يعد الشيء المفيد المتعلق بحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) أنه قياس سريع ومتاح وذو تكلفة منخفضة، ويعتمد على الطول والوزن، يستخدم لتحديد ما إذا كان الشخص ينتمي إلى فئة الوزن الصحي أو غير الصحي.
يستطيع أي شخص البحث عبر الإنترنت والعثور على حاسبة مجانية لـ BMI وإدخال وزنه وطوله للحصول على رقم معين. ستظهر النتيجة على شكل جدول يبين ما إذا كان وزن الشخص يعد تحت الوزن المثالي، أو وزنًا صحيًا، أو أنه يعاني زيادة الوزن أو السمنة.
ولكن لا يُعد مؤشر كتلة الجسم BMI كافيًا!
أعلنت الجمعية الطبية الأمريكية (AMA) في يونيو أن BMI ليس كافيًا، وتبنت سياسة جديدة تشجع الأطباء على تجنب الاعتماد فقط على BMI لتشخيص السمنة، وإحدى المشكلات هي أنه تم تطوير BMI استنادًا إلى أجسام الرجال البيض غير الأمريكيين، ما قد يوفر نتائج غير دقيقة فيما يتعلق بالذين ينتمون إلى فئات أخرى من الجنس والعرق.
يقول وجاهت ميهال وهو طبيب ومدير برنامج صحة الاستقلاب وفقدان الوزن في جامعة ييل: «لا تكمن المشكلة في BMI نفسه، ولكن في استخدامه مصدرًا وحيدًا للمعلومات، إذ إنه عامل واحد إلى جانب العديد من العوامل الأخرى التي تجب مراعاتها لتقييم صحة الشخص».
ويضيف الدكتور ميهال: «تشمل التقييمات الصحية الشاملة أيضًا قياس ضغط الدم والكولسترول والغلوكوز، وغيرها من البيانات، وكل هذه المعلومات ستشكل صورةً شاملةً للصحة العامة للشخص».
ويقول أيضًا: «سياسة الجمعية الطبية الأمريكية ليست أمرًا إلزاميًا وإنما اقتراحًا، وغالبًا لن يختفي استخدام BMI».
يستطيع الأطباء والمرضى تقرير ما إذا كانوا يرغبون في استخدام هذه الأداة وكيفية استخدامها.
طرحت ثلاثة أسئلة على الدكتور ميهال لفهم سياسة الجمعية الطبية الأمريكية الجديدة حول BMI بشكل أفضل.
1. ما مؤشر كتلة الجسم BMI بالضبط؟
مؤشر كتلة الجسم BMI هو ناتج قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.
إذا كانت الآلة الحاسبة لا تحتوي على التربيع، يمكن تقسيم الوزن على الطول مرتين.
على سبيل المثال، شخص يزن 90 كيلوجرامًا ويبلغ طوله 1.78 متر سيحسب BMI الخاص به على النحو التالي:
90 / (1.78)2 = 28.4
سيكون BMI للشخص هو 28.4.
تقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حاسبات تقوم بهذا الحساب لفئات عمرية مختلفة: واحدة للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 عامًا وأخرى للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا.
يصف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مؤشر كتلة الجسم BMI أنه “أداة مسح” ولا يهدف إلى تشخيص دهون الجسم الزائدة أو الأمراض المرتبطة بالوزن مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول المرتفع وداء السكري من النمط الثاني.
يمكن التحقق من الجدول لتحديد ما إذا كان الرقم يندرج في فئة الأشخاص غير الصحيين، إذ إن الوزن أقل من 18.5 يُعد أقل من المثالي والوزن الزائد بين 25 و29.9 أما السمنة تبدأ عند الرقم 30 فما فوق.
2. لماذا يعد BMI موضع خلاف؟
يعد BMI أداة غير دقيقة، وأحد الأسباب هي أن الشخص الذي لديه الكثير من العضلات والقليل من الدهون في الجسم يمكن أن يكون لديه نفس BMI الشخص يعاني من السمنة ويمتلك كتلة عضلية أقل بكثير.
يتغير BMI الجسم أيضًا -نظرًا لاختلاف متوسط نسبة الدهون في الجسم- بين الأشخاص في مختلف الأعمار وسواء كانوا نشيطين بدنيًا أم غير نشيطين، وهذا يعني أنه قد يكون مضللاً في بعض الحالات.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون BMI لرياضي لديه كتلة عضلية كبيرة بالمقارنة مع الدهون ضمن مجال الوزن الزائد.
المشكلة الأخرى أن مؤشر كتلة الجسم (BMI)، الذي اخترع قبل حوالي 200 عام من قبل عالم رياضيات في بلجيكا استند إلى الرجال البيض الأوروبيين، ولم يأخذ في الاعتبار أن نسبة الدهون في جسم الإنسان تتفاوت أيضًا حسب الجنس والانتماء العرقي.
قدمت منظمة الصحة العالمية (WHO) دليلًا لتفسير مؤشر كتلة الجسم بالنسبة للأشخاص الآسيويين الذين يعانون من مخاطر عالية لبعض الحالات الاستقلابية مع مؤشر كتلة جسم قليل ولكن لم تقدم توجيهات مماثلة بعد للأشخاص اللاتينيين أو السود.
3. إذا لم يكن مؤشر كتلة الجسم BMI الأداة الأفضل كيف يمكن تقييم الوزن الصحي؟
يجيب الدكتور ميهال: «يتعلق هذا السؤال بمدى ارتباط وزن الشخص بطوله، الذي هو أساسًا BMI، في توضيح وضعه الصحي».
إجابته هي أنه قد يكون مفيدًا، ويضيف أن الجمعية الطبية الأمريكية لا تقترح على الأطباء إلغاء مؤشر كتلة الجسم BMI من أدواتهم التشخيصية.
مع ذلك، يجب ألا يُعد BMI مؤشرًا وحيدًا، وبدلاً من ذلك تقترح الجمعية الطبية الأمريكية استخدامه بالتعاون مع تدابير أخرى لتقدير المخاطر، مثل الدهون الحشوية التي توجد في الجوف البطني، ومؤشر الدهون في الجسم المعتمد على قياسات الورك والطول، وتركيب الجسم من نسبة الدهون والعظام والعضلات، والعوامل الوراثية والاستقلابية، وغيرها.
يقول الدكتور ميهال: «توجد طريقة سهلة للحصول على صورة أدق عن صحة شخص، وهي قياس محيط خصره».
ويضيف: «يمكن أن يكون شخصان كلاهما بطول 1.75 مترًا ووزنهما 100 كيلوغرامًا، ولكن أحدهما نحيف وعضلاته قوية، بينما الآخر لديه كتلة عضلية أقل وتوزيع أكبر للدهون في منطقة البطن».
الشخص الذي لديه دهون أكثر في بطنه سيكون لديه محيط خصر أكبر، وهو مرتبط بمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل الكبد.
تزداد مخاطر مشكلات الصحة بسبب الوزن الزائد عندما يكون محيط الخصر أكثر من 100 سم للرجال و 88 سم للنساء، حتى إذا لم يكن مؤشر كتلة الجسم BMI لديهم داخل نطاق زيادة الوزن».
ومع ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين ليسوا من الأطباء يستخدمون مؤشر كتلة الجسم BMI لمتابعة ما إذا كان وزنهم في نطاق صحي. هذا جيد، إلى حدٍّ ما، ولكن لا ينبغي للناس أن يلتزموا به مطلقًا.
اقرأ أيضًا:
انسَ مؤشر كتلة الجسم BMI، فقد طوّر العلماء طريقةً أكثر بساطة ودقة لقياس نسبة الدهون في الجسم
مؤشر كتلة الجسم عامل خطورة أكثر تأثيرًا من العامل الوراثي في الإصابة بمرض السكري
ترجمة: بتول السليمان
تدقيق: غفران التميمي