يُنصح الناس في المملكة المتحدة بوضع وعاء ملح تحت نوافذهم هذا الشتاء، ولكن هل هذه المحاولة لمنع الرطوبة والعفن صحيحة؟

عندما يصطدم بخار الماء بسطح بارد مثل النافذة، فإنه يتحول إلى حالة سائلة يؤدي إلى التكثف، ولكن لا يتعلق ذلك بدرجة حرارة معينة، بل بالاختلاف بين درجتي الحرارة، درجة حرارة الهواء ودرجة حرارة التكثف المسماة بنقطة الندى.

وتعرف نقطة الندى بأنها درجة الحرارة التي يمكن أن يتشكل عندها الندى، وعندها يصبح الهواء مشبعًا ولا يمكنه احتواء المزيد من بخار الماء، وأي تبريد إضافي يسبب تكاتف بخار الماء.

وللتعامل مع التكثف -الذي يقود إلى مشكلات مثل الرطوبة والعفن وإلحاق ضرر بإطارات النوافذ في السيارة- يُنصح بفتح النوافذ لمنع التكثف وتبديل هواء السيارة بإدخال رطوبة أقل. ويُنصح أيضًا باستخدام نظام تكييف السيارة، بحسب شركة تويوتا، وتُعد هذه الطريقة الأكثر فعالية لإزالة الرطوبة من الهواء.

يسحب هذا النظام الهواء من المقصورة عبر مبخرة ما يسبب تكثف الرطوبة في الهواء بطريقة محكومة وإخراجه من السيارة.

لكن التعامل مع تراكم التكثف في المنزل أصعب مع إن المبادئ نفسها، فمن الطرق المُقترحة وضع صحن الملح بالقرب من النافذة في أثناء الأشهر الباردة.

يقول خبير الحديقة والمنزل آندي إليس في بيان اطلعت عليه صحيفة ميرور: «للملح قدرة طبيعية في الأساس على سحب الرطوبة من الهواء وتنشيفه، لذلك عندما يصطدم مع الزجاج ستتشكل قطرات أقل من التكثف».

إنها خدعة سهلة لا تتطلب أي مجهود على الإطلاق، فببساطة املأ وعاءً ضحلًا أو جرةً صغيرة ببعض الملح (سواء أكان ملح طعام أو ملحًا صخريًا)، تختلف الكمية المستخدمة تبعًا لحجم النافذة التي توضع تحتها، فكلما كانت النافذة أكبر احتجنا إلى كمية ملح أكبر عمومًا، ولكن غالبًا ما يكفي وعاء صغير الحجم.

وبحسب المهندس الكيميائي جون فرانسيس ريتشاردسون، يُعد التحلل المائي بالمواد الصلبة القابلة للذوبان في الماء من الأمثلة الخاصة على السلوك الاسترطابي، وكثيرة هي المواد الصلبة التي تحقق ذلك ومنها الأملاح غير العضوية مثل: كلوريد الكالسيوم.

ويوضح في مقاله على موقع ثيرموبيديا: «عند درجة حرارة معينة، سيكون ضغط بخار محلول الملح المشبع أقل من ضغط الماء النقي، وإذا كان أقل من الضغط الجزئي في الغلاف الجوي، تنتقل الرطوبة إلى سطح المواد الصلبة، وسيذيب جزء منها جزءًا من السطح الصلب لتكوين محلول مشبع. وعندما تذوب جميع المواد الصلبة تستمر العملية حتى يتساوى الضغط الجزئي للمحلول غير المشبع مع ضغط الغلاف الجوي. في بعض الحالات قد يسبق تكوين الهيدرات أو الهيدرات الأعلى من الملح بتشكيل طور السائل، وقد تكون السوائل مثل حمض الكبريت قابلة للتحليل أيضًا».

لكن من غير الواضح أن لهذا أثر كبير، فمقارنةً بالطرق الأخرى لمنع تراكم التكثف، لا يبدأ الملح بامتصاص بخار الماء إلا عند رطوبة عالية نسبيا.

وفق توضيح من خدمة معلومات النقل الألمانية، عند نسبة رطوبة تصل إلى 74% ودرجة حرارة 20 مئوية، لا يمتص الملح أي كميات ملحوظة من بخار الماء.

يحتوي الماء الحرج على كلوريد الصوديوم بنسبة 0.5% وما يقارب 74% رطوبة، وهي النقطة التي يبدأ الملح عندها بامتصاص بخار الماء ويزداد إلى ما يقارب 75% نسبة رطوبة وهي التي يذوب عندها الملح.

تكون الرطوبة عادة في المملكة المتحدة أقل رطوبة من هذا، وتترواح بين 30% إلى 60%، لكن المنازل الرطبة تتجاوز 70%، والمناطق المختلفة في المنزل تختلف أيضًا بنسبة الرطوبة (كالحمامات أو المطابخ)، لذلك قد يساعد الملح قليلًا.

النصيحة إذن هي التعامل مع المشكلة كما في السيارة، فالتهوية هي المفتاح الأساسي، بالإمكان استخدام فتحات تهوية في النوافذ، أو ببساطة فتحها قليلًا للتعامل مع الرطوبة، وإظافةً إلى السماح بالمزيد من الهواء الرطب بالخروج، يساعد تدفق الهواء على منع تبخر الماء من التكثف على سطح البارد. ما يلغي الحاجة إلى وضع أوعية صغيرة من الملح بجانب النافذة كل صباح.

اقرأ أيضًا:

لماذا يستخدم الملح لإذابة الثلوج في الشتاء؟

ما هو الملح الصخري وكيف يتكون ؟

ترجمة: ديانا عيسى

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: باسل حميدي

المصدر