لا ترى دموع الأطفال حديثي الولادة تجري على خدودهم السمينة. لا ينتج الرضع الدموع ، وينتجون القليل من العرق خلال الأسابيع الأولى من الحياة. يطلق الطفل عند ولادته صرخةً مميزةً وعاليةً، وهي علامة على الصحة والحيوية. صرخة سيعتاد عليها الآباء والأمهات الجدد بسرعة في الأيام والأسابيع التالية. ولكن إن نظرت عن كثب فسترى أن بكاء الطفل حديث الولادة مختلف قليلًا عن بكاء الرضيع الأكبر إذ لا توجد لديه دموع.
قالت سيج تيمبرلين Sage Timberline طبيبة الأطفال في جامعة كاليفورنيا، دافيس ومستشفى الأطفال في ساكرامنتو، كاليفورنيا: «الدموع ضرورية بالطبع لحماية العينين وإبقائهما رطبتين نحن نبكي عندما نواجه مشاعر قوية كالحزن والغضب أو حتى السعادة».
ويحفز هذا التوتر المؤقت استجابة «القتال أو الهرب» التي تنتج الدموع من أجل المزيد من الحماية للعينين. يمكن أن تساعد هذه الدموع العاطفية أيضًا على إطلاق الهرمونات المحفزة للتوتر التي تراكمت خلال الأوقات الصعبة؛ إذ يساهم هذا في الإحساس بالراحة الذي يتبع البكاء، كما أخبرت تيمبرلين صحيفة Live Science.
صحيح أن الرضع يولدون ولديهم قنوات دمعية، ولكنها ليست متطورةً بالكامل. ينتج الرضيع دموعًا كافيةً لتغطية العينين وإبقائهما رطبتين، ولكن ليس بالمقدار الكافي لتكوين قطرات تنزل على تلك الخدود الممتلئة.
قالت تيمبرلين أن القنوات الدمعية للرضع تنضج عادةً بعد ثلاثة أسابيع أو أربعة بما يكفي لتكوين قطرات من الدموع مرتبطة بالمشاعر القوية.
تميل عيون الأطفال حديثي الولادة إلى أن تكون جافةً، وكذلك الجلد. فبالكاد يتعرق الطفل في أول أسبوعين من حياته مهما ارتفعت الحرارة، وذلك لأن الغدد العرقية ليست فعالةً بالكامل بعد.
لدى البشر نوعان من الغدد العرقية، تدعى الغدد العرقية الفارزة والغدد العرقية المفترَزة وكلاهما موجودان لدى حديثي الولادة حتى إن لم تكن تنتج العرق بعد. تفرز الغدد المفترزة العرق من خلال حويصلات الشعر لكنها لا تُفعّل حتى تحدث التغييرات الهرمونية عند البلوغ.
يكون العرق المفرز من هذه الغدد عديم الرائحة في البداية، ويمكن أن يصبح ذا رائحة، ويكون مليئًا بالماء والإلكتروليتات، بالإضافة إلى الستيرويدات والدهون والبروتينات التي تستطيع البكتيريا معالجتها لإنتاج الروائح.
تبدأ الغدد العرقية الفارزة بالتكون خلال الشهر الرابع من الحمل، وتظهر أولًا على راحتي الجنين وباطن قدميه. وخلال الشهر الخامس تغطي الغدد العرقية الفارزة كل الجسم تقريبًا.
وقالت تيمبرلين أنه بعد ولادة الطفل، تكون أكثر الغدد الفارزة نشاطًا هي تلك الغدد التي على الجبهة. وبعد وقت قصير يبدأ الطفل بالتعرق من الجذع والأطراف.
وذكرت أيضًا أن الأطفال حديثي الولادة يعتمدون على من يعتني بهم لإبقاء حرارتهم معتدلة، لأنهم لا يستطيعون التعرق بالكامل. راقب علامات ارتفاع الحرارة ومن ضمنها التعرق -لأنهم ينتجون بعض العرق- والجلد الدافئ المتورد، والتنفس السريع، والهرج، وقلة نشاط الذراعين والساقين. إن كان طفلك دافئًا جدًا قم فقط بإزالة طبقة من الملابس أو استعمل مروحةً لإبقاء الهواء يدور.
ولكن عندما تبدأ هذه الغدد بضخ العرق، يقلق بعض الآباء والأمهات من أن أطفالهم يتعرقون بكثرة عند التغذية أو النوم، كما قالت Katie Ellgass طبيبة الأطفال في رابطة أطباء الأطفال في ستانفورد لصحيفة Live Science: «كلا، هذان الفعلان عمل صعب، عند التغذية يكون الطفل غالبًا قريبًا ممن يعتني به، لذلك تنتقل حرارة الجسم ويحدث التعرق بكثرة».
لحسن الحظ ليس عليك القلق عادةً على الأطفال الذين يتعرقون كما تقول Ellgass. يُفحص الأطفال بحثًا عن الأمراض الأيضية ومشاكل القلب لدى الأطفال. لذلك ما دام الطفل يكتسب الوزن فإن التعرق أمر عادي ولا حاجة للقلق بشأنه.
اقرأ أيضًا:
إذا كنت تعاني من فرط التعرق فعليك قراءة هذه المقالة
هل النباتيين لديهم رائحة عرق كريهة أكثر من آكلي اللحوم والنباتات
ترجمة: عمار عبيد
تدقيق: أحلام مرشد