منذ 60 عامًا، استطاع العلماء تحفيز منطقة معينة بدماغ الفئران كهربائيًا ليجعلوهم يتناولوا الطعام، سواءًا أكانوا جياعًا أم لا.
الآن نجح باحثون من مدرسة الطب بجامعة كارولينا الشمالية من تحديد الترابطات الخلويّة الدّقيقة المسؤولة عن هذا السلوك.
هذه النتائج تُسلّط الضوء على أسباب السمنة وقد تساعد في إيجاد حلول لامراض فقدان الشهية، مرض النُهام العصابي (Bulimia Nervosa)، وإضطرابات أخرى متعلقة بالشهية والطعام.
حين حَفَّز العلماء منطقة الوطاء الجانبي بالدماغ في الخمسينيات، أدركوا أنهم يحفزون أنواعًا مختلفة من الخلايا الدماغيّة.
في البحث الجديد، أراد الباحثون أنّ يقوموا بالتركيز على نوعٍ واحد – الخلايا العصبية جابا الموجودة في قاع السطر الإنتهائي (و الـBNST).
منطقة الـBNST هي بروز للوزة الدماغ (المنطقة المُرتبطة بالعواطف)، كما أنها تشكل جسرًا بين اللوزة الدماغية والوطاء الجانبي – المسؤول عن الوظائف البدائية مثل الأكل، السلوك الجنسي والعنف.
الخلايا العصبية جابا الموجودة بالـBNST لديها جسم بالإضافة إلى الإشتباكات العصبية الممتدة والتي تنقل الإشارات الكهربية الدماغية إلى منطقة الوطاء الجانبي.
أراد الباحثون تحفيز هذه الإشتباكات العصبية باستخدام تقنية علم البصريات الوراثي من خلال تسليط الضوء عليها فقط.
الخلايا الدماغية لا تستجيب للضوء عادةً، لذلك استخدم الفريق بروتينات مُعدّلة وراثيًا حساسة للضوء (من الطحالب)، واستخذموا فيروسات معدلة وراثيًا أيضًا لنقل البروتينات لدماغ الفئران.
هذه البروتينات ظهرت فقط بخلايا الـBNST، بما في ذلك الإشتباكات العصبية المتصلة بالوطاء.
ثم زرعوا كابلات ألياف بصرية بدماغ الفئران، وعندما سلطوا الضوء على الاشتباكات العصبية للـBNST بدأت الفئران بتناول الطعام بالرغم من تلقيها تغذية مليئة قبل التجربة.
علاوةً على ذلك فضّلت هذه الفئران الغذاء الغني بالدهنيات.
تحفيز منطقة الـBNST أدّى أيضًا لظهور سلوكيات مرتبطة بنظام المكافئة عند الفئران، مما يشير إلى تعزيز الشعور بالمتعة بتناول الطعام عندها.
على الصعيد الآخر، توقيف المسار العصبي في الـBNST أدّى لفقدان الاهتمام بتناول الطعام بالرغم من حرمانهم منه قبل التجربة.
هنالك حاجة للمزيد من الأبحاث لتحديد ما إنْ كان من الممكن تطوير عقار لتصحيح القصور الموجود بدارة الـBNST عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض السمنة أو فقدان الشهية.