يحوي الهاتف الخلوي الحديث الكثير من التطبيقات التي تعمل في الخلفية مستهلكة بذلك طاقة بطارية الجهاز، وتوجد عدة أسباب أخرى غير متوقعة تؤدي إلى نفاد طاقتها، مثال ذلك سوء استقبال الشبكة، وتركيب البطارية واستخدام تطبيقات غير جيدة.
نحن نتذمر غالبًا من نفاد بطارية أجهزتنا الذكية حتى عندما لا نستخدمها كثيرًا، وهذا يحدث مع جميع الهواتف الذكية بغض النظر عن علامته التجارية أو تكلفة شرائه أو عمره، فإذا كان هاتفًا ذكيًا فستنفد بطاريته وصولًا إلى الصفر حتى لو لم تستخدمه طوال الوقت.
ومن المتعارف عليه وجود جانب نفسي لهذا الأمر، فالمستخدم لا يشعر عادة باستخدامه المتواصل للجهاز؛ لذلك وفي كثير من الحالات تُستهلك بطاريات الهاتف لأنها تُستخدم طوال الوقت رغم ادعاءات أصحابها.
في هذا المقال سنلقي نظرة على أهم أربع أسباب لاستنفاد بطاريات هواتفنا الذكية عندما لا تكون قيد الاستعمال.
أسباب نفاد شحن هاتفك حتى عند عدم استخدامه:
● التطبيقات في الخلفية:
عند التحدث عن عمر بطارية الهاتف الذكي يبدي معظمنا رأيه بشأن جودة أو طاقة البطارية اعتمادًا على عدد التطبيقات والبرامج التي يمكننا استخدامها على الهاتف، بعبارة أخرى، إذا فتح المستخدم خمس تطبيقات على هاتفه، فسيُحكمون على بطارية الهاتف بناءً على مقدار الوقت الذي يُشغل فيه هذه التطبيقات الخمسة قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.
نميل عمومًا إلى الحكم على بطارية الهاتف استنادًا فقط إلى التطبيقات التي نستخدمها بنشاط «حاليًا» ونهمل تمامًا التطبيقات في الخلفية.
لكن إليك الأمر فرغم أننا نحكم على بطارية الجهاز اعتمادًا على التطبيقات التي نستخدمها بصورة متكررة ونشطة، يجب على البطارية توفير الطاقة والدعم لجميع التطبيقات والبرامج التي تعمل على الهاتف، وذلك يتضمن تطبيقات الخلفية التي أشير إليها بهذا الاسم لأنها تعمل في الخلفية، فحتى عندما تضع هاتفك على وضع «السكون» وتُطفئ الشاشة، فما يزال يتعين على الهاتف القيام ببعض الأشياء في الخلفية، مثل التواصل مع برج التغطية وتلقي الرسائل النصية والمكالمات الواردة وما إلى ذلك.
لا تشتمل تطبيقات الخلفية على التطبيقات السائدة فقط مثل الفيسبوك واللينكد إن والجيميل وما إلى ذلك، بل تشمل أيضًا البلوتوث والواي فاي وحتى GPS، فإذا كانت خدمة تحديد الموقع مفعلة على جهازك فهذا يعني أنه على اتصال مستمر مع الأقمار الصناعية المخصصة لـ GPS التي تدور حول كوكبنا، ما يتطلب توفير مستوى ثابت ومحدد من الطاقة لاستمرار الاتصال وذلك يستهلك من طاقة البطارية.
إذا كنت ترغب في التحقق من تطبيقات الخلفية التي تستهلك بطارية هاتفك في هذه اللحظة بالذات، اذهب إلى إعدادات الطاقة الخاصة بهاتفك الذكي وشاهد تفاصيل استخدامها.
تلك التطبيقات هي التي تستهلك طاقة جهازك وتسبب نفاد البطارية حتى عندما لا تُستخدم بصورة نشطة.
فإذا كانت بطارية جهازك جيدة، فعادةً ما يكون هذا السبب الرئيسي لنفاد بطارية هاتفك خلال بضع ساعات.
● الاستقبال الضعيف للشبكة الخلوية:
ربما لاحظت حاجة بطارية جهازك الزائدة للشحن في حال استقباله لإشارة شبكة ضعيفة، وهذا صحيح خاصة عندما تكون مسافرًا عبر منطقة تعاني من التغطية الضعيفة للشبكة إذ تتدرج قوة الإشارة المستقبلة من الضعيفة إلى غير الموجودة تقريبًا.
فعندما يوجد الجهاز الخلوي في منطقة ذات تغطية ضعيفة، تُعزز قوة الاستقبال لدى جهازك لأعلى قدرة ممكنة حتى يتمكن من إيجاد برج خلوي مناسب للتواصل معه، ببساطة الإشارة الخلوية الضعيفة المستقبلة على جهازك تعني استمراره في البحث حتى يحصل على طاقة الإشارة المطلوبة، وذلك النشاط يستهلك مقدارًا كبيرًا من شحن البطارية.
تُسبب سوء الإشارة المستقبلة في تفاقم مشكلة استنزاف البطارية لذا إن أردت الحفاظ على طاقة جهازك خلال سفرك عليك إبقاؤه مغلقًا أو على وضع الطيران.
● التطبيقات السيئة المستهلكة للبطارية:
صُممت بعض التطبيقات بطريقة تجعلها تستهلك الكثير من الطاقة، إذ تحتوي التطبيقات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على بطارية الهاتف على الكثير من الميزات لتقدمها، وغالبًا ما تكون بمثابة تسريب لمقدار طاقة البطارية التي تطلبها، إذ يفتح المستخدمون هذه التطبيقات ويتفاعلون معها وهم غافلون تمامًا عن مقدار الحمل الذي يضعونه على بطارية الهاتف.
قد تندهش عند فتح إعدادات الطاقة في هاتفك، وترى أن بعضًا من أكبر تطبيقات التواصل الاجتماعي هي في الواقع من أكبر مستهلكي طاقة البطارية، إذ تُدير الكثير من العمليات في الخلفية على جهازك طوال الوقت.
فربما يُشغل المستخدم تطبيقًا واحدًا فقط على هاتفه، ولكن إذا صُمم التطبيق بطريقة تستهلك مقدارًا كبيرًا من الطاقة، فسيؤدي ذلك إلى استنزاف سريع للبطارية، ما يجعل المستخدم مستاءً من جودة بطاريته وطول عمرها.
● تركيب البطارية وجودتها:
ليست كل بطاريات الهواتف الذكية ذات تركيب واحد، فبعضها مصنوع من مواد لا تحقق المعايير المطلوبة، وهذا دائمًا ما يؤثر في متانة البطارية، فإذا اشتريت بطارية جديدة وشعرت بنفاد طاقتها بسرعة منذ بداية استخدامها، فمن المحتمل جدًا أن ما حدث أشبه بعملية سرقة رخيصة.
لذلك تكتب شركات الهاتف المحمول عادة عبارات إخلاء المسؤولية ضمن كتيباتها ناصحة زبائنها بعدم استخدام البطاريات العامة «أي غير المصنعة من قِبلها» ووضعها في أجهزتهم.
لاحظ أن البطارية ستفقد شحنها بمرور الوقت بغض النظر عما إذا كانت تُستخدم أو لا، فإذا شحنت بطارية هاتف ذكي حديث إلى 100% وقمت بإطفائه ثم أعدت تشغيله بعد مضي عدة أشهر، ستجد أنه فقد القليل من طاقته.
لذا يمكن القول إن استنزاف البطارية هو مصيرها مهما كانت الظروف الموجودة.
تلك هي الأسباب الأساسية لفقدان شحن الهواتف الذكية بمرور الوقت حتى عندما لا تستخدم كثيرًا، إذ تدوم طاقة معظم بطاريات الهواتف الذكية لمدة 48 ساعة في أفضل حالاتها لتحتاج بعدها للشحن من جديد، مع ذلك، إذا كان أداء بطارية هاتفك سيئًا لدرجة أنك تحتاج لشحنها كل 2-3 ساعات فيجب عليك غالبًا فحصها عند خبير ما أو استبدالها.
اقرأ أيضًا:
البطارية “السلبية” الجديدة تمكّنك من شحن هاتفك مرة واحدة في الأسبوع
هل تُشحن الهواتف الذكية بشكل أسرع عند استعمال وضع الطائرة؟
ترجمة: فاطمة طاهر أحمد
تدقيق: تسبيح علي