عندما تبكي وتسيل دموعك على خديك وتصل إلى فمك قد تستشعر ملوحة طعمها، فلماذا تكون الدموع مالحة؟ إن الإجابة بسيطة تمامًا؛ تتكون دموعنا بمعظمها من الماء الموجود في الجسم الحاوي على الأيونات الملحية (الشوارد). سنتعرف في هذا المقال على مكونات الدموع، ومن أين تأتي؟ وكيف تحمي أعيننا وترطبها؟ ولماذا يشعرنا البكاء بالتحسن؟
مم تتكون الدموع؟
تتكون الدموع وفقًا لتعريف المعهد الوطني للعيون من خليط من:
- الماء.
- المخاط.
- الزيوت الدهنية.
- أكثر من 1500 بروتين مختلف.
كيف ترطب الدموع أعيننا؟
تشكل الدموع ثلاث طبقات تعمل على ترطيب العين وحمايتها وإمدادها بالمغذيات، تشمل هذه الطبقات:
الطبقة الخارجية: تدعى الطبقة الزيتية الخارجية، تنتجها الغدد الميبومية. تمنع هذه الطبقة الدموع من التبخر السريع وتبقيها داخل العين.
الطبقة الوسطى: تدعى الطبقة المائية الوسطى، وتتشكل بواسطة الغدد الدمعية الرئيسية والملحقة، وتحوي بروتينات ذوابة في الماء، تعمل على حماية القرنية والملتحمة (غشاء مخاطي يغطي القسم الداخلي للجفن والأمامي للعين) وإمدادها بالمغذيات.
الطبقة الداخلية: تدعى الطبقة المخاطية الداخلية، وتساهم الخلايا الكأسية في تشكيلها، لها دور في ترطيب العين بواسطة ارتباط الماء الموجود في الطبقة الوسطى بالمخاط ما يسمح له بالانتشار بانتظام.
من أين تأتي الدموع؟
تنتج الغدد الدمعية فوق العينين وتحت الأجفان الدموع باستمرار، وينتشر قسم منها عبر سطح العين، ويذهب القسم الآخر عبر القنوات الدمعية الموجودة بالقرب من زاوية الجفن إلى الأنف.
ينتج الشخص البالغ وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون قرابة 15-30 جالون من الدّموع سنويًا.
أنواع الدموع
توجد ثلاثة أنماط رئيسة للدموع:
- الدّموع الأساسية: توجد دائمًا في العين، تحمي القرنية وترطبها وتمدها بالمغذيات الضرورية.
- الدّموع الارتكاسية: تُنتَج استجابةَ للمهيجات، مثل الدخان أو الرياح أو الغبار، أو عند تقطيع البصل بسبب احتوائه على المادة المهيجة للعين سين-بروبانثيال-أس-أوكسيد.
- الدموع العاطفية: تُنتَج استجابةً للألم الجسدي أو النفسي، أو عند التعرض لحالات عاطفية مثل الحزن والسعادة والخوف وغيرها.
الدّموع خلال النوم
نلاحظ وجود قشرة عند حواف العين بعد الاستيقاظ من النوم، وفقًا لجامعة يوتا تتألف هذه القشرة من خليط من: الدمع والمخاط والزيوت والخلايا الجلدية المتقشرة. يحمي هذا المزيج العين خلال اليوم بواسطة الرمش، لكن خلال النوم لا نرمش وتكون أعيننا مغلقة، فتتجمع تلك المواد بفعل الجاذبية في زوايا العين وحوافها وتصبح جافةً وصلبة.
مكونات الدموع حسب العمر
تشير دراسة أُجريَت عام 2018 أن محتوى الدّموع من البروتين يتغير مع العمر، ووفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة، نصاب بجفاف العين عندما لا تنتج الغدد الدمعية كميةً كافيةً من الدموع، ويشيع ذلك عند المتقدمين في العمر لاسيما النساء بعد سن اليأس.
هل يشعرنا البكاء بالتحسن؟
أُجريَت أبحاث كثيرة حول التأثيرات الإيجابية للبكاء، وافترض الباحثون أن البكاء والتعبير عن المشاعر الخاصة يُشعر بالارتياح، في حين قد يسبب كبتها اضطرابات نفسية.
يعتقد العلماء أن الدموع العاطفية تحوي بروتينات وهرمونات لا توجد في الدّموع الأساسية أو الارتكاسية، وهذه الهرمونات تحسن المزاج وتقلل الضغوطات النفسية. تشير دراسة أُجريَت عام 2015 أن البكاء وذرف الدّموع يشعر الباكي بتحسن الحالة المزاجية بعد انخفاض المشاعر وعودتها إلى مستوياتها السابقة.
ما يزال الباحثون بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لمعرفة تأثيرات البكاء على الحالة النفسية ومكونات الدّموع العاطفية من أجل استخدامه في العلاج العاطفي.
الخلاصة
تمتلك الدموع طعمًا مالحًا نظرًا إلى احتوائها على شوارد ملحية. في كل مرة نرمش فيها تعمل الدموع على تنظيف العين وتبقيها رطبةً وطريةً وتحميها من البيئة والمهيجات والعوامل الممرضة.
اقرأ أيضًا:
دموع الألم ودموع الفرح، هل البكاء أمر صحي؟
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: راما الهريسي