يعدّ تساقط الشعر من الآثار الجانبيّة المتكررة للمعالجة السرطانية، كما أنّه يصبح قلق حقيقيّ بالنسبة للعديد من المرضى.
تستهدف أدوية العلاج الكيميائيّ الخلايا سريعة النمو وتقتلها بشكلٍ فعال كتلك الموجودة في الورم الخبيث.
وبشكلٍ مشابه للورم، فإّن بنية جريب الشعر عالية النشاط، مع فائض من الخلايا التي تنقسم بشكل متكرر لتنتج الشعر المتنامي.
ولأنّ جميع أدوية العلاج الكيميائي مصممة لتقتل بشكل فعال كل الخلايا سريعة الانقسام، فإن الشعر متفرِّج سيء الحظ، يأخذ بالتساقط مع الخلايا السرطانية.
بينما يجد البعض أن فكرة فقدانهم لشعرهم مؤلمة جدًا، لذلك فهم يرفضون تلقي العلاج الكيميائي، ويجد معظم الناس ضفائرهم تنمو مجددًا بعد انتهاء العلاج.
تساقط الشعر المحرّض بالعلاج الكيميائي:
يعتمد مستوى تساقط الشعر، أو الصلع المحرّض بالعلاج الكيميائي chemotherapy-induced alopecia (CIA)))، على نمط السرطان، الدواء المحدد، الجرعة، ونمط العلاج أيضًا، ويعاني العديد من المرضى من الموجة الأولى للصلع المحرَّض بالعلاج الكيميائي خلال أسبوع إلى أسبوعين من بدء العلاج.
غالبًا ما يحدث تساقط الشعر أولًا في المناطق التي تعاني من احتكاك عالي خلال النوم، كتلك التي في قمة الرأس وعلى الجوانب فوق الأذنين. ومع ذلك، يعتمد نمطه على شعر الفرد ذاته.
الأشعار التي تنمو بشكل نشط ستتأثر بشكل أعظمي، لكن لإنّ جريبات الشعر المتنامي يمكن أن تكون منظّمة في رُقع أو تتوزع على كامل فروة الرأس. ولسوء الحظ من غير الممكن التنبؤ بنمط تساقط الشعر لأي فرد معطى.
غالباً ما يكتمل تساقط الشعر خلال ثلاثة أشهر، وتبدأ عادة عودة نمو الشعر بعد انتهاء العلاج الكيميائي خلال شهر إلى ثلاثة أشهر، ويلاحظ حتى 60% من المرضى تغير في لون الشعر أو ملمسه خلال الفترة الأولى من عودة نموه، والعديد يعانون من أن شعرهم يصبح أكثر تجعيدًا.
على أية حال، هذه التغيرات في معظمها مؤقتة، وفي النهاية يعود الشعر إلى حالته الطبيعية.
تأثير فقدان الشعر:
يملك الشعر وظائف هامة للتواصل والثقافة، وبالتالي فإن الصلع المحرّض بالعلاج الكيميائي يحتل بشكل ثابت رأس قائمة الأحداث المؤلمة للمرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي.
حتى أن بعض المرضى يرفضون تلقي العلاج الكيميائي بسبب التهديد الوشيك للصلع المحرّض بالعلاج الكيميائي.
في أحسن الأحوال، علاجات هذه المشكلة تجريبية. تبريد فروة الرأس باستخدام قوالب الثلج، أو باستخدام قبعات خاصة قُدِّمت في السبعينات.
الفرضية الضمنية لهذا العلاج هي أنّ التبريد سيضيق الأوعية الدموية القادمة إلى جريبات الشع، حيث أقرّت بعض الدراسات معدلات نجاح وصلت حتى 50% باستخدام هذه التقنية، لكن لايزال هناك حاجة واضحة لعلاجات أكثر فعالية.
البحث عن أهداف دوائية جديدة:
القليل فقط من يعرفون عن الآلية التي يسبب بها العلاج الكيميائي الصلع، معظم المعلومات مستنبطة من دراسات استخدمت نماذج الفئران.
يُظهر هذا البحث أنّ الموت الخلوي المبرمج أو الاستموات هو الأكثر احتمالًا في التسبب بموت الخلايا في جريبات الشعر.
استخدم الباحثون في قسم الطب في جامعة شيكاغو دراسات ذات ارتباطات واسعة بالجينوم، لمقارنة البصمة الجينية للمرضى المصابين بسرطان الثدي، والذين عانوا من الصلع المحرّض بالعلاج الكيميائي بالمقارنة مع أولئك الذين لم يعانوه.
وجدوا أنّ العديد من الجينات المرشّحة التي ربما تكون متورِّطة بخسارة جريبات الشعر الوظيفية. أحدها CACNB4، وهو جزء هام من قناة الكالسيوم التي تلعب دور هام في نمو الخلايا والاستموات.
هناك جينٌ آخر، BCL9 ويُعرف بأنه يلعب دورًا هامًّا في تطوّر جريب الشعر.
بالتسلح بهذه المعرفة، فإن العلماء مستمرون ببحثهم لتطوير مثبطات فعالة لفقدان الشعر المحرّض بالعلاج الكيميائي، آملين أن يقلل العبء الذي يسببه هذا الأثر الجانبي غير المرغوب على مرضى السرطان.
ماذا بإمكان المرضى أن يفعلوا ؟
إذا كنت تنوي تلقي العلاج الكيميائي، والذي ربما يسبب فقدان الشعر، تحدّث إلى فريق العناية الصحية فيما إذا كان استخدام قبعة باردة يساعد في تقليل الخطورة.
إذا كنت تعتقد أنك بحاجة إلى شعر مستعار، قم بشرائه في بداية العلاج أو قبل البدء به، اسأل إذا كانت الباروكة قابلة للتعديل، ربما تحتاج قياس أصغر عندما تبدأ بفقدان شعرك.
في حال اشتريت الباروكة قبل أن تبدأ بخسارة شعرك، فبإمكان البائع أن يطابقها مع لون شعرك وملمسه، أو بإمكانك قص خصلة شعر من مقدمة رأسك واستخدامها للمطابقة.
استخدم واقي شمسي واسع الطيف، مع عامل حماية شمسية 30أو أكثر، مع قبعة لحماية فروة رأسك من الشمس.
قم بغسل شعرك وتنظيفه بلطف، واستخدم مشط ذو أسنان متباعدة.
إذا كانت فكرة فقدان الشعر تزعجك، فبإمكانك أن تختار قص شعرك بشكل قصير جدًا أو أن تقوم بحلاقته بشكل كامل قبل أن يبدأ بالتساقط.
عندما يبدأ الشعر الجديد بالنمو، فربما ينكسر بسهولة في البداية، فتجنب استخدام الصبغات أو تجعيد الشعر في الأشهر الأولى، ابقِ شعرك قصير وسهل التسريح.
- ترجمة: رنيم جنيدي
- تدقيق: لؤي حاج يوسف
- تحرير: أحمد عزب