيام، و يشمل الصيام فترة نومك أيضًا لذا لا تخف من أيّ تأثيراتٍ سلبيّةٍ خلال يومك.
بعض الأشخاص يختارون تغيير التقسيم حيث يتناولون الطعام لعشر ساعات ويصومون ما تبقى أي 14 ساعةً ولا مشكلة في ذلك، وتبعًا للخبراء في هذا المجال فلديك وقت لتناول ثلاث وجباتٍ صغيرةٍ خلال فترتك المفتوحة وجني الفائدة المرجوّة دون أن تؤثر مدة الصيام إنْ كانت 14 ساعةً أو 16 ساعةً.
و حسب أغلب الأشخاص فهذه الطريقة هي الأسهل للصيام، حيث أنّها لا تحتاج لأيّ جهدٍ أو تخطيطٍ.
ثالثًا: طريقة طعام/صيام/طعام
في هذه الطريقة عليك الصوم لأيامٍ كاملةٍ، حيث تتوزع أيام الصيام بين أيام الطعام.
أيّ أنّك تتناول الطعام كالمعتاد طيلة اليوم وبعدها يجب عليك صيام اليوم التالي كاملًا أيّ لفترة 24 ساعةً، وستقوم بتكرار هذه الطريقة مرةً أو مرتين في الأسبوع.
و يمكنك اختيار ما يناسبك، إمّا الصيام من الفطور إلى الفطور في اليوم التالي أو من الغداء إلى الغداء أو من العشاء إلى العشاء، و تستطيع شرب الماء و بقيّة المشروبات التي لا تحوي أيّ سعراتٍ حراريّةٍ خلال صيامك ويحبذ الابتعاد عن غير ذلك.
رابعًا: طريقة الصيام المتناوب
تُعدّ هذه الطريقة شبيهةً بالطريقة السابقة لكنّها أكثر شدةً وتتميّز بأنّها روتين يوميّ، إذ تصوم يومًا وتأكل في اليوم التالي بشكلٍ طبيعيٍّ، وتكرر ذلك يوميًا.
يميل بعض الخبراء للسماح بتناول ما مقداره 500 سعرةٍ على الأكثر في أيام الصيام والبعض الآخر ينصح بعدم تناول أيّ شيءٍ على الإطلاق.
وحسب موقع (Healthline) فمن فوائد هذه الطريقة إنقاص محيط الخصر وخفض ضغط الدم إضافةً لتقليل مستويات الدهون الثلاثية في الدم والكوليسترول منخفض الكثافة LDL أو ما يعرف بالكوليسترول الضار.
وتعتبر هذه الطريقة صعبة التحمل، ولا يُنصح بالاستمرار عليها لفترتٍ طويلةٍ لأنّك غالبًا لن تشعر بالارتياح أبدًا أثناء تطبيقها وستميل للشعور بالجوع معظم أيام الأسبوع.
خامسًا: حمية المُحارب
تُعدّ نوعًا آخر من أنواع الصيام المتقطع، وتتسم بكونها أكثر مرونةً كما قال الكثيرين ممن قاموا بتطبيق هذه الحمية.
و في هذه الحمية تقوم بالصيام لمدة 20 ساعةً ويسمح لك بتناول الفواكه والخضروات النيئة إضافةً للمشروبات غير الحاوية على سعراتٍ حراريّةٍ، وبعد ذلك يكون لديك فترة أربع ساعاتٍ لتناول وجبةٍ كبيرةٍ، وتعتبر هذه الطريقة شائعةً جدًا.
والآن بعد معرفة الأنواع الخمسة للصيام المتقطّع، لنلقِ نظرةً سريعةً على بعض فوائده:
يفيد الصيام المتقطع بزيادة معدل الأيض بنسبة 3.4% تبعًا لدراساتٍ تمت في المملكة المتحدة، وبالإضافة لفائدته المثبتة في خسارة الدهون وخفض الوزن فإنّه يقوم بتعزيز المناعة ضدّ الأمراض إذ يزيد من إنتاج الإنسولين ويعزز إفراز هرموناتٍ معينةٍ إلى المجرى الدمويّ وتقوم هذه الهرمونات بتعزيز المناعة والمقاومة ضد الأمراض، كما يقوم بتعزيز عمل الدماغ وتحسين وظائفه والحد من حدوث الالتهاب.
لكن من المهم معرفة ما يحقق لك الفائدة، ومعرفة ما يُشكّل مجرد جهدٍ وتعبٍ من دون أيّ نتائجٍ.
تذكر أنّ لصحتك الأولوية دائمًا، لذا عندما تقوم بتجربة حميةٍ ما دون تحقيق أيّ نتائجٍ مرضيّةٍ فليس هناك أيّ داعٍ للخجل، فالكل مختلفون وكل شخص يحقق الفائدة بطريقةٍ معينةٍ، لذا فالبعض يجنون نتائجًا مذهلةً من خلال الصيام المتقطع ويحققون أهدافًا قد تكون صعبةً جدًا على غيرهم.
- ترجمة: عمر اسماعيل
- تدقيق: رند عصام
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر