لأول مرة قام العلماء بتحديد كيف يقوم نوع غير عادي من السكر موجود في الخضار الورقية الخضراء بتغذية البكتيريا الجيدة التي تعيش في أحشائنا لتساعد على عملية الهضم.
وفي الوقت نفسه تثبيط البكتيريا السيئة التي من الممكن أن تجعلنا مرضى.
السكر المعروف باسم سيلفوكينوفوز أو اختصاراً SQ، هو جزيء السكر المعروف الوحيد الحاوي على الكبريت، وهذا أمر مهم لأن الكبريت هو ثالث أكثر المواد وفرة في الجسم.
وهو واحد من الأحماض الأمينية الحيوية المستخدمة في بناء البروتينات للخلايا والأنسجة بالإضافة إلى العديد من الهرمونات الحيوية والأنزيمات والأجسام المضادة.
ويقول Spencer Williams وهو أحد الباحثين من جامعة ملبورن في استراليا:
“الكبريت ضروري لبناء البروتينات، والتي هي عناصر رئيسية لجميع الكائنات الحية، SQ هو جزيء السكر الوحيد الذي يحوي على الكبريت وهضم هذا الجزيء من قبل البكتيريا يحرر الكبريت في البيئة حيث يعاود الدخول إلى دورة الكبريت العالمية لإعادة استخدامه من قبل كائنات حية أخرى”.
وحسب تقرير للصحفيRae Johnston من صحيفة Gizmodo، فإن SQ يتم إنتاجه من قبل جميع النباتات الخضراء لتسهيل عملية التركيب الضوئي، وكلما كان النبات أكثر خضرة كلما كان محتواه أكبر من الـ SQ.
في كل عام تنتج الخضار الورقية الخضراء سكر الـ SQ في جميع أنحاء العالم على نطاق بكمية مماثلة لإجمالي إنتاج خام الحديد في العالم سنوياً.
المشكلة الوحيدة هي أن البشر غير قادرين على هضم هذا السكر، ويقول رئيس الباحثين Ethan Goddard-Borger من معهد والتر وإيزا هول في ملبورن:
“لم يكن لدى أي أحد فكرة إلى أين يذهب السكر أو ماذا يحدث له عندما يموت النبات، لكن في الواقع هو يستخدم من قبل الجراثيم التي تعيش في قناتنا الهضمية لتعزيز نموها، وهو أمر جيد بالنسبة للإنسان”.
في حين أن العلماء كانوا يعرفون عن وجود سكر الـ SQ في الخضار الورقية، مثل السبانخ والبروكلي والقرنبيط واللفت والبقدونس لسنوات عديدة، إلا أنه على مدار العقود الخمس الأخيرة لم يكن أحد قادرا على معرفة كيف تقوم البكتيريا المتواجدة في الأمعاء لدينا باستخراج ذلك السكر من الخضراوات لاستخدامه كمصدر للطاقة.
الآن، حدد الفريق الأسترالي أنزيم لم يكن معروف مسبقاً يدعى YHIQ، والذي تستخدمه البكتيريا لعزل وامتصاص وتأييض هذا السكر الحاوي على الكبريت.
ويقول Goddard-Borger في تقرير صحفي:
“البكتيريا الموجودة في الأمعاء مثل السلالات الوقائية صليبية الشكل من الـ E.coli تستخدم سكر الـ SQ كمصدر للطاقة، وتوفر الـ E.coli كحاجز وقائي يمنع نمو وتكاثر البكتيريا السيئة، لأن البكتيريا الجيدة تأخذ جميع الأماكن الممكن أن تشغلها البكتيريا”.
ويتابع :”E.coli هي المستعمر البكتيري الرئيسي الذي تحتاجه قناتنا الهضمية، ونحن نفترض أن استهلاك الجزيئات السكرية النوعية من خلال الخضار الورقية سوف يتم إثباته كونه عامل مهم في تحسين صحة بكتيريا الأمعاء والحفاظ عليها، وكذلك الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي بحالة جيدة”.
الاكتشاف الذي نشر في Nature Chemical Biology لا يقتصر فقط على حل لغز عمره 50 عاماً حول كيف أن واحدة من جزيئات السكر الأكثر وفرة في العالم يعاد تدويرها من نبات إلى آخر، بل إنه يفتح الاحتمال لوجود صنف جديد كلياً من المضادات الحيوية.
لأن البكتيريا الضارة – مثل مذنب التسمم الغذائي ، السالمونيلا – تستخدم هذا السكر أيضاً.
والفريق توصّل الى أن المضادات الحيوية المعتمدة على سكر الـ SQ من الممكن أن يتم تطويرها لتجذب بشكل متخصص أنواع معينة من الجراثيم وتقتلهم من الداخل إلى الخارج، وإذا كان هنالك شيء واحد نحتاجه الأن ، فهو أنواع جديدة من المضادات الحيوية.