بيع الأصداف البحرية على شاطئ البحر ليس فكرة جيدة.

تعد الأصداف البحرية ذكرى جميلة وغير ضارة من رحلتنا إلى الشاطئ، ولكن توجد بعض الأسباب التي تجعلنا نتركها على الشاطئ.

إذا جُمعت الأصداف على الشاطئ دون اهتمام، فقد يسبب هذا اضطرابًا للنظم البيئية الساحلية، إذ توضِح دراسة أُجريت في عام 2014 عن إزالة الأصداف البحرية من الشواطئ أنها تتسبب بأضرار كثيرة للعديد من أشكال الحياة التي تعتمد على الأصداف، إذ تؤدي الأصداف دورًا مهمًا في النظم البيئية الساحلية، بالإضافة إلى دورها في استقرار الشاطئ الذي يمدُّ الطيور بمواد بناء لأعشاشها، تُوفر أيضًا منزلًا أو سطحًا للكائنات البحرية المتنوعة، مثل الطحالب والأعشاب البحرية والإسفنج والقشريات. تعد الأصداف أيضًا مصدرًا لكربونات الكالسيوم التي يُمكن أن تذوب في مياه البحر ويعاد تدويرها مرة أخرى في المحيط.

قال ميشال كوالوسكي، مؤلف الدراسة الرئيسي وعالم الحفريات في متحف فلوريدا، في بيانٍ له: «تدهشنا الأصداف في أنها تؤدي وظائف متعددة في النظم البيئية الطبيعية».

وأضاف جيرات فيرميج، خبير أصداف الرخويات وأستاذ علم الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا ديفيس: «تُعد أصداف الرخويات ذات أهمية كبيرة بالنسبة لسرطان البحر الناسك، ومع أن الشواطئ الرملية ليست المكان المناسب لمثل هذه السرطانات، فإن أصداف الحلزون الميتة على الشواطئ الطينية والصخرية تعد مصدرًا أساسيًا لسرطان البحر الناسك الوفير. تستقر أيضًا العديد من الكائنات الصغيرة على الأصداف الميتة، فتؤدي إزالة هذه الأصداف إلى القضاء على موطن تلك الكائنات».

أجرى الباحثون عدة استطلاعات شهرية من عام 1978 إلى عام 1981، ومن عام 2008 إلى عام 2010 على شاطئ لارجا، الذي يبعد ساعةً بالسيارة عن برشلونة في إسبانيا. وأظهرت النتائج أن عدد الأصداف البحرية انخفض بنسبة تصل إلى 60% بين المدتين الدراسيتين.

وقد عزوا سبب انخفاض الأصداف إلى تدفُق السياح إلى المنطقة، لأن الأصداف كانت أكثر وفرة خلال فصل الشتاء عندما قل عدد الأشخاص الذين يزورون الشاطئ.

قال كوالوسكي: «قد يؤدي البشر دورًا مهمًا في تغيير المَوَاطن من خلال الأنشطة التي يعدونها غير ضارة، مثل التجول على الشاطئ وجمع الأصداف البحرية. ومن المهم أن نستمر بالتحقيق في الجوانب الأكثر دقة للأنشطة السياحية وتأثيرها على المواطن الساحلية».

يوجد سبب آخر أيضًا يدفعنا إلى التوقف عن أخذ الأصداف البحرية إلى المنزل: أن هذا الأمر غير قانوني في أجزاء كثيرة من العالم. ففي المملكة المتحدة، يحظر قانون حماية السواحل لعام 1949 أخذ أي مواد طبيعية من الشواطئ العامة.

أما في الولايات المتحدة فهناك تساهُل أكثر إذ يُسمح بجمع الأصداف البحرية الفارغة لأغراض ترفيهية. ومع ذلك توجد أنواع أخرى محمية ويُمنع جمع أصدافها الحية كي لا تؤدي إلى مشكلات قانونية.

ورد أنه في عام 2018، ألقي القبض على امرأة بعد أن أخذت 40 صدفة بحرية من شاطئ يقع في كي ويست في فلوريدا. كانت هذه الأصداف تحتوي على قواقع ملكية حية تُعد مهددةً بالانقراض وفقًا لقانون حماية الأنواع المهددة بالانقراض. حُكم على تلك المرأة بقضاء 15 يومًا في السجن ودفع 500 دولار غرامة.

اقرأ أيضًا:

أطعمة تعزز جهاز المناعة

دور المحار في رحلة الإنسان القديم خارج أفريقيا

ترجمة: أميرة عادل

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر